إيران: هجوم حدودي دامٍ شرقاً وتسلل إسرائيلي غرباً

• قاليباف يحذر «طالبان» من مشكلة خطيرة ويرفض أي حل وسط لأزمة مياه نهر هيرمند

نشر في 22-05-2023
آخر تحديث 21-05-2023 | 19:38
المدمرة «دانا» لدى وصولها إلى ميناء بندر عباس (إرنا)
المدمرة «دانا» لدى وصولها إلى ميناء بندر عباس (إرنا)
تشهد عدة نقاط حدودية إيرانية أحداثاً ساخنة بلغت ذروتها، أمس، بهجوم شنته جماعة «جيش العدل» على مخفر في سيستان بلوشستان وأسفر عن مقتل 6 جنود، في حين تحدث وزير المخابرات والأمن الإيراني إسماعيل الخطيب عن توقيف «مجموعة إرهابية» مرتبطة بإسرائيل بعد تسللها لمنطقة متاخمة لكردستان العراق.

بعد يومين من زيارة لافتة، قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بصحبة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية المضطربة جنوب شرق إيران، حيث افتتح الرجلان مشاريع للربط الكهربائي والسوق الحرة، شنت جماعة «جيش العدل» السنية المتمردة، هجوماً على مخفر حدودي إيراني وقتلت 6 جنود إيرانيين وأصابت 5 آخرين.

وأفاد المدعي العام لمدينة سراوان الواقعة على الحدود الإيرانية - الباكستانية شمس آبادي بأنه أمر بفتح تحقيق في ملابسات الهجوم ومواصلة ملاحقة المتهمين بالاعتداء على مخفر «مك سوخته» الذي يقع ضمن المنطقة التابعة لفرقة «قدس» بـ «الحرس الثوري» والمسؤولة عن تأمين الحدود الشرقية للبلاد. ووصفت الشرطة المهاجمين بـ «أشرار وأعداء» وقالت إنهم «هربوا من مكان الاشتباك بعد تكبدهم خسائر كبيرة».

في غضون ذلك، دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الهجوم «الإرهابي والوحشي» وقال إنه يستهدف ضرب مصالح إيران وباكستان.

وأكد أن الارهابيين لا يسمحون للحدود المشتركة أن تكون حدود صداقة وتعاون وحدود اقتصادية لشعبي البلدين»، وأضاف إن بلاده «تتوقع من المسؤولين الباكستانيين تنفيذ الاتفاقيات الأمنية بين البلدين لقمع الجماعات الإرهابية في أقرب وقت ممكن، ومحاولة تحسين أمن الحدود المشتركة». وتقع سراوان في المنطقة القريبة من الحدود مع باكستان وهي إحدى مدن بلوشستان التي شهدت احتجاجات دامية في الأشهر الماضية.

وفي ملف آخر عابر للحدود بين إيران وأفغانستان، جدد مسؤولو طهران تحذيراتهم لحركة «طالبان» من حجز مياه نهر هيرمند، وقال رئيس البرلمان محمد قاليباف، إن «التنفيذ الكامل والدقيق للاتفاق حول مياه النهر يضمن المصالح المشتركة لإيران وأفغانستان»، مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تنازل إيراني بشأن هذه القضية، وأنه لا حل وسطاً بشأن هذا الأمر الحيوي سيكون مقبولاً.

وأضاف: «أدعو السلطات الأفغانية لمنع حدوث مشكلة خطيرة في العلاقات بين البلدين، نظراً لوجود احتياطيات كافية من المياه في أفغانستان».

وأمس الأول، هدد القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أفغانستان حسن كاظمي قمي، بأنه لو ثبت وجود المياه في خزان سد «كاجاكي»، وأن «طالبان» تتعمد حجز حصة إيران من مياه هيرمند، فعليها أن تتحمل المسؤولية ما قد تقدم عليه حكومة طهران من تصرفات. وشدد الممثل الخاص للرئيس الإيراني على أن «مسؤولي طالبان يعرفون أنهم إذا كانوا يريدون إقامة حكومة مستقرة في أفغانستان، فيجب أن يكون لديهم تفاعل بناء مع جيرانهم». وجاء ذلك في وقت انتشر مقطع فيديو، لقيادي في «طالبان» الأفغانية، يسخر من الرئيس الإيراني بعد تهديداته للحركة المسيطرة على الحكم في كابول بحال نقص حصة إيران من مياه هيرمند.

