محادثات سقف الدَّين الأميركي تضغط على أسواق الأسهم والسندات

ارتفاع أسعار الذهب والدولار مع سعي المستثمرين نحو الملاذات الآمنة

نشر في 25-05-2023
آخر تحديث 24-05-2023 | 18:33
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في البيت الأبيض
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي في البيت الأبيض

اختتم ممثلون للرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن والجمهوريون جولة جديدة من المحادثات الخاصة بسقف الدين مساء أمس الأول، دون أي مؤشرات على إحراز تقدّم لرفع سقف الدين الاتحادي البالغ 31.4 تريليون دولار.

وما زال الحزبان منقسمَين بشدة حول كيفية التعامل مع العجز الاتحادي، فبينما يرى الديموقراطيون أن الأثرياء الأميركيين والشركات يجب أن يدفعوا ضرائب أكثر، يقول الجمهوريون إنه يتعيّن خفض الإنفاق.

واجتمعت مديرة مكتب الإدارة والميزانية، شالاندا يونغ، والمستشار الكبير بالبيت الأبيض، ستيف ريتشيتي، مع قيادات جمهورية لمدة ساعتين تقريبا. وغادروا دون الإدلاء بتعليقات تُذكر لوسائل الإعلام.

وتحذّر وزيرة الخزانة، جانيت يلين، من أن الحكومة الاتحادية لن يكون لديها ما يكفي من أموال لسداد جميع التزاماتها بحلول الأول من يونيو، مما قد يؤدي إلى تعثّر في السداد سيضر بالاقتصاد الأميركي ويفاقم تكلفة الاقتراض.

يلين : الحكومة الاتحادية قد لا يكون لديها ما يكفي من مال لسداد جميع التزاماتها بحلول يونيو

وفي الأسواق، شهدت أسعار الأصول والسلع ضغوطا على خلفية تعثّر مفاوضات سقف الدين، إذ تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية إثر موجة بيع جديدة صباح أمس، مع عدم إحراز تقدّم يُذكر في مفاوضات سقف الدّين الأميركي وزيادة كبيرة لمعدل التضخم الأساسي في بريطانيا، إضافة إلى المزيد من الخسائر في أسهم السلع الفاخرة، الأمر الذي أضر بشهية المخاطرة.

وانخفض المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 1.1 بالمئة، متراجعا إلى أدنى مستوى في نحو 3 أسابيع، مع تراجُع جميع أسواق الأسهم في المنطقة.

وتراجعت أسهم العقارات في معظم أنحاء أوروبا، ونزل مؤشر القطاع 2.5 بالمئة، وكانت أسهم شركات البناء البريطانية ضمن الأكثر تراجعا، بعد بيانات أظهرت أن مؤشرا لقياس نمو الأسعار في بريطانيا صعد إلى أعلى مستوى في 31 عاما في أبريل، مما يعزز المراهنات على أن بنك إنكلترا سيقرر تنفيذ المزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة.

وانخفض مؤشر أسهم السلع الفاخرة 1.7 بالمئة إلى أدنى مستوى في أكثر من 6 أسابيع، إذ لم تظهر أي مؤشرات على انحسار موجة بيع بدأت أمس الأول.

وهوى سهم إمبريسر السويدية لألعاب الفيديو 38.2 بالمئة إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، بعد أن أعلنت الشركة أن شراكة استراتيجية مهمة لن تتم، كما خفضت توقعاتها للعام بأكمله قبل خفض الضرائب والفائدة.

كما أغلق مؤشر نيكي الياباني أمس على انخفاض للجلسة الثانية على التوالي في ظل موجة لجني الأرباح، بعد ارتفاعات شهدتها السوق أخيرا، بينما تراجعت شهية المخاطرة بسبب عدم حدوث انفراجة في مفاوضات سقف الدَّين الأميركي.

وهبط «نيكي» 0.89 بالمئة عند الإغلاق، مسجلا 30682.68 نقطة. وفي الجلسة السابقة، تراجع عن ذروة بلغت 31352.53 نقطة، وهو مستوى لم يبلغه إلا في أغسطس 1990. وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.42 بالمئة، مسجلا 2152.40 نقطة.

وتراجعت أسهم شركة شيسيدو العملاقة لمستحضرات التجميل 5.63 بالمئة، وتصدرت الخسائر على «نيكي»، بعد أن شهد السهم ارتفاعا بنسبة 20 بالمئة منذ منتصف مارس.

