روسيا تقصف مطارات أوكرانيا وتصيب «بوابة الحبوب»

لوكاشينكو يعد بأسلحة نووية لأي دولة تنضم لـ «الاتحاد الروسي»

نشر في 30-05-2023
آخر تحديث 29-05-2023 | 19:20
جانب من مناورات لجيوش غربية في بلغاريا أمس (رويترز)
جانب من مناورات لجيوش غربية في بلغاريا أمس (رويترز)
تعرّضت أوكرانيا لهجوم صاروخي روسي شامل استهدف المطارات الجوية وألحق أضراراً جزئية بميناء أوديسا الرئيسي لتصدير الحبوب على البحر الأسود، في حين هدد حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية بضمّ خاركيف الأوكرانية، لوقف ما وصفه بـ «حرب حقيقية» على منطقته الحدودية التي شهدت أوسع توغُّل أوكراني الأسبوع الماضي.

في وقت تخشى موسكو من إقدام الغرب على تسليح كييف بمقاتلات «F16» الأميركية المتطورة، شنّت القوات المسلحة الروسية، أمس، هجوما صاروخيا جماعيا على كل المطارات الأوكرانية.

وبعد يوم من أعنف قصف تشهده العاصمة الأوكرانية منذ بدء الحرب، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها شنّت هجوما شاملا بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة على «منشآت العدو في المطارات»، لافتة إلى أن «الضربات الصاروخية أصابت مواقع القيادة ومراكز الردارات ومعدات الطيران ومخازن الذخيرة التابعة للقوات الأوكرانية».

ودوّت 10 انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف، بعدما اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية مجدداً صواريخ ومسيّرات روسية.

في المقابل، ذكر سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 29 مسيّرة و37 صاروخا أطلقتها روسيا ليل الأحد ـ الاثنين، حيث استخدمت روسيا مزيجاً من طائرات «شاهد» الإيرانية الصنع وصواريخ كروز أطلقت من بحر قزوين. وأشارت «الدفاع» الأوكرانية إلى أن كييف شهدت ليلة أخرى صعبة، خاصة أنه الهجوم الخامس عشر خلال مايو الجاري وحده. وتحدّث رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عن انفجارات في أحياء بوسط المدينة، صباح أمس، وهو أمر نادر الحصول خلال النهار، ودعا السكان إلى «البقاء في الملاجئ».

كما أوضحت سلطات كييف أن هجوماً روسيًّا بطائرات مسيّرة ألحق أضراراً ببعض منشآت البنية التحتية في ميناء أوديسا على البحر الأسود، وهو البوابة العالمية للحبوب بالنسبة إلى الكثير من الدول، إذ يعدّ الميناء الرئيسي لتصدير الحبوب الي تعتمد عليه مبادرة أممية لمواصلة صادرات الغذاء إلى دول العالم. وأكدت السلطات الأوكرانية أن الروس يبذلون قصارى جهدِهم لتدمير الأهداف الرئيسية، وفي نفس الوقت لاستنفاد موارد الدفاع الجوي الأوكراني. وقالت القيادة الجنوبية في الجيش الأوكراني إن روسيا وضعت حاملة صواريخ 6 سفن بالبحر الأسود وبحر آزوف في مهمة قتالية رفعت مستوى التهديد الصاروخي للغاية.

في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية بعدة مناطق، من بينها بلدة جديدة تسعى القوات الروسية لاقتحامها شمال باخموت. وشهدت مناطق أخرى في شرق أوكرانيا، بينها خيرسون وزاباروجيا ومارينكا، هجمات متبادلة.

وتحدثت تقارير روسية عن تعرّض عدد من القرى في مقاطعة بيلغورود الحدودية لقصف أوكراني. وأكد حاكم بيلغورود الروسي أن المقاطعة تعيش حربا فعلية، داعيا إلى ضم خاركيف إليها لوقف القصف الأوكراني.

وأضاف أن 5 مجموعات استطلاع أوكرانية تسللت إلى المقاطعة منذ بدء الحرب. والأسبوع الماضي، شكلت بيلغورود مسرحا لأكبر توغّل مسلح من أوكرانيا منذ بدء النزاع في فبراير 2022.

