اتفاق بين موسكو ومينسك لنشر «النووي» وبوتين يقر بأوقات عصيبة

• لوكاشينكو مستعد لصد «انقلاب بولندي»
•كييف تنفي مسؤوليتها عن «هجوم الكرملين»

نشر في 26-05-2023
آخر تحديث 25-05-2023 | 18:34
قائد «فاغنر» يتفقد عناصر قواته التي بدأت الانسحاب من مدينة باخموت شرق أوكرانيا أمس (رويترز)
قائد «فاغنر» يتفقد عناصر قواته التي بدأت الانسحاب من مدينة باخموت شرق أوكرانيا أمس (رويترز)
وثقت روسيا إجراءات نشر أسلحة نووية تكتيكية غير استراتيجية على أراضي حليفتها بيلاروسيا الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، في وقت أقر الرئيس فلاديمير بوتين بمرور بلده بأوقات عصيبة، كما كشفت تقارير أميركية عن تقديرات «استخباراتية محرجة» تفيد بتورط كييف في محاولة استهداف لسيد الكرملين.

وقع وزيرا دفاع روسيا وبيلاروسيا وثيقة تحدد إجراءات نشر الأسلحة النووية التكتيكية الروسية غير الاستراتيجية في بيلاروسيا الدولة الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، في حين عبر رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو عن جاهزية بلاده لمواجهة انقلاب غربي مدعوم من بولندا ردا على تصريحات لوزير دفاع بولندا السابق.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن قرار الرد في المجال النووي يأتي وسط «تصعيد دراماتيكي للتهديدات على الحدود الغربية».

وأضاف أن «اليوم نحن معاً نقاوم الغرب الجماعي الذي يشن حرباً غير معلنة بشكل أساسي ضد بلادنا. النشاط العسكري لحلف شمال الأطلسي الناتو قد اتخذ الاتجاه الأكثر عدوانية».

وأشار إلى أن نظام الصواريخ العملياتية والتكتيكية «اسكندر- إم»، والذي يمكنه استخدام الصواريخ التقليدية والنووية على حد سواء، تم تسليمه إلى القوات المسلحة في بيلاروسيا، كما تم تكييف جزء من طائرات «سو 25» للاستخدام المحتمل للأسلحة النووية.

في غضون ذلك، حذرت الخارجية الروسية من أن تزويد مولدوفا المحتمل بالدفاعات الجوية من الغرب لن يؤدي إلا إلى تقويض أمن هذه الدولة التي تضم جيبا انفصاليا، يخضع بحكم الأمر الواقع، لسيطرة عسكريين موالين لموسكو.

إلى ذلك، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن روسيا تمر بأوقات عصيبة مع استمرار الحرب في اوكرانيا. وقال بوتين، في تصريحات أدلى بها أمس الأول ونقلتها وكالة الأنباء الحكومية «تاس»: «لم تكن الأمور سهلة على الإطلاق، لكننا ما زلنا نشهد اليوم لحظة فخر مشترك، مع شحذ كبريائنا الوطني».

وتابع أن «روسيا تسعى جاهدة مهما كان الثمن لتقوية أسس عزيمتنا، وخلق الظروف في الاقتصاد والتصنيع والتعليم لشبابنا من أجل ضمان المستقبل غير المشروط لبلدنا».

وجاء ذلك بعد ساعات تحذير قائد قوات «فاغنر» الروسية الخاصة يفغيني بريغوغين من احتمال خسارة بلده للحرب في أوكرانيا واندلاع ثورة شعبية بها.

في هذه الأثناء، وصف الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تصريح نائب رئيس الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، عن وضع بوتين، على رأس قائمة المطلوبين لكييف، بأنها إرهابية، معتبرا أنها تبرهن على مشروعية العملية العسكرية التي تشنها بلاده.

