المستشفى قد يضر ويقتل الأفراد

نشر في 09-06-2023
آخر تحديث 08-06-2023 | 19:18
 د. هشام كلندر

نعم هذه حقيقة عالمية، وموجودة في أفضل الأنظمة الصحية، ولا يستطيع أن ينكرها من عنده دراية علمية، فالمؤسسات الصحية تتفاضل بينها بطريقة تعاملها مع الأخطاء الطبية، وليس بإنكارها وممارسة عدم الشفافية، أنا هنا لا أدعو إلى تجنب المؤسسات الصحية، بل إنني أول داعم لها ومحارب لمن يتعدى عليها، ولكن أهدف إلى تطوير المنظومة الصحية.

فحسب إحدى الدراسات العلمية يموت في كل عام ما يقرب من 444000 فرد بسبب الأخطاء التي تحدث في المستشفيات التي يمكن تجنبها من خلال إنشاء نظام صحي يركز على سلامة المرضى، تتضمن أنشطة سلامة المرضى تجنب الأخطاء، وتقليل احتمالية ارتكابها من خلال التخطيط الذي يعزز التواصل، ويقلل معدلات الإصابة، ويقلل الأخطاء، وإن حدثت فهناك آليات موجودة للحد من الضرر الذي قد ينتج عنها.

سأذكر مبادئ ونصائح إن نفذتها المنظمات الصحية فستساهم في تحقيق هذا الهدف:

في البداية يجب إنشاء نظام لإدارة السلامة، فعلى مقدمي الرعاية صياغة إرشادات تحدد أداء نظام إدارة السلامة والصحة المهنية، ولتشجيع الامتثال لبروتوكولات السلامة، من المهم أن يشمل هذا النظام المسؤولين وجميع المديرين والموظفين في عمليات صنع القرارات المناسبة وإجراء مراجعات منتظمة للأداء المؤسسي، كذلك من المهم بناء نظام استجابة سريعة من خلال استراتيجيات وأدوات وفرق الاستجابة السريعة التي تهدف إلى تعزيز الأداء وسلامة المرضى.

ويجب نشر ثقافة السلامة من خلال التأكد من أن الموظفين وأرباب العمل يعرفون ويفهمون أدوارهم في السلامة التنظيمية، بالإضافة إلى تدريب كل موظف جديد حول سياسات السلامة، علاوة على ذلك، يجب على كل منظمة طبية أن تحدد بوضوح سياسات وإجراءات السلامة وتضع خطة تضمن الامتثال لها. كما يجب أن يقوم مسؤولو المستشفى باستمرار بمراقبة وتقييم كيفية اتباع الموظفين للسياسات المعمول بها، فالحفاظ على خطة الامتثال للسلامة وتطويرها، يسهم في تعزيز المنظمات لبيئات معالجة آمنة، بالإضافة إلى أن ممارسة الرعاية المتمحورة حول المريض، وجميع مرافق الرعاية الصحية يجب أن تتمحور وتركز على المريض لأن ذلك يساعد في تعزيز جودة الخدمات الصحية وسلامتها.

وإن تمكين المرضى وتثقيفهم في خطط التعافي الخاص بهم مهم كي يتلقوا علاجا أكثر أمانا، وعلى مقدمي الرعاية تمكينهم من القدرة على طرح الأسئلة الصحيحة وملاحظة المشكلات المحتملة، ويجب أن يدرك الممارسون الصحيون اليوم أن المرضى المتعلمين يمكن أن يساعدوا في تقليل الأخطاء الطبية.

أخيراً وليس آخراً لا بد من دمج سياسات السلامة في تصميم المستشفى، حيث في السابق ركز تصميم المستشفى التقليدي على الكفاءة التشغيلية بدلاً من سلامة المرضى، ولذلك حان الأوان للالتفات إلى ملف سلامة المرضى وجعله أولوية، وهذا الأمر يتطلب التخطيط والالتزام والعمل للحفاظ على بيئة مستشفى آمنة وتحويل المستشفيات المحلية إلى مستشفيات صديقة لمبادئ سلامة المرضى من خلال تطبيق برامج ومعايير السلامة.

back to top