مسيّرات «الحرس الثوري» تُرعب محتجي طهران

السلطات الإيرانية تحظر أكبر حزب إصلاحي… وأزمة بين «الأمر بالمعروف» وشرطة الآداب
إيران تحظر أكبر حزب إصلاحي وترسل شحنة جديدة من السلاح لروسيا

نشر في 02-11-2022
آخر تحديث 01-11-2022 | 23:09
شهدت العاصمة الإيرانية «ليلة رعب» بعد استخدام القوات الأمنية طائرات مسيرة عسكرية «درون» في إلقاء قنابل ضوئية وصوتية لفض فعاليات احتجاجية ضد النظام، في حين حثت سلطات طهران دول العالم على عدم حضور اجتماع عن الاحتجاجات في الأمم المتحدة، متهمة واشنطن بتسييس حقوق الإنسان.
بينما أبلغت مصادر شبكة سي إن إن الأميركية أن إيران تستعد لإرسال شحنة جديدة من السلاح إلى روسيا تضم ألف قطعة من المسيرات الهجومية والصواريخ البالستية القصيرة المدى لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، عاشت مناطق في طهران، مساء الاثنين ـ الثلاثاء ليلة رعب غير مسبوقة بعد أن لجأت قوات الشرطة والحرس الثوري إلى استخدام قنابل صوتية وكميات كبيرة من قنابل الغاز والرصاص المطاطي وطائرات مسيرة لفصل الاحتجاجات وإسكات المواطنين الذين خرجوا إلى أسطح البنايات لترديد هتاف «الموت للدكتاتور»، وهو تكتيك كان الإيرانيون يستخدمونه خلال الانتفاضة ضد حكم الشاه.

وقال سكان في العاصمة إن الحرس استخدم أنواعاً مختلفة من المسيرات بعضها مزود فقط بمكبرات صوت ضخمة تردد أناشيد تبجل النظام الإسلامي للتشويش على هتافات المحتجين إلا أن البعض الآخر مجهز برشاشات تطلق الرصاص المطاطي وقامت باستهداف المحتجين على أسطح البنايات ونوافذها.

وصباح أمس، فوجئ عدد كبير من سكان منطقة أكباتان باقتحام عناصر أمنية لمنازلهم واعتقال أبنائهم الذين شاركوا في التظاهرات الليلية، حيث تبين أن بعض المسيرات كانت تقوم بتصوير أسطح الأبنية وتحدد منازل وشقق المحتجين برصاصات من الطلاء الملون.

وفي تطور سياسي، حظرت وزارة الداخلية الإيرانية نشاط حزب «وحدة الأمة الإيرانية» الذي يعد الأهم بين الأحزاب الإصلاحية، حسبما أعلن الأمين العام السابق للحزب علي شكوري راد.

على مستوى آخر، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الذي يدير دبلوماسية الطاقة الروسية، أن روسيا بدأت تسليم منتجات نفطية لإيران في إطار اتفاق مبادلة تم توقيعه في وقت سابق. جاء الإعلان على هامش زيارة وزير النفط الإيراني جواد أوجي إلى موسكو.

وقال أوجي، خلال مشاركته في الاجتماع التنسيقي للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين: «لم تكن العلاقات بين إيران وروسيا متقاربة في أي وقت من الأوقات في الماضي كما هي عليه الآن».

.

في تفاصيل الخبر :

شهدت عدد من مناطق طهران المعروفة بمعارضة معظم سكانها للنظام ليلة رعب لم تشهدها من قبل، بعد أن استخدمت القوات الأمنية قنابل صوتية وكميات كبيرة من قنابل الغاز والرصاص المطاطي بشكل عشوائي لفض فاعليات احتجاجية ضمن «الحراك الشعبي» المطالب بالتغيير والمتواصل منذ منتصف سبتمبر الماضي.

وأكد عدد من أهالي تجمعات «اكباتان» و«آ اس ب» و«اميد» الواقعة غرب وشمال وشرق العاصمة على التوالي أن محتجين قاموا بالتجمع على أسطح بنايات لرفع وترديد شعارات ضد النظام بشكل متزامن، استجابة لدعوات أطلقتها «لجان شبابية» ليل الاثنين ـ الثلاثاء، قبل أن تتفاجأ بقيام طائرات مسيرة تابعة «الحرس الثوري» بإلقاء قنابل صوتية وقنابل غاز مسيل للدموع وقنابل مضيئة فوق المباني لفض الفعاليات.

وأضاف السكان أن بعض المسيرات كانت تحمل مكبرات صوت ضخمة جداً تبث شعارت وأناشيد ثورية للتشويش على الاحتجاجات. واستخدمت القوى الأمنية مسيرات مجهزة برشاشات رصاص مطاطي لاستهداف المتظاهرين الذين كانوا على أسطح الأبنية أو بنوافذ الشقق السكنية التي ترفع شعارات معادية للحكومة والمرشد علي خامنئي. وقال الأهالي الذين قاموا بنشر فيديو عن «ليلة الرعب» إن بعض «الدرون» كانت تحمل رصاصات طلاء يتم إطلاقها على نوافذ المنازل المعارضة. ولفت الشهود إلى أن أصوات المكبرات وإطلاق الأعيرة النارية لم يهدآ إلا عند الفجر حيث لم يتمكن السكان من النوم والذهاب إلى أعمالهم صباحاً.