وجاءت الضربات الروسية الواسعة بالتزامن مع تجديد وزير الخارجية الروسي ​سيرغي لافروف​ تحذير الدول الغربية من نيّتها تدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات «F16»، وأكد أن لدى روسيا الوسائل اللازمة، بما في ذلك العسكرية للرد على ذلك.

وأرجع لافروف، في مؤتمر بالعاصمة الكينية نيروبي، إعلان الدنمارك و​هولندا​ عزمهما على أن يكونا في طليعة الذين يدرّبون الطيارين الأوكرانيين على الطائرات الغربية، إلى الرغبة في إرضاء الولايات المتحدة. واتهم لافروف واشنطن ولندن بأنهما لا تريدان قبول مبادرات السلام، إلا التي تتماشى مع صيغة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وألمح إلى احتمال إنهاء ضمانات اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في حال «بقاء الأوضاع على ما هي عليه»، متهما القوى الغربية بعرقلة تصدير الغذاء إلى دول العالم.

وفي وقت تحتدم المنافسة الجيوسياسية بين موسكو والدول الغربية، توقّع الوزير الروسي تعزيز علاقات موسكو مع الدول الإفريقية قريبا، فيما أعرب سفير إفريقيا الوسطى في روسيا، ليون بوناغازا، عن رغبة المستعمرة الفرنسية السابقة، بوجود قاعدة عسكرية روسية يمكن أن تستقبل ما بين 5 و10 آلاف جندي على أراضيها.

وفي خطوة أخرى تعزز تدهور العلاقات بين روسيا والقوى الغربية، وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانون انسحاب موسكو من معاهدة القوات المسلحة التقليدية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما صرح رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بأنه إذا أراد أي بلد آخر الانضمام إلى اتحاد روسيا وبيلاروسيا، فإنه «ستكون هناك أسلحة نووية للجميع».

في السياق، وضعت وزارة الداخلية الروسية السيناتور الأميركي ليندسي غراهام على قائمة المطلوبين أمس.

منطقة بيلغورود الروسية تتعرض لقصف جديد وحاكمها يلوّح بضمها إلى المناطق الأربع

وأمر رئيس لجنة التحقيق الروسية، ألكسندر باستريكين، وكالته بالشروع في اتخاذ إجراءات جنائية بسبب تصريحات مصورة يعتقد أنها تعرّضت لـ «قصّ ولصق إعلاني»، نسبت لغراهام، وأظهرته يتباهى بـ «استثمار الأموال الأميركية في قتل الروس بأوكرانيا». وفي حين استنكر غراهام ليل الأحد ـ الاثنين، انتقادات موسكو لدعمه أوكرانيا، قائلاً إنه أشاد بروح المقاومة التي يتمتع بها الأوكرانيون في مواجهة الغزو الروسي بمساعدة واشنطن، سجلت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، مقطعاً مصوراً قالت فيه إنه إذا كان السيناتور الأميركي يعتقد أن كلماته «اقتطعت من سياقها»، فيمكنه هو نفسه الادلاء ببيان بشأن هذه القضية، والتعليق عليها.

ويأتي ذلك في وقت كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، عن مقتل نحو 16 أميركيا شاركوا في المعارك إلى جانب القوات الأوكرانية.

وبحسب تقرير «واشنطن بوست»، فإن الأميركيين الذين انضموا إلى القوات الأوكرانية وصلوا إلى جبهات القتال بشكل فردي، متجاهلين التحذيرات الرسمية المتكررة بشأن الخطوة.

من جهة أخرى، أعلن مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، أن زيلينسكي قدّم مشروع قانون ستفرض بموجبه أوكرانيا عقوبات اقتصادية واسعة تشمل وقف نقل البضائع ومرورها واستخدام المجال الجوي للبلاد، على إيران لمدة 50 عاما. وستشمل العقوبات التي تمتد إلى نصف قرن حظر التبادل التجاري والمالي وحظر نقل التكنولوجيا إلى طهران المتهمة بإمداد موسكو بالمسيّرات والصواريخ.

back to top