خاص

«الجريدة.» تكشف تفاصيل مؤامرة «عنبر المخدرات» في «المركزي»

• أسرع لجنة تحقيق تعاقب قيادات رفيعة بـ «الداخلية» قبل مرور 16 ساعة على تشكيلها
• بعض من يتصدرون الحملات الانتخابية استغلوها لإرهاب الوزارة وسط استعدادها لعملية الاقتراع
• السجناء افتعلوا الأزمة بناء على توصية سجين سابق طلب منهم توثيقها بالفيديو
• سجين متهم في جريمة قتل اشتبك مع رجال الأمن وطلب من السجناء الهياج

نشر في 02-06-2023
آخر تحديث 01-06-2023 | 21:09
السجن المركزي
السجن المركزي

علمت «الجريدة» من مصادر أمنية مطلعة في السجن المركزي أن إيقاف عدد من قيادات وزارة الداخلية في أقل من 24 ساعة على حادثة السجن، وقبل مباشرة لجنة التحقيق في أحداث الشغب الأخيرة بالسجن أعمالها، كان مؤامرة دبرت بليل نسج خيوطها بإحكام عدد من السجناء عبر افتعال أحداث الشجار مع رجال القوات الخاصة، ولا أدل على ذلك من السرعة القياسية، التي لم تشهدها الكويت في تاريخ لجان التحقيق، والتي انتهت بها اللجنة، خلال أقل من 16 ساعة، من التحقيق وإحالة القضية إلى النيابة العامة برمتها، مبينة أن إذكاء نيران هذه المؤامرة جاء بأيدي بعض من يتصدرون الحملات الانتخابية، الذين استغلوا تلك المنابر للتنديد بالوزارة وإرهابها، مستغلين الأجواء الانتخابية ودخول الوزارة مرحلة الاستعداد القصوى لاقتراع الثلاثاء المقبل.

• مفتعلو الشجار أرسلوا مقاطع الفيديو إلى سجين مفرج عنه ضغط بها على الوزارة لإقالة قيادات بعينها

وبينما تثير سرعة انتهاء اللجنة من التحقيق في الأحداث، حزمة من علامات الاستفهام والتعجب، واتخاذ قرارات، قبل بدء عملها، بإيقاف وكيل «الداخلية» لشؤون المؤسسات الإصلاحية وشؤون قوات الأمن الخاصة اللواء عبدالله سفاح عن العمل، وإعفاء المدير العام للإدارة العامة للمؤسسات الإصلاحية العميد فهد العبيد من منصبه، وإحالته إلى ديوان الوزارة، إلى جانب تحويل كل من العمداء عدنان مراد ويوسف العتيبي وخالد القلاف إلى ضابط عمليات مناوب، ونقل العميد وليد العلي من سجن الإبعاد إلى إدارة تنفيذ الأحكام، فإن هذا كله يتبدد بمعرفة ما كشفته المصادر من أن إقالة هؤلاء القياديين كان هدفاً «انتخابياً» مخططاً منذ اندلاع شرارة البداية.

• السجناء رشقوا القوات الخاصة بالأحذية وحاولوا الخروج من العنبر بعد إدخالهم عنوة إليه

وذكرت المصادر أن الأحداث بدأت بتمرير السجناء معلومة مغلوطة تفيد بدخول شحنة كبيرة من المخدرات إلى العنبر 4 بتخطيط وتنسيق بين سجين سابق، خرج في العفو الأخير، وسجين آخر يدعى «م ك» متهم بقضية جلب مواد مخدرة ومحكوم عليه بالسجن المؤبد، فضلاً عن سجين ثالث «هـ خ «، محكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل.

ولفتت إلى أن السيناريو المجهز سلفاً بدأ عندما توجه رجال القوات الخاصة في الثالثة فجراً لتفتيش العنبر، للتأكد من عدم وجود مواد مخدرة داخله، مشيرة إلى أن القوات طلبت من السجناء التوجه إلى مقر «الفسحة» لتفتيشهم ذاتياً، وتفتيش الزنازين، إلا أنها فوجئت بالمحكوم «هـ خ» يبدأ الصراخ محاولاً الاشتباك معها، ثم طلب من المساجين الهياج والصراخ والاشتباك مع رجال الأمن.

وأضافت المصادر أن القوات الخاصة تمكنت من ضبط الوضع والسيطرة على هياج السجناء الذين بدأوا برشقهم بالأحذية والأدوات التي يستخدمونها داخل العنبر محاولين الخروج منه بعد إدخالهم عنوة إليه، غير أن السجناء أصروا على الصراخ، وكان أحدهم يختبئ في الدور الثاني ولديه هاتف نقال يصور به كل ما يحدث.

وأوضحت أن السجناء نجحوا في خطتهم وأرسلوا مقاطع الفيديو المصورة على الفور إلى السجين المفرج عنه بالعفو، حيث قام بدوره بنشر أحد المقاطع وإرساله إلى قيادات الوزارة، مهدداً إياهم بنشر مقاطع أخرى إذا لم تتخذ إجراءات بحق اللواء سفاح والعميد العبيد وإعادة ترتيب أوضاع السجن المركزي.

ولفتت المصادر إلى أن السجين المفرج عنه وشركاءه في العنبر نجحوا في خطتهم بافتعال أحداث الشغب التي نفذوها بإتقان، وانطلت على قيادات الوزارة، حيث أصدرت بدورها قراراً بإعادة تشكيل المؤسسات الإصلاحية.

back to top