ديسانتيس يترشح لمنافسة ترامب وحملته تنطلق بمشاكل تقنية

بايدن يعين ثاني أميركي إفريقي لرئاسة الأركان بعد كولن باول

نشر في 26-05-2023
آخر تحديث 25-05-2023 | 18:37
ترامب وديسانتيس وزوجتاهما في صورة تعود إلى 2019
ترامب وديسانتيس وزوجتاهما في صورة تعود إلى 2019

أعلن حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن مشاكل تقنية كبيرة أفسدت إطلاق حملة منافس دونالد ترامب كما كان يأمل. وكان الجمهوريون الذين يبحثون عن بديل لترامب، ينتظرون بفارغ الصبر ترشح حاكم فلوريدا، الذي يشارك الرئيس السابق أفكاره لكن من دون تجاوزاته.

وأعلن ديسانتيس (40 عاما) رسميا أمس الأول ترشحه في مقطع فيديو نُشر على «تويتر»، واعدا «بقيادة عودة كبرى للولايات المتحدة»، في تعبير يذكر بالشعار الرئيسي لحملة دونالد ترامب التي أفضت إلى فوزه في 2016 «إعادة العظمة لأميركا». وكان يفترض أن يتحدث حاكم الولاية بتفاصيل أكبر عن ترشحه في دردشة مع إيلون ماسك عبر «تويتر»، لكن مشاكل تقنية مهمة عطلت تدفق المحادثة التي كان يصغي إليها مئات الآلاف من المستخدمين.

ولم يبدأ النقاش في الوقت المحدد، وسُمع في البث صوت الملياردير ماسك وصوت المشرف على الحوار، رجل الأعمال الجمهوري ديفيد ساكس، لكن المحادثة شهدت تقطعا في الصوت. وقال ماسك في الحوار: «لدينا عدد كبير من الحاضرين، لذا فإن الخوادم تواجه صعوبات لمواكبة ذلك»، مضيفا: «نعيد تخصيص سعة الخادم للتعامل مع الحِمل»، قبل أن ينقطع الصوت مجدداً، وبذل جهودا كبيرة لتسوية هذا الوضع الفوضوي، مرددا «نشكر لكم صبركم» و«ميكروفونك ليس شغالا».

من جهته، حاول ديسانتيس عرض رؤيته للبلاد، وذكر مرات عدة فلوريدا مثالا، والتي تحولت إلى ما يشبه مختبرا لأفكار المحافظين، وقال: «إنني ملتزم بأن أكون قائدا نشطا يعالج القضايا المهمة»، مشددا على قضايا الهجرة. لكن رسالته بدت مشوشة بسلسلة من الأخطاء التقنية التي لم يقصّر ترامب في محاولة استغلالها. وقال متحدث باسم الرئيس السابق لوكالة فرانس برس: «مشاكل فنية. صمت محرج. فشل ذريع». ويفترض أن ينافس الفائز في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في نوفمبر 2024 المرشح الذي سيختاره الحزب الديموقراطي، وسيكون على الأرجح جو بايدن. وسارع الرئيس الثمانيني أيضا إلى السخرية من إطلاق حملة ديسانتيس، ونشر في تغريدة على «تويتر» رابطا للموقع الإلكتروني لحملته لجمع التبرعات، مع تعليق «هذا الرابط يعمل».

واكتسب ديسانتيس شعبية عبر إطلاقه مواقف محافظة متشددة بشأن التعليم والهجرة، وقد حوّل ولايته إلى مختبر لأفكار المحافظين باسم المعركة ضد ما يعتبره «تفكيرا سليما مزعوما»، لكن طريقه إلى البيت الأبيض مليء بالعقبات، فالحاكم الذي يعقد عليه عدد كبير من المحافظين آمالهم في الانتخابات الرئاسية بعد إعادة انتخابه بفلوريدا في نوفمبر 2022، يتقدم عليه، وبفارق كبير، ترامب المرشح رسميا منذ 16 نوفمبر 2022، حسب عدد من استطلاعات الرأي.

لكن يجب مقاربة استطلاعات الرأي بحذر، لأن الاقتراع ما زال بعيدا، إلا أن ترامب سارع إلى نشر نتائجها على شبكته الاجتماعية الثلاثاء، منذ بدء الحديث عن نية ديسانتيس إعلان ترشحه. والعقبة الرئيسية أمام هذا الأب لثلاثة أولاد هي أنه لا يتمتع بكاريزما، الأمر الذي يشير إليه كل الأطراف ولا يتردد معسكر ترامب في مهاجمته.

وقال أحد مستشاري دونالد ترامب، لوكالة فرانس برس، ساخرا، إن «الإعلان عن ترشحه على تويتر ينطبق تماما على شخصيته»، لأنه «بهذه الطريقة لا يحتاج إلى التفاعل مع أي شخص». وبدأ تبادل الانتقادات بين الرجلين قبل وقت طويل من إعلان حاكم فلوريدا ترشحه رسميا. وكتب ترامب، على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، ساخرا: «المشكلة مع ديسانتيس هي أنه سيحتاج إلى عملية زرع شخصية».

وسارع ترامب الغارق في التحقيقات القضائية لإطلاق سباقه الثالث إلى البيت الأبيض وحشد قاعدته التي ظلت إلى حد كبير موالية له. وفي هذه المواجهة، يمكن لرون ديسانتيس الاعتماد على ميزانية ضخمة لمعركته تبلغ 110 ملايين دولار. وهو ينوي الاعتماد على هذه الأموال لمحاولة تقليص الفارق بينه وبين خصمه عبر إغراق البلاد بالإعلانات الدعائية.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن نيته تعيين قائد سلاح الجو الجنرال تشارلز براون رئيسا لهيئة الأركان العسكرية المشتركة وفق برنامجه الرسمي الذي نشره البيت الابيض. سيخلف براون بذلك الجنرال مارك ميلي الذي يشغل منصب رئيس الأركان منذ أول أكتوبر 2019 وتنتهي ولايته قريبا.

وإذا صادق مجلس الشيوخ على تعيين الجنرال تشارلز كيو براون فسيصبح أيضا ثاني افريقي - أميركي يتبوأ أعلى منصب عسكري في تاريخ الولايات المتحدة، إذ لم يسبقه إلى ذلك سوى الجنرال كولن باول في تسعينيات القرن الماضي، وسيعمل هذا الجنرال الستيني تحت إمرة وزير دفاع أسود أيضا هو لويد أوستن، في سابقة بتاريخ الولايات المتحدة. وأشرف ميلي على المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، كما شهد الفشل الأميركي في كابول، عندما استعادت «طالبان» في أغسطس 2021 السيطرة على أفغانستان في نهاية حرب استمرت 20 عاما وصفها ميلي نفسه بـ «الانتكاسة الاستراتيجية»، وكان أيضا في دائرة الضوء في نهاية عهد ترامب، عندما كشف كتاب اتصاله مرارا بنظيره الصيني لطمأنته بالموقف الأميركي، دون إبلاغ ترامب.

back to top