وفي حين أفادت تقارير عن حريق غامض نشب أمس الاول في وزارة الدفاع الروسية في موسكو، علق بيسكوف على تقارير أميركية انتشرت أمس تشير إلى ترجيح الاستخبارات الأميركية لتورط الجيش أو المخابرات الأوكرانية في هجوم بطائرتين مسيرتين على الكرملين مطلع مايو الجاري، بالقول: «قلنا على الفور إنّ النظام في كييف مسؤول عن ذلك. في النهاية لن يشكل فارقاً كبيراً أي وحدة تابعة للنظام الأوكراني مسؤولة عنه».

ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، فقد اعتقدت الإدارة الأميركية في البداية، أنّ الهجوم قد يكون مفتعلاً من موسكو، لكن بعد ذلك بأيام، استطاعت أجهزة التجسس رصد محادثات سُمع فيها مسؤولون روس يناقشون الحادث ونتائج تحقيق موسكو الأولي، وفي تلك المناقشات الداخلية تبين أنّ الروس مندهشون من اقتحام «الدرون» وألقوا باللوم على أوكرانيا.

ولاحقاً، قالت مصادر مطلعة، لشبكة CNN، إن مسؤولين أميركيين اعترضوا أحاديث بين مسؤولين أوكرانيين يلقون خلالها باللوم على بعضهم بعضا بشأن شن الهجوم، مما ساهم في توصل واشنطن إلى تقييم بأن جماعة أوكرانية مسؤولة عن الخطوة التي يعتقد أنها كانت تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية للأوكرانيين واختراق هالة الحصانة التي تحيط بوتين.

وفي وقت يلقي الكشف عن التقييم الأميركي بظلال من الشكوك حول تعهد كييف بعدم استخدام مقاتلات «F16» الأميركية، في حال حصولها عليها، ضد الأراضي الروسية، سارع ميخائيلو بودولاك أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني إلى نفي تورط بلده في هجوم «غريب ولا جدوى منه»، وقلل من شأن ما ورد في التقريرين الأميركيين.

وشدد مستشار الرئيس الأوكراني على أن كييف لن تستخدم الأسلحة الغربية داخل أراضي روسيا، كاشفا أن أوكرانيا أطلقت بالفعل منذ أيام هجومها المضاد لتحرير أراضيها من الروس، والمعارك محتدمة على طول 1500 كيلومتر من الحدود.

وبينما اتهم جهاز الأمن الفدرالي الروسي، المخابرات الأوكرانية بتدبير محاولة إرهابية لاستهداف محطتين للطاقة النووية في روسيا في 9 الجاري قبيل «عيد النصر» بهدف تعطيلهما وإلحاق أضرار بسمعة روسيا، بدأت مجموعة فاغنز سحب مقاتلها من مدينة باخموت شرق اوكرانيا. وأظهرت أشرطة مصورة زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين وهو يتفقد الوحدات المنسحبة.

وتزامناً مع تقارير عن موافقة واشنطن على بيع نظام «ناسامس» للدفاع الجوي لكييف، وفي وقت يخشى من انتقال التوتر العسكري إلى مناطق أخرى، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية، اعتراض طائرات عسكرية روسية بعد رصدها فوق المحيط الهادي وبحر اليابان.

في سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، إغلاقها القنصلية السويدية في سان بطرسبرغ وطرد خمسة دبلوماسيين، وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل.

إلى ذلك، قال المبعوث الصيني الخاص لأوكرانيا لي هوي في اجتماع مع وزير الخارجية الألماني، أندرياس ميكايليس، في برلين، إن بكين ستدعم الدول الأوروبية في حل الأزمة الأوكرانية، بدءا من معالجة أسبابها الجذرية. وجاء ذلك قبل أن يبدأ زيارة لموسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف.

روسيا تغلق القنصلية السويدية بسان بطرسبرغ... و«الدفاع» اليابانية تعترض طائرات عسكرية روسية بـ «الهادئ»

وفي بكين، رأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أن الأزمة الأوكرانية كانت في البداية مأساة يمكن تجنبها، مؤكدة أن «جوهر الأزمة يكمن في ظهور تناقضات كبيرة في إدارة الأمن الأوروبي».

back to top