إيران حذّرت فرنسا من مخاطر انتخاب رئيس لبناني «معارض»

• رئيسي أجرى محادثات مع الأسد حول لبنان... وأبلغ ماكرون عدم تمسك طهران بمرشح بعينه
• نصرالله شبّه التصويت لأزعور بـ «حكومة السنيورة» واجتماع فرنسي - سعودي عشية «جلسة الأربعاء»

نشر في 13-06-2023
آخر تحديث 12-06-2023 | 20:16
النواب اللبنانيون في سبتمبر الماضي خلال إحدى الجلسات الـ 11 الفاشلة لانتخاب رئيس  (رويترز)
النواب اللبنانيون في سبتمبر الماضي خلال إحدى الجلسات الـ 11 الفاشلة لانتخاب رئيس (رويترز)

في حين ينشغل المشهد الداخلي اللبناني بالاستعدادات والتخمينات والسيناريوهات لجلسة مجلس النواب المقررة غداً الأربعاء، والتي ستكون، في حال انعقادها، المحاولة الـ 12 لانتخاب رئيس جديد للبلاد التي تعيش شغوراً رئاسياً منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر الماضي، يبدو أن المشهد الخارجي لن ينتظر نتائج ووقائع الجلسة للمضي في اتصالاته لدفع اللبنانيين نحو تفاهم يُعيد الانتظام إلى عمل مؤسسات الدولة، ويُطلِق مساعي الإصلاح لمواجهة الأزمة الاقتصادية الأشد في تاريخ لبنان الحديث.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه حدّة التوتر السياسي بين «الثنائي الشيعي» الداعم لترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، و«الأكثرية المسيحية» المتحالفة مع عدد من القوى في مقدمها الحزب التقدمي الاشتراكي وبعض قوى التغيير والنواب المستقلين الداعمين للمرشح جهاد أزعور، عُقِد أمس اجتماع فرنسي ـ سعودي في باريس، وذلك بعد تعيين مبعوث شخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان هو جان إيف لودريان، والاتصال الذي أجراه ماكرون السبت الماضي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي واستمر 90 دقيقة.

وشارك في الاجتماع المخصص للبنان عن الجانب السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، وسفير الرياض في بيروت وليد البخاري، بعد أن عملت السفيرة الفرنسية لدى بيروت آن غريو على التمهيد لهذا اللقاء عبر سلسلة لقاءات عقدتها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب. ولم تتضح على الفور نتائج هذه اللقاءات، وإذا كانت ستؤدي إلى تقديم مقاربة جديدة تجاه الملف اللبناني، خصوصاً مع الجولة التي سيجريها لودريان في لبنان الأسبوع المقبل.

في المقابل، قال مصدر مقرب من الرئيس الإيراني، إن ملف لبنان كان حاضراً بقوة خلال الاتصال مع ماكرون، مضيفاً أن الأخير طلب مساعدة طهران وتعاونها مع بلاده لمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد كخطوة ضرورية لإخراج لبنان من مستنقع الأزمة الاقتصادية التي غرق فيها.

وكشف المصدر لـ «الجريدة»، أن رئيسي أبلغ ماكرون أنه قام باتصالات واسعة حول لبنان شملت محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، كما اطلع على تقرير مفصل مع السفير الإيراني لدى بيروت حول التطورات، وأكد له أن طهران ليس لديها مرشح رئاسي في لبنان، ولا تُصرّ على وصول شخصية مسيحية بعينها إلى الرئاسة، مادامت هذه الشخصية تحوز دعم كل الأطياف السياسية اللبنانية.

وقال المصدر إن رئيسي كان واضحاً عندما أخبر ماكرون أن إصرار بعض المجموعات السياسية اللبنانية على انتخاب رئيس معارض لـ «جبهة المقاومة»، أي «حزب الله» وحلفائه، لن يجدي نفعاً في حل أي أزمة، بل سيكون مشروع أزمات وتعقيدات، وأنه من الأفضل للبنانيين أن ينتخبوا رئيساً لديه علاقات جيدة مع كل الاتجاهات السياسية.

وختم بأن رئيسي أكد لنظيره الفرنسي أن إيران في النهاية ستدعم أي قرار يتخذه مجلس النواب اللبناني بشأن انتخاب رئيس، وستتعامل مع أي حكومة يتم تشكيلها في هذا البلد.

كلام رئيسي يتقاطع مع معلومات كشفتها مصادر مطلعة حول تشبيه الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، خلال استقباله الموفد البطريركي المطران بولس عبدالساتر الأسبوع الفائت، انتخاب أزعور، بـ «تجربة حكومة السنيورة»، والتي وصفها بأنها كانت تسعى إلى تهجير شيعة لبنان إلى العراق. وكان نصرالله يشير إلى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في 2006 التي أكملت ولايتها رغم استقالة الوزراء الشيعة منها. علماً بأن أزعور قد لا ينال صوت أي نائب شيعي.

وبحسب ما تكشف مصادر متابعة، فإن نصرالله كان واضحاً باعتباره فرنجية ضمانة أساسية للحزب، الذي يريد ضمانات سواء في رئاسة الجمهورية، أو لاحقاً في تشكيل حكومة.

وكان أزعور أصدر أمس، بياناً، تحدث فيه بلسان رجل الدولة، معلناً الانفتاح على الجميع، وأنه يمد يده للحوار مع كل القوى، مع التأكيد على أنه ليس مرشح مواجهة ولا مرشح تحدّ، وغايته العمل على وضع برنامج انتخابي قادر على إعادة لبنان إلى سكّة الإنقاذ.

موقف أزعور جاء غداة سلسلة مواقف لفرنجية رئيس تيار المردة، هاجم فيها جميع خصومه، وثبت ترشيحه، لكنه قال إنه في حال تم التوافق بين أغلبية القوى على مرشح وطني قادرعلى الإنقاذ فلن يكون لديه أي مانع.

في أجواء الفرز والاستقطاب هذه، لا يتوقع أحد أن تنتج جلسة غدٍ (الأربعاء) رئيساً، إذ من المرجح أن يلجأ الثنائي الشيعي إلى تطيير نصاب الجولة الثانية، وهذا ما يدفع إلى انتظار مرحلة ما بعد الجلسة، وسط ترقب لموقف التيار الوطني الحرّ ورئيسه جبران باسيل وإذا كان سيستمر في دعم أزعور أم سيذهب للبحث عن مرشح آخر، خصوصاً في ظل معلومات تشير إلى أن باسيل والرئيس السابق ميشال عون أبلغا «حزب الله» أن هدف معركتهما هو تخلي الحزب عن ترشيح فرنجية للذهاب إلى مرشح ثالث. لا شيء من هذه المعلومات تأكد حتى الآن، في حين يسعى نواب مستقلون إلى طرح خيار ثالث، ويبحثون في إمكانية ترشيح وزير الداخلية السابق زياد بارود.

back to top