بقايا خيال: مرشحون تأبطوا شراً!!

نشر في 19-05-2023
آخر تحديث 18-05-2023 | 19:40
 يوسف عبدالكريم الزنكوي

ثابت بن جابر(*) «الوصولي» وشقيقه ريش متعب «القبلي» وابن عمه كعب جدر «الطائفي» كلهم إخوة تأبطوا شراً بترشيح أنفسهم للانتخابات للإساءة للديموقراطية التي نحاول حمايتها من صدأ عقول لا تؤمن لا بحرية الرأي ولا بالديموقراطية، سوى ترسيخ مبادئ «السيد والعبد»، وفي الوقت الذي نقاتل فيه لتطبيق «بعض» مبادئ الدستور، يقوم مزدوجون ومزورون وبعض المقيمين بصورة غير قانونية بانتهاز فترة الانتخابات لتقطيع أوصال الصورة الجميلة لعرسنا الديموقراطي، ويشاركهم في جريمتهم أتباع دول عرف عنها محاربة حرية الرأي والعقيدة.

المرشحون لانتخابات 2023، فيهم من لم يطلع على الدستور، ومن لم يأت لمنفعة الكويت أو الكويتيين، وتفهم من أطروحاتهم أنهم يريدون تشويه الديموقراطية في عيون الكويتيين، ليكره الكويتيون عملية المشاركة بعرس لطخ ثوبه الجميل أشباه رجال وأشباه مرشحين، وبدلاً من أن نجد مرشحين يدافعون بشراسة عن الدستور وعن مبادئه السامية، أو يطالبوا بتنقيح الدستور لمزيد من الحرية، أو يبدوا حماساً تجاه قضايا اقتصادية ملحة لمواجهة متغيرات الساحة العالمية، بدلاً من كل هذا نجد مرشحين يواصلون الردح الشخصي والاصطفاف السياسي وكأنهم يغردون خارج السرب الكويتي أو الخليجي.

مشكلة الديموقراطية في الكويت ليست إفرازات انتخابات أتت ببرلمانيين «غير سياسيين»، لجهلهم بألف باء السياسة ومبادئ التشريع، ولا يعرفون شيئاً عن قضايانا الاقتصادية، وتسببوا بتراجع الكويت في كل المحافل، لتسبقنا فيها كل دول المنطقة. إحدى مشاكلنا الحقيقية قانون الانتخابات وتحديداً البند الرابع من المادة 82 منه، والذي يشترط أن يجيد عضو مجلس الأمة قراءة اللغة العربية وكتابتها، فوصل إلى كرسي البرلمان أناس بالكاد «يفكون الخط»، ولا يفهمون في السياسة ولا الاقتصاد ولا التعليم ولا الصحة، ورغم ذلك يشرعون وبلا حياء لمستقبل شعب بأكمله، ولمصير دولة، فتنبت على ترابنا قوانين سياسية واقتصادية وتعليمية وصحية لا تغني ولا تسمن من جوع، والغريب أن الدولة تشترط في عضو جمعية تعاونية استهلاكية أن يكون جامعياً، بينما تكتفي بشرط القراءة والكتابة في مسألة التشريع لمستقبل أجيال بأكملها.

وإذا كان أحد أهم شروط الانتخاب متساهلاً مع «المشرعين الجدد»، فلا بد أن تكون مخرجات هذا الشرط الغريب سيئة للغاية تطبيقاً لمقولة (طالع وجه العنز واحلب لبن)، ولابد أن تظهر آثارها تباعاً في غياب التنمية والتطوير وانحدار الخدمات التعليمية والصحية، وإذا كان شرط الولوج إلى عالم السياسة سيئاً للغاية، فلابد أن نرى مرشحين جهلاء «ربيتهم ناقصة»، لينطبق علينا مضمون الآية الكريمة «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون»، ولتكون نهاية هذه الإساءات الحط من شأن الديموقراطية الكويتية، ليعتقد المراقبون لأوضاعنا وكأن العلة في الديموقراطية نفسها، بدلاً من أن نكون المخطئين في كيفية تطبيق مبادئه السامية. وإذا كنا نعرف أن هناك من يتربص بنا ويتأبط شراً بديموقراطيتنا منذ عقود من الزمن، فلا تستغرب إذا كانت إحدى قنوات الإيذاء هي وسائل التواصل الاجتماعي بدعم فاضح من الذباب الإلكتروني بكل أشكاله وطرقه غير الشرعية، ورغم كل هذه البذاءات السياسية التي توجه إلى أوضاعنا الانتخابية، نستشعر صمتاً غريباً من حكومة الحياد «الانتخابي» تجاه المسيئين لنظامنا الديموقراطي ولكويتنا وسيادتها ورموزها.

(*) ثابت بن جابر هو الشاعر الجاهلي المعروف بـ«تأبط شراً»، وأشقاؤه ريش لغب، وريش نسر، وكعب جدر، ومعروف عنهم أنهم «أصحاب مشاكل».

back to top