انتخابات بطراز «لويا جيرغا»

نشر في 09-06-2023
آخر تحديث 08-06-2023 | 19:15
 محمد خلف الجنفاوي

إن المشهد، بعد أحداث مكررة لحل مجلس الأمة ورجوع آخر ثم دعوة لانتخابات جديدة، لن يتغير إلا للأسوأ للأسف، فالوضع السياسي يشهد تراجعا وإحباطا بسبب حكومات متتابعة ومجالس برلمانية أهملت الأهم ودخلت في مشاحنات لا تنفع الوطن ولا المواطن، كما أهملت التيارات والشخصيات السياسية دورها المهم بتقديم أفكار لتطوير العملية السياسية، بل دخل بعضها في صراع جدلي لتصعيد أفراد وإسقاط آخرين والحصيلة تشويه للكويت وتجربتها الديمقراطية الفريدة.

المشكلة هي وجود انتخابات تمارس على طريقة «لويا جيرغا الأفغانية»، وهي هيئة استشارية قبلية وتقليد قديم في تاريخ أفغانستان، والحل يكمن في تقديم عريضة لتطوير العملية السياسية بإشهار تجمعات وأحزاب على أسس فكرية برامجية، تمنع إنشاء أي تجمع على أساس لون واحد، بل تكون ببرنامج شامل يصوت عليه لتحقيق النجاح بنسبة جيدة.

هنا سيتغير المشهد كليا بتمرير القوانين وحصول أغلبية بعكس ما يحدث في السابق، حيث انحدرت لغة الخطاب وزاد الجدل وقلة الإنجاز وانهار العمل لصالح المواطن والوطن وتضخمت المشاكل، والسبب النائب الفرد السهل الاختراق في أي قضية تمر، وإثارة قضايا هامشية واستيراد مشاكل الآخرين على أرض الكويت، والأخطر إذا كان الاختراق من الخارج.

فعلى من يهتم بتغيير الوضع ومن يشتكي من غياب الإنجاز أن يختار النائب القادم على هذا الأساس، وهو الحل لجميع مشاكل البلد التي أغلبها مفتعل لمتنفذ هنا أو هناك والذي يحرك أتباعه بالريموت كنترول، فالقضية تحتاج فكراً يقدم حلولاً لا اجترار الحديث عن المشاكل التي يعرفها جميع المواطنين، وألا يكون النائب مندوب «لويا جيرغا» بلون واحد يدمر أساس الديمقراطية.

أخيراً مهما كانت نتائج الانتخابات فهي قرار الشعب، ونبارك لمن حالفه الحظ، ولكن بصدق نقول: ليس هذا ما ننشده، فالتغيير لن يكون إلا بوجود أعضاء يجمعهم برنامج يصوّتون عليه لتحقيق نسبة إنجاز ويسعى إلى الاستمرار في التغيير نحو الأفضل، فالتجارب الفاشلة إذا لم تزد وعينا وفكرنا في الوصول إلى الأفضل فعلى الدنيا السلام.

* «الرأي الحر هو الجزء الأفضل من الشجاعة». (وليم هازلت)

back to top