مكتبة مقابل متجر بيع الكتب (library vs bookshop or bookstore)

عندما باشرت العمل في التدريس بعد رجوعي من البعثة الدراسية لاحظت أن في الكثير من أدبيات علم المعلومات والمكتبات التي كتبت باللغة العربية العديد من الأخطاء في ترجمة المصطلحات وقع فيها الأولون وأصبح الخطأ متعارفا عليه، وتغير معناها عند الترجمة، مثل كلمة (User)، فقد تُرجمت بكلمة «مستفيد»، وعندما نتحرى السلامة اللغوية للترجمة نجدها ليست بمستفيد إنما «مستخدم»، فليس كل مستخدم للشيء بمستفيد، ومثال آخر هو كلمة (Librarian) تُرجمت لـ«مكتبي»، والشخص المقصود هنا ليس بمكتبي أي من له علاقة بالعمل المكتبي، إنما هو «مكتباتي»، أي من يعمل بالمكتبات.

الحديث في هذا المجال يطول، لكن ما دفعني للكتابة عنه والإشارة إليه هو الخطأ الكبيرالمنتشر، والذي يرقى إلى درجة الجريمة اللغوية وما زال، وهو انتشار مصطلح «مكتبة» بشكل مضلل!! فالغالبية الآن لا يفرقون بين متاجر بيع الكتب والمكتبات، وأعتقد أن هذا الخلط إحدى نتائج تدني استخدام المكتبات (الحقيقية)، فهم يرتادون المتاجر ظانين أنهم في المكتبة!! «المكتبة» و«متجر بيع الكتب/قرطاسية»، هما مصطلحان مختلفان يتعاملان مع الكتب، ولكن لكل منهما أغراض ووظائف مختلفة.

فالمكتبة مصطلح يعني مجموعة متنوعة من الموارد والخدمات والمصادر ومن ضمنها الكتب، وعادة ما يتم الحفاظ عليها، واستخدامها من قبل الجمهور أو الأفراد أو المؤسسات الذين ليس لديهم خطط لامتلاك هذه الكتب، أو أولئك الذين ليس لديهم ما يكفي من المال للحصول على ما يريدون قراءته والاطلاع عليه،

أما متجر بيع الكتب فهو موقع لبيع أنواع مختلفة من الكتب، كما يمكن أن يحتوي على القرطاسيات من أقلام ودفاتر ومجلات وصحف وخرائط وأنواع أخرى من المنتجات تخص المالك، كما أنه قد يحتوي على مجموعة متنوعة من عناوين معينة من الكتب، وهناك بعض المتاجر لبيع الكتب المستعملة والمملوكة سابقاً.

الفرق بين المكتبة والمتجر

أولا: المكتبة يتم فيها جمع مصادر معلومات عدة، وتضم الكتب الأكاديمية والأدبية والتاريخية والعلمية والدينية وغيرها لخدمة الباحثين، في حين يركز متجر بيع الكتب بشكل تجاري على بيع الكتب جديدة كانت أم قديمة، وقد تجد أقلام رصاص ومجموعات رياضيات وأدوات مكتبية أخرى للبيع ولكن معظم المكتبات لا تتوافر فيها الأغراض التجارية.

ثانيا: في المكتبة تكون الكتب ملكا للمكتبة، وتكون متاحة للاستعارة من قبل الجمهور بواسطة نظام الاستعارة لفترة زمنية محددة، أما في متجر بيع الكتب فإن الزبائن يشترون الكتب بالكامل ويمتلكونها بشكل دائم.

ثالثا: المكتبة هي مكان يسمح بالوصول إلى الكتب كمرجع وقراءتها في المكان نفسه، في حين المتجر هو المكان الذي تحصل فيه على الكتب عن طريق الدفع مقابل المواد.

المكتبة تتيح لك استعارة الكتاب وإحضارها إلى المنزل للاستخدام المؤقت، في حين أن متجر بيع الكتب لن يسمح لك إلا بمقابل مادي.

المكتبة تسمح بتصفح الكتب والتحقق منها، في حين لا تتسامح متاجر بيع الكتب مع قراءة المواد داخل المتجر.

رابعا: يمكن لأي مندوب مبيعات أن يعمل في متاجر بيع الكتب، في حين العمل في المكتبات يتطلب توظيفاً لأمناء مكتبات وإخصائي معلومات مدربين لتقديم خدمات المكتبات المتعددة.

خامسا: تم إنشاء متاجر بيع الكتب بشكل أساسي من أجل الربح، أما المكتبات فلا يتم إنشاؤها لكسب المال، أي الوضع يكون هكذا «مجانية مقابل رسوم».

والآن وبعد أن سردنا الفرق بين المكتبة ومحل بيع الكتب/القرطاسية أليست المسؤولية الآن تقع على عاتق المجتمع في رد الاعتبار لهذه المؤسسة الثقافية المسماة «المكتبة» من خلال إيجاد مصطلح سهل لمتاجر بيع الكتب/القرطاسية والبعد عن انتحال مسمى لا يمتّ لها بصلة؟