وظهر القيادي الأفغاني في مقطع الفيديو، وهو يملأ غالوناً من المياه، فسُئل ماذا يفعل، فأجاب: «الرئيس الإيراني هددنا وقال، إن لم تعطونا ماء نهر هلمند سنهاجمكم. لا يوجد ماء في نهر هلمند لذلك ملأت له جيركن ماء من هنا». وأضاف: «لا تهددنا يا رئيسي فنحن نخاف منكم.. هذا الماء لكم. سيادة الرئيس أجلب لكم برميلاً، لا تهاجمونا فنحن نخاف». وكانت «الجريدة» كشفت عن خطط إيرانية لقصف أحد السدود الذي أقامه الأميركيون على النهر.

ويأتي التوتر المتصاعد رغم تعهد الحركة الأفغانية بتمرير حصة طهران من المياه، وفي وقت أفادت منظمة الفضاء الإيرانية بأن عمليات المراقبة التي أجراها القمر الاصطناعي «خیام» أظهرت أن الحكومة الأفغانية حولت مسار نهر هيرمند، وأنشأت العديد من السدود على مساراته، ما تسبب في حجز حصة إيران من أحد أكثر الأنهار وفرة في أفغانستان حيث ينبع، ويمتد حتى يصب في بحيرة هامون داخل سيستان بلوشستان التي تعاني حالياً من الجفاف.

وعلى جانب المقابل من الحدود، أعلنت المخابرات الإيرانية القبض على «خلية إرهابية» مرتبطة بإسرائيل، بالقرب من المنطقة الغربية، المتاخمة لإقليم كردستان العراق. وزعم وزير المخابرات والأمن الإيراني، إسماعيل الخطيب، أن «مجموعة إرهابية مرتبطة بالنظام الصهيوني دخلت البلاد من الحدود الغربية تم اعتقالها». وقال الخطيب: «إن أي عمل على حدودنا ستتم الإستجابة له برد حاسم وساحق». بالإضافة إلى التهديد الصريح لإسرائيل، وسط تصاعد التوترات بين الدول بشأن برنامج طهران النووي، وجّه الخطيب التحذير إلى المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في العراق، التي تتهمها طهران بالتعاون مع الجانب الإسرائيلي. ولفت الخطيب إلى تعويل بلده على التعاون مع الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد، التي تضم فصائل موالية لطهران، والضمانات المقدمة منها، في ضبط واستقرار الأمن على الحدود الغربية. وأمس الأول، هدد قائد بـ»الحرس الثوري» باستئناف قصف مواقع للمعارضة الكردية المسلحة في كردستان العراق بحال لم تقم بغداد بالتزاماتها التي قطعتها لضبط الأمن في المنطقة الحدودية.

إلى ذلك، نصح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، دول الجامعة العربية، باتخاذ ‏خطوة إيجابية نحو السلام والاستقرار الإقليميين، وتجنب «تكرار المزاعم المملة ضد طهران»، معتبراً أن بعض «الاتهامات والادعاءات الكاذبة الواردة في بعض القرارات الصادرة عن قمة الجامعة العربية خطوة في اتجاه الماضي الفاشل للجامعة».

وفي رده على المواقف المناهضة لتدخلات إيران الإقليمية واحتلالها لجزر أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، التي تطالب بها الإمارات، خلال القمة العربية الـ32 التي عقدت في جدة بالسعودية، قال كنعاني، إن «جميع الإجراءات الإيرانية تتم بما ينسجم مع السيادة على أراضيها، وأي مطالبات بهذا الشأن مرفوضة».

وفي الوقت نفسه، رحب كنعاني بـ «النهج البنّاء لبعض دول المنطقة بشأن زيادة التعاون وإعطاء الأولوية للحوار والتفاهم المتبادل». وأعرب عن أمله في أن «تشهد المنطقة مقاربة جديدة، تقوم على الصداقة وتعزيز التعاون بين دولها».

طهران تصف بعض قرارات قمة جدة بخطوة للوراء وتشيد في الوقت نفسه بالنهح البناء للدول الساعية لزيادة التعاون

back to top