صورة لها تاريخ: هَرَر الإثيوبية «مدينة الأولياء» حكمتها أسرة مسلمة قروناً طويلة

نشر في 16-06-2023
آخر تحديث 15-06-2023 | 20:04
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني

مدينة هرر الإثيوبية، التي لقبت بمدينة الأولياء، من المدن المتميزة بتاريخها المرتبط بالإسلام وطبيعتها الخلابة واعتدال جوها طوال العام. وقد تسنت لي الفرصة مؤخرا لزيارتها والاطلاع على ما فيها من متاحف رائعة ومواقع تاريخية ومناظر طبيعية جميلة، وأحببت أن أشارك القراء الكرام بعض المعلومات عن هذه المدينة التي كانت إمارة إسلامية لعدة قرون، ثم انضمت إلى إثيوبيا الإمبراطورية.

هذه المدينة الرائعة كانت قبل بضعة قرون تعرف باسم «أبادير»، وهي من أقدم مدن شرق إفريقيا، وحرص المستكشفون الأجانب على زيارتها والتعرف على تاريخها، إلا أنهم وجدوا صعوبة في دخولها لأنها كانت محرمة على غير المسلمين، ويعتبر المستكشف البريطاني ريتشارد بوردن أول من دخل المدينة متنكرا، في عام 1854، ثم تبعه مستكشف فرنسي اسمه آرثر رامبو، الذي عاش فيها 11 سنة، وترك فيها آثاراً تاريخية وقصراً يعتبر من المعالم التاريخية في المدينة اليوم.


 الأمير عبدالله الأمير عبدالله

ونظرا لتاريخ المدينة العريق وتراثها القديم، فقد أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن مناطق التراث العالمي منذ عام 2006، واعتبرتها رابع مدينة إسلامية مقدسة لوجود عدد كبير من المساجد القديمة فيها، ووجود حركة شرعية وفقهية وعلمية قديمة فيها، ويحيط بهرر سور محصن عمره مئات السنين، ما زالت أجزاء منه موجودة إلى اليوم وكذلك بعض بواباته المنيعة، وبدأت هرر كإمارة إسلامية تابعة لسلطنة «عدل» منذ عام 969م، واستمرت تحت حكم أسرة واحدة إلى عام 1886م، عندما سقط الحكم الوراثي فيها على يد المصريين الأتراك، وبعدها بسنوات قليلة انضمت إلى الإمبراطورية الإثيوبية في عهد الإمبراطور مينيليك الثاني.

وعندما كنت أتجول في مكتباتها ومتاحفها، عرفت أن آخر الأمراء فيها كان الأمير عبدالله (1884 - 1886)، وشاهدت له صورة نادرة أعرضها عليكم اليوم مع هذا المقال، كما شاهدت في متحف آخر نسخة من رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، ملك الحبشة، التي يدعوه فيها إلى الإسلام، وهذا نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى النجاشي عظيم الحبشة سلام على من اتبع الهدى اما بعد فإني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن واشهد ان عيسى روح الله وكلمته القاها الى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده واني ادعوك الى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فإني رسول الله وأدعوك وجنودك إلى الله عز وجل وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى».

هذه لمحة سريعة عن هذه المدينة الجميلة والتاريخية، وإنني أنصح المهتمين والباحثين التاريخيين بزيارة هرر، والاستمتاع بما يوجد فيها من تاريخ عريق ومناظر جميلة.

back to top