إسرائيل تغير قواعد الاشتباك بالضفة وتغتال 3 بـ«درون»

• «الجهاد» و«حماس» تتوعدان بالرد على أول استهداف جوي منذ عقدين

نشر في 23-06-2023
آخر تحديث 22-06-2023 | 19:08
طفلتان بجوار سيارة أحرقها مستوطنون في قرية ترمسعيا الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ ف ب)
طفلتان بجوار سيارة أحرقها مستوطنون في قرية ترمسعيا الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة أمس (أ ف ب)
قتلت إسرائيل 3 نشطاء بضربة جوية تعد الأولى بالضفة المحتلة منذ نحو عقدين وتحدثت عن «تغيير بقواعد الاشتباك» وسط تصاعد المواجهات التي تخوضها مع المسلحين الفلسطينيين بعدة مناطق، في حين أفيد بأن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية سجلت رقماً قياسياً بتصاريح الاستيطان التي أصدرتها في 6 أشهر.
وسط تحذيرات من تصاعد موجة العنف التي اندلعت من جنين الاثنين الماضي وأسفرت حتى الآن عن مصرع 11 فلسطينياً وإصابة العشرات فضلاً عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 11 بينهم 7 جنود، اغتالت طائرة مسيرة إسرائيلية «درون» ثلاثة نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ليل الأربعاء ـ الخميس، في غارة نادرة، تعد الأولى منذ عقدين، وأتت بعد ساعات من هجوم مستوطنين على قرى فلسطينية وإضرامهم النيران في سيارات ومبانٍ رداً على هجوم شنه مسلحون من حركة «حماس» أمس الأول، على مستوطنة.

وجاء في بيان مُشترك للجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات «الشاباك»: «تم تحديد مكان الخلية، بفضل معلومات استخباراتية مُحددة، فيما كانوا في طريقهم إلى تنفيذ عملية إطلاق نار». وكشف البيان، أن الاغتيال جاء بُعيد تنفيذ الخلية، عملية إطلاق نار أولى، على معبر الجلمة، الفاصل بين جنين وإسرائيل. واتهمت إسرائيل الخلية، بتنفيذ عمليات إطلاق نار عديدة، على مستوطنات وجنود في المنطقة أخيراَ.

وفي أول تعليق رسمي إسرائيلي على الاغتيال، حيّا وزير الأمن يوآف غلانت أجهزته الأمنية التي قيل إنها احتفظت بالجثامين الثلاثة التي عثر عليها داخل السيارة.

وأضاف: «سنتخذ نهجاً هجومياً واستباقياً ضد الإرهاب، وسنستخدم جميع الوسائل المتاحة لنا».

وتعد ضربة المسيرة وهي من طراز «إلبيت هيرميس» والتي أعقبت قصفاً نادراً لمروحيات الأباتشي الحربية في اشتباكات بعد تعرض رتل عسكري لكمين محكم في جنين، الأولى للجيش الإسرائيلي في الضفة منذ انتهاء انتفاضة الأقصى عام 2005.

ونقل موقع «والاه» العبري عن مصدر إسرائيلي أمني لم يسمه، قوله إن «المستوى السياسي قرر تغيير قواعد اللعبة»، أمام العمليات التي تنطلق من جنين.

وأشار الموقع إلى أنه «في الأسبوع الأخير، تراكم عدد كبير جداً من الإنذارات بشأن عمليات إطلاق نار. عزز الجيش الإسرائيلي قواته في المنطقة، ونفّذ اعتقالات وعزز وجوده على محاور الطرق وحول المستوطنات، ومع ذلك، تم تنفيذ هجوم مميت وصعب ومؤلم بمستوطنة عيلي».

الجهاد و«فتح»

في المقابل، نعىت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد» قتلى هجوم «الدرون» وقالت إن اثنين من عناصرها بينما الثالث ينتمي لكتائب «شهداء الأقصى» الجناح العسكري لحركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتوعدت في بيان «قيادة العدو بتحمل ما سيكون من عقاب لهذا القرار» استخدام المسيرات في عمليات الاغتيال.

كما توعدت حركة «حماس» بـ«رد قاس ومناسب لحجم الجريمة». وقال عضو المكتب السياسي للحركة صلاح البردويل، إن الأسلوب الذي اتبعته إسرائيل بقصفها المستمر بالطائرات الحربية للشعوب المحتلة يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية واستمرارا للإرهاب الصهيوني».



إضراب ومواجهات

وفي حين أعلنت القوى الفلسطينية في جنين، الإضراب الشامل حداداً على «أرواح الشهداء الـ 3» شهدت بضع مدن بالضفة الغربية، حالة من التوتر على خلفية إجراءات تصعيدية نفَّذها الجيش الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي. وفي بيت لحم، أصيبَ شابٌ بالرصاص واعتُقل فتى في مواجهات أثناء اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي لمخيم الدهيشة.

وإلى نابلس، حيث أصيب عشرات الفلسطينيين جرّاء اندلاع مواجهات بعد أن حاصرت قوات من الجيش الإسرائيلي منزل الأسير كمال جوري، المتهم بقتل جندي إسرائيلي العام الماضي، في منطقة شارع تل فجرا وقامت بتفجيره بعد بضع ساعات.

وإلى المسجد الأقصى، حيث اقتحم عشرات المستوطنين باحاته مِن باب المغاربة تحت حماية مشددة من سلطات الاحتلال الإسرائيلية، فيما تلقى نائب مدير أوقاف القدس التابعة للأردن، الشيخ ناجح بكيرات، أمراً من الجيش الإسرائيلي لحضور جلسة استجواب قبل إبعاده عن منطقتي القدس والحرم القدسي؛ وذلك إثر معلومات تزعم انتماءه لـ«حماس».

تنصل وانتقاد

في موازاة ذلك، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتنصل من كل الاتفاقيات الموقعة معها، وتمارس أبشع أشكال العقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وتريد المحافظة على الأمر الواقع المتدهور والاستمرار فيه بهدف إضعاف السلطة وتدمير حل الدولتين.

جاء ذلك في وقت أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، بأن معطيات تشير إلى ارتفاع كبير في وتيرة مصادقة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة على البناء في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، محطّمة «رقماً قياسياً» بإصدارها 13 ألف رخصة بناء في غضون نصف عام فقط.

من جانب آخر، تداول نشطاء على مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر مسناً وهو يشن هجوماً حاداً على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية خلال مؤتمر كان يعقده اشتيه في بلدة ترمسعيا التي تعرضت لهجوم انتقامي واسع من قبل مئات المستوطنين أمس الأول.

وحمل المسن السلطة الفلسطينية مسؤولية ما يجري وقال مخاطبا اشتية: «يا بتحمونا يا تسلحونا، عندكم 70 ألف عسكري، وزعوهم على القرى».

حث وإدانة

على الصعيد الدولي، أدانت الولايات المتحدة عنف المستوطنين ودعت السلطات الإسرائيلية إلى «وقف العنف على الفور وحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ودفع تعويضات عن الممتلكات التي دمرت». وقال المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية بالقدس إنه فُزع من الهجمات المستمرة من المستوطنين الإسرائيليين على قرى الضفة الغربية.

back to top