وتراجع سهم ساسيبر إجينت 4.7 بالمئة قبل تحديد سعر الأسهم في حصة جديدة ستطرحها «راكوتن غروب» للبيع في السوق. وساسيبر إجينت مستثمر رئيسي في طرح الحصة الجديدة، وتراجعت أسهم «راكوتن» 2.01 بالمئة.

لكن سهم تويوتا موتور قفز 5.36 بالمئة، متعافيا من تراجع ضخم خلال الجلسة اليوم والذي رجح محللون أن يكون ناتجا عن خطأ فني في التداولات.

أما سهم فاست ريتيلينج المشغلة لمتاجر يونيكلو للملابس، فقد هبط 2.92 بالمئة، بعد أن أفاد تقرير بأن الشركة قد تبيع متاجرها المغلقة في روسيا.

في المقابل، صعدت أسعار الذهب صباح أمس، متأثرة بتراجع طفيف للدولار والعائد على سندات الخزانة، في ظل أزمة سقف الدين الأميركي، بينما تتجه الأنظار أيضا إلى محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تلمسا لمؤشرات على مسار أسعار الفائدة مستقبلا.

وزاد الذهب 0.2 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 1977.69 دولارا للأوقية (الأونصة) وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 بالمئة إلى 1979.80 دولارا.

وتراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام فيما انخفض الدولار، الأمر الذي يجعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.1 بالمئة إلى 23.45 دولارا للأوقية، وارتفع البلاتين 0.5 بالمئة إلى 1052.70 دولارا. كما زاد البلاديوم واحدا بالمئة إلى 1460.61 دولارا.

وحوم الدولار قرب أعلى مستوى في شهرين أمس، وسط إقبال المستثمرين على العملة التي تمثّل ملاذا آمنا في ظل استمرار تعثّر المحادثات الخاصة بسقف الدين في الولايات المتحدة.

وتحذر وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، من أن الحكومة الاتحادية قد لا يكون لديها ما يكفي من مال لسداد جميع التزاماتها بحلول الأول من يونيو.

ويُحجم المستثمرون، إلى حد كبير، عن الاستثمارات التي تنطوي على مخاطر عالية، بعدما انتهت جولة جديدة من المحادثات بين البيت الأبيض والجمهوريين الثلاثاء لرفع سقف الدين، من دون أي بادرة تقدم.

ووصل مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأميركية مقابل 6 عملات منافسة إلى 103.51 في ساعات التداول المبكرة في آسيا، وهو مستوى يقل قليلا عن ذروة شهرين التي لامسها المؤشر خلال الليل عند 103.65. وارتفع المؤشر بنحو 2 بالمئة في مايو.

واستقر الين عند 138.58 للدولار، بعد أن لامس أدنى مستوى في 6 أشهر عند 138.91 خلال الليل، فيما ارتفع الجنيه الإسترليني في أحدث تداول 0.11 بالمئة إلى 1.2424 دولار.

كما استقر الدولار الأسترالي عند 0.6610 دولار.

من ناحيتها، أعربت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، عن ثقتها بأن الولايات المتحدة ستتوصل إلى اتفاق بشأن سقف الديون، وحثت البنوك المركزية حول العالم على إبقاء السياسة النقدية مشددة في مواجهة مخاطر التضخم.

جورجيفا : الولايات المتحدة ستتوصل إلى اتفاق بشأن سقف الديون... وعلى البنوك المركزية إبقاء السياسة النقدية مشددة

وأضافت في تصريحاتها خلال منتدى قطر الاقتصادي الذي نظمته «بلومبرغ» أنها واثقة بأن الولايات المتحدة ستتجنب التخلف عن سداد ديونها.

وصرحت جورجيفا، أمس، بأنها تأمل عدم الانتظار حتى اللحظات الأخيرة لحل أزمة سقف الدَّين الأميركي، مشيرة إلى أن الافتقار إلى حلّ سيضر بالاقتصاد الأميركي والعالمي.

ولا تتوقع جورجيفا حدوث تحوّل سريع في احتياطيات الدولار، وذلك لأنّ سبب استخدام الدولار كعملة احتياطية هو قوة الاقتصاد الأميركي وعمق أسواق رأسماله.

back to top