أزمة المسارح في الكويت
في هذا الموسم اتضح لدى الجميع مما لا شك فيه أن لدينا أزمة حقيقية في قلة دور العرض، حيث إن أغلب الشركات المنتجة واجهت صعوبات كبيرة في فترة البروفات لعدم توافر مسارح للعرض، وأغلب الشركات التي وقعت عقوداً لاستئجار المسارح لم تتسلمها إلا قبل عيد الفطر بـ 8 أيام، وفي الوقت نفسه بعضه الشباب كانوا يجون بروفاتهم في حوش أحد المسارح الأهلية، وآخرون في ديوانية المسرح، وغيرهم في صالات رياضية، مما يثقل كاهل المنتج بالتكاليف.
أليس لدينا في الكويت مسارح؟ إن أغلب مسارح الدولة فارغة، فكان من الممكن إعطاء هذه الشركات هذه المسارح لعمل بروفات ولو بسعر رمزي أو حتى مجاني كنوع من الدعم للشباب الذين يعانون الكثير لتقديم عرض مسرحي، والمسارح المتوافرة كمسرح الدسمة، وكيفان، وعبدالحسين عبدالرضا، يعلم الجميع أنها جميعها تحتاج صيانة حتى تصبح صالحة للعرض. ويبقى السؤال الأهم: هل الكويت أصبحت دولة طاردة للفن؟ أعتقد أن الفن في الكويت أصبح مهمشاً، ولا أحد من المسؤولين يولي هذا الفن أي اهتمام بشكل عام والمسرح بشكل خاص، بل أصبح هذا الأمر بالنسبة إلى بعض المسـؤولين عبئاً ويرغبون في التخلص منه، فهل حل هذه المشكلة صعب؟
الحقيقة أن الحل سهل جداً إما بترميم المسارح الموجودة وبنيان خمسة مسارح أخرى في كل محافظة، وإما بإعطاء شركات الإنتاج الخاصة أرضا بسعر معقول ومنحها تصريحا لبناء مسارحها الخاصة، حتى تنتعش الحركة المسرحية، لا سيما أن الكويت مشهورة بقوة العروض المسرحية، وستسهم في تنشيط السياحة، لأن عروض المسرح ستكون على مدار السنة، مع دعمه هؤلاء الشباب بالإعلانات، كما كانت الدولة تعمل سابقاً، حيث كان الدعم واضحاً ونتائجه انعكست بقوة على العروض التي طرحت في ذاك الزمن.
أتمنى أن يرجع هذا الدعم لأن الجمهور يستحق دور عرض أفضل بكثير من الحالية.