نقطة : وماذا عن بقية الشيوخ؟!

نشر في 04-11-2022
آخر تحديث 03-11-2022 | 21:10
 فهد البسام قرار موفق من مكتب المجلس بقصر أعمال قناة المجلس على تغطية جلساته واجتماعات اللجان فقط، وإن كنت أفضّل إلغاء القناة والنقل نهائياً، للقضاء على الاستعراضات الكلامية والحركات التمثيلية والخطابات المكررة، إضافة إلى توفير المال العام، والتفرغ للعمل الجاد بعيداً عن استجداء المديح واختلاق المعارك، هذا مع استمرار تسجيل الجلسات والاحتفاظ بها كنوع من التوثيق لا أكثر، ورجاء لا تقارنونا مع الدول المتقدمة، فالفارق شاسع جداً.

ما لفت انتباهي أخيراً، من بين كلمات أغلب النواب المكررة بصيغ وكلمات مختلفة، هي كلمة النائب الفاضل عادل الدمخي، حين طالب بوجود شيوخ من الأسرة الحاكمة على «شاكلة» الشيخ ناصر صباح الأحمد، يرحمه الله، ليقوم بالإبلاغ عن أبناء عمومته حال علمه بوجود الفساد، ولا أظنّ أحداً يستطيع إلا أن يتّفق مع النائب الفاضل فيما ذهب إليه، فنحن كذلك نريد مثل هذا الشيخ الراحل ممن يمتلك الشجاعة والرؤية ليكمل ما بدأه من فكرة مشروع الحرير، فناصر الصباح كان، كما بدا، يمتلك مشروعاً كاملاً، نصفه إصلاح الحاضر والنصف الآخر بناء المستقبل، ولم يكن شخصية انتقامية كما يحاول البعض تصويره، لذلك نتمنى من أمثال النائب المتحسرين على الشيخ ناصر دعم استكمال مشروعه التنموي كذلك، لتحقيق رؤية الشيخ الراحل كاملة وعدم تقطيع أوصالها.



غاية النائب الفاضل من إكبار موقف الشيخ الراحل وتساميه فوق صلة الدم، وعدم محاباته لأبناء عمومته على حساب الوطن والمال العام، هي حثّ أبناء الأسرة على الحذو حذوه، لذا، وفي المقابل نتمنى من النائب الفاضل ومَن على «شاكلته» من الإسلاميين أن يتساموا مثلما تسامى الشيخ ناصر، يرحمه الله، ويسيروا على نهجه بتقديم البلاغات في حال علمهم بوجود مخالفات أو جرائم تمسّ المال العام من «أبناء عمومتهم» بالفكر والحزب والخط الإسلامي ممن لا ينادون بعضهم البعض غالباً إلّا بـ «الشيخ»، وعدم التستر عليهم أو التغاضي عنها، ولديك تقارير ديوان المحاسبة ووزارة الشؤون التي تغرق بالملاحظات والمخالفات المالية ضد وزارة الأوقاف والجمعيات الخيرية الإسلامية والشركات والمناقصات والمكاتب الهندسية «الإسلامية»، ناهيك بالشركات الإسلامية التي أخفقت في الأزمة المالية وأضاعت أموال مساهميها ومعها المال العام ولم ينطق أحد، وهذا طبعاً بالتوازي مع ما يجري في الجمعيات والهيئات والمبرات والحملات وغيرها ممّا يديره رفاق الفكر والمنهج ولم ترصده التقارير الرسمية، وبانتظار من يملك شجاعة ناصر ليفضح المستور، فكثيراً ما يكون «التشييخ» المتبادل أقوى وأخطر من صلة الدم، ومن ثمّ عليه ألّا يُبعد «الإخوة» عن دائرة المساءلة والمحاسبة ومراقبة أنفسهم قبل الآخرين، فإنّ كان نهج الشيخ ناصر عاجبكم، فابدأوا بـ «شيوخكم» لنصدقكم.

back to top