وصباح أمس، تفاجأ عدد كبير من سكان منطقة «اكباتان» باقتحام عناصر أمنية لمنازلهم واعتقال أبنائهم الذين شاركوا في التظاهرات الليلية، حيث تبين أن المسيرات كانت تقوم بتصوير أسطح الأبنية بالتزامن مع تعرضها للقنابل المضيئة. وشنت قوات الأمن حملة مداهمات وتفتيش واعتقلت رب كل منزل أطلقت على نوافذه رصاصات الطلاء الملون.

من جانب آخر، أكد أحد مساعدي علي صالحي المدعي العام الثوري لمدينة طهران أن محمد جعفر منتظري المدعي العام للبلاد أصدر تعليماته لجميع المحاكم الثورية بتسريع محاكمة المعتقلين من المتظاهرين وإصدار أقسى الأحكام الممكنة ضدهم. وحسب المصدر فإن الألف معتقل الذين تم إصدار دعوى اتهام ضدهم، أمس الأول، يشكلون «الفوج الأول» من قائمة كبيرة، تشمل نحو 5000، تستعد السلطات القضائية لتقديمها لاحقاً. وذكر أن لوائح الاتهام الموجهة لـ 1000 تتضمن عدداً كبيراً من الجرائم التي تتضمن قتل رجال أمن وتخريب منشآت حيوية، وهو ما يمهد لإصدار أحكام إعدام كبيرة قد تواجه باعتراضات دولية واسعة. كما أشار إلى أن الأحكام المتوقعة على الدفعة الأولى ستكون قاسية وتتضمن عقوبات جلد وأحكام طويلة بالسجن.



كما يواجه الشباب احتمال صدور أحكام بحرمانهم من استكمال دراساتهم الجامعية لمدد قد تصل إلى 5 أعوام إضافة إلى منعهم من السفر لمدة 20 عاماً في حال إدانتهم.

وبحسب المصدر، فإن المنع من السفر سيكون عقوبة مستحدثة لقطع الطريق على الشباب الذين يرغبون في الحصول على حق اللجوء بالدول الغربية بعد قيامهم بتصوير أنشطتها المناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية.

من جهة أخرى، قام عدد من نواب مجلس النواب ورئيس منظمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتأكيد خبر «الجريدة» الذي نشرته منذ 3 أسابيع وأشار إلى أن المرشد الإيراني أمر بتعليق عمل «شرطة الآداب» إلى أجل غير مسمى ودون الإعلان عن ذلك رسمياً. ولفت مصدر في مكتب خامنئي إلى أن عدداً من كبار قادة التيار الأصولي المتطرف حاولوا مناقشة الخطوة مع المرشد الأسبوع الماضي وثنيه عن قراره لكنه رفض استقبالهم وتعلل بأن جدول أعماله مكتظ.

وقال المصدر، إن رئيس منظمة الأمر بالمعروف حجة الإسلام نور كريمي توجه، أمس الأول، برسالة مكتوبة للمرشد تركز على أن مؤسسته لا يمكنها الاستمرار بعملها إذا لم تكن هناك قوات أمنية تعمل بجانبها وطلب منه إعادة النظر في قرار تعليق عمل شرطة الآداب، إلا أن المرشد أمر بتحويل الرسالة إلى الأرشيف.

في السياق، حظرت وزارة الداخلية الإيرانية، نشاط حزب «وحدة الأمة الإيرانية» الذي يعتبر الأهم بين الأحزاب الإصلاحية.

وقال الأمين العام السابق للحزب علي شكوري راد، أمس، «كعضو في هذا الحزب أقول إنه صدر أمر بإيقاف أنشطته».

وأضاف: «لا ندري إلى أين ستصل السلطة في مواجهة الأحزاب»، معتبراً أن «العنف يمكن حدوثه بشكل أساس من قِبل مَن هم في السلطة».

وجاء ذلك في وقت حثت طهران دول العالم على عدم حضور اجتماع تنظمه الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، اليوم، عن الاحتجاجات في إيران التي أشعلتها وفاة شابة في حجز شرطة الآداب بعد مخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي. وجاء ذلك في رسالة اطَلعت عليها «رويترز»، تتهم واشنطن بتسييس حقوق الإنسان.

«إحراج الصور»

إلى ذلك، أكد رئيس مكتب وزير الطرق والمواصلات الإيرانية القيادي السابق رستم قاسمي، صحة الصور التي انتشرت له مع سيدة ترتدي ملابس ضيقة وبدون حجاب في ماليزيا. وتبين أن الصور تخص زوجة الوزير التي تزوجها بعد وفاة زوجته قبل 10 سنوات وسافر معها إلى ماليزيا ليمضي شهر العسل هناك. وقال رئيس مكتب قاسمي القائد السابق بـ «الحرس الثوري» نائب قاسم سليماني في «فيلق القدس»، إن «الصور كانت شخصية قام الزوجان بالتقاطها في منطقة خالية خلف أبراج كوالالمبور بشكل فردي وقام البعض بسرقتها ونشرها»، واصفا النشر بأنه «عمل قذر جداً».

back to top