الصين تحوّل «صحاريها» إلى غابات

جهود مبذولة منذ 10 سنوات بتشجير 64 مليون هكتار

نشر في 08-06-2023 | 11:49
آخر تحديث 09-06-2023 | 02:54
سانغياو، قرية في مقاطعة ووكي، يانان، في عام 1984 «أعلى» و2022 «أسفل»
سانغياو، قرية في مقاطعة ووكي، يانان، في عام 1984 «أعلى» و2022 «أسفل»

في الفترة ما بين عامي 2012 و2022، قامت الصين بتشجير مساحة 64 مليون هكتار، بينما حسنت 11 مليون هكتار من المروج، كما شهدت إضافة أو معالجة 800 ألف هكتار من الأراضي الرطبة، وفقاً لما أظهرت بيانات رسمية.

ولكبح التصحر وتحويل التربة القاحلة إلى غابات ومروج، اتخذت البلاد خطوات فعّالة وعملية، بما في ذلك تشجيع مشاركة عامة الناس وتطبيق إجراءات سياساتية.

وخصصت الصين يوم 12 مارس كـ «يوم التشجير الوطني» في عام 1979.

ومنذ ذلك الحين زرع المتطوعون من المواطنين الصينيين قرابة 78.1 مليار شجرة بين عامي 1982 و2021 في شتى أنحاء البلاد، بحسب البيانات الرسمية.

كما أطلق صانعو السياسات مشاريع تخضير متنوعة استهدفت المناطق التي هددت الصحراوات فيها البيئة الإيكولوجية المحلية وضيقت فضاء معيشة الأهالي.

ويُعد برنامج غابات الحزام الواقي في «المناطق الشمالية الثلاث»، وهو برنامج تشجير واسع النطاق، مثالاً جيداً من بين تلك المشاريع، حيث أُطلق في عام 1978 ومن المقرر إنجازه في عام 2050، وقد ساعد على حماية الأراضي المأهولة في المناطق الشمالية الغربية والشمالية والشمالية الشرقية في الصين.

وفي إطار البرنامج، تم تخصيص مساحة تشجير إجمالية تبلغ نحو 31.74 مليون هكتار وحفظها حتى نهاية عام 2020، الأمر الذي كبح توسع التصحر بشكل فعّال وشكّل سوراً أخضر عظيماً يقي من العواصف الرملية ويحفظ المياه والتربة ويحمي الإنتاج الزراعي.

وفي الفترة ما بين 2000 و2017، ساهمت الصين بمقدار ربع الزيادة في المساحة الخضراء في العالم، مع العلم أن برنامج غابات الحزام الواقي في «المناطق الشمالية الثلاث» يُعد مساهماً رئيسياً في ذلك، وهو ما جعل البعض يصف المشروع بأنه نموذج ناجح للحوكمة الإيكولوجية العالمية.



وإلى جانب إطلاق مشاريع تخضير رئيسية، تعمل الصين على تحسين القوانين ذات الصلة وتطوير تقنيات جديدة لتعزيز قدراتها على مكافحة التصحر.

وتقف التكنولوجيات المتقدمة للتشجير ومكافحة الرمال خلف إنجازات البلاد البارزة في مجال التخضير.

فمثلاً في مينتشين، وهي محافظة تقع بين صحراوين في مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين، ساعدت أساليب التخضير، بما فيها الري بالتنقيط ووضع الحواجز الرملية، على زيادة الغطاء الغابي المحلي من 11.52 بالمائة في عام 2010 إلى 18.28 بالمائة حالياً.

وفي هذا السياق، ذكر ليو هو جيون، مدير مركز التعاون الدولي التابع لمعهد بحوث مكافحة الصحراء في مقاطعة قانسو، أن «الصين أصبحت رائداً عالمياً في تكنولوجيات مكافحة التصحر»، وساعد المعهد المذكور منذ تسعينيات القرن الماضي في تدريب ما يقرب من 1000 فني ومسؤول حكومي من 87 دولة.

وأوفت الصين بنشاط بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وأجرت تبادلات وتعاوناً مع دول الحزام والطريق، وأنشأت مركزاً دولياً لمشاركة المعارف بشأن منع التصحر ومكافحته.

وإلى جانب تعهد الصين مؤخراً بتعزيز التواصل والتعاون الدوليين لكبح التصحر، حث صانعو السياسات في البلاد على بذل الجهود للمشاركة في الجهود العالمية لمكافحة التصحر، ودعم السيطرة على زحف الرمال في دول الحزام والطريق، وتيسير الحوارات المتعلقة بتلك السياسات ومشاركة المعلومات بين مختلف الدول.

ومع مضيه قدماً، يظل ثاني أكبر اقتصاد في العالم عازماً على شق طريق صديق للبيئة من أجل التنمية الخضراء العالمية.

وبحلول عام 2025، سيكون لدى الصين ما مجموعه مليوني هكتار من الأراضي المتصحرة التي تم إغلاقها لحمايتها، إلى جانب أكثر من 6 ملايين هكتار من الأراضي الرملية التي تمت معالجتها حديثاً، و1.3 مليون هكتار من الأراضي الصخرية المتصحرة التي تم تسخيرها، وفقاً للهيئة الوطنية للغابات والمراعي.



back to top