لبنان ينتظر صورة الأسد في الرياض وانعكاسها على فرنجية

نشر في 15-05-2023
آخر تحديث 14-05-2023 | 19:16
الرئيس السوري بشار الاسد خلال استقباله وزير الخارجية السعودي في دمشق
الرئيس السوري بشار الاسد خلال استقباله وزير الخارجية السعودي في دمشق

يحضر ملف لبنان في القمة العربية المقررة في جدة يوم الجمعة المقبل، وفي مداولات الرؤساء والمسؤولين العرب، فيما تشير معطيات بأن المداولات السعودية ـ الإيرانية بشان الملف اللبناني، كذلك الاجتماع المرتقب لمجموعة الدول الخمس (السعودية وفرنسا والولايات المتحدة وقطر ومصر) في الدوحة، سيرحلان إلى ما بعد القمة، لمواكبة المشاورات التي ستنتج عنها.

وبانتظار نتائج القمة، تحاول الأطراف اللبنانية وضع سيناريوهات تناسب تطلعاتها ورهاناتها السياسية، في ظل ارتياح ملحوظ لدى حلفاء إيران وسورية، خصوصاً أن المعلومات ترجح مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة، وربما يصل إلى الرياض قبل موعد الاجتماع للقاء المسؤولين السعوديين، في محاولة من الطرفين السعودي والسوري لإظهار أهمية المسار الثنائي للعلاقات المستعادة بينهما.

من حيث الشكل، فإن صورة الأسد في الرياض قد تمنح قوة دفع لترشيح سليمان فرنجية للرئاسة المدعوم من حزب الله وحركة أمل، خصوصاً أن فرنجية يعتبر حليفاً وثيقاً للأسد وتجمع عائلتيهما علاقة سياسية وشخصية تاريخية.

لكن هذه الصورة قد لا تقدم أو تؤخر فيما يخص المعادلة الداخلية، خصوصاً في ظل الموقف المسيحي الجامع برفض وصول فرنجية إلى قصر بعبدا وهو رفض مدعوم من نواب مستقلين ومن طوائف مختلفة، بالتالي حسابياً لا يمكن لداعمي فرنجية إيصاله إلى سدة الرئاسة في اقتراع بمجلس النواب، وفي الوقت نفسه يمكن لمؤيدي فرنجية ومعارضيه تطيير النصاب القانوني اللازم لانعقاد جلسة الانتخاب، إلا إذا وافق الطرفان على الذهاب إلى انتخابات حقيقية تحسم ديموقراطياً.

وبحسب ما يقول متابعون، فإنه بخلاف صورة الأسد في الرياض، تتجه الأنظار إلى مسألتين أساسيتين، الأولى التفاوض المباشر بين إيران والسعودية حول الملف اللبناني، والثانية موقف واشنطن النهائي والواضح، فجميع الأطراف اللبنانية من دون استثناء تحتاج إلى غطاء أميركي قد يحسم الدفة لمصلحة مرشح أو آخر.

ووسط الحديث عن اختلاف في الرؤى بين السعوديين والفرنسيين فيما قد تظهر في المستقبل القريب خلافات في المقاربتين السعودية والإيرانية إزاء الإستحقاق الرئاسي، لا بد من دخول طرف ثالث على الخطّ سيكون بيده مفتاح الحلّ.

هنا قد يكون التكامل في التنسيق بين واشنطن والدوحة عاملاً حاسماً، حيث قام مسؤولون قطريون بحراك دبلوماسي في بيروت بمحاولة للوصول إلى نقاط مشتركة بين معظم القوى اللبنانية، وهو ما قد تظهر نتائجه خلال الاجتماع الخماسي المرتقب في الدوحة التي تجمعها علاقة جيدة بطهران تضمن ألا يكون المسؤولون الإيرانيون بمنأى عن أي مسار مقترح للحل.

في السياق، يعتبر دبلوماسيون فرنسيون أن مؤشرات متعددة قد تصدر عن القمة العربية في السعودية تجاه الملف اللبناني، وقد قال مسؤولون فرنسيون لبعض المسؤولين اللبنانيين الذين تواصلوا معهم بأن البيان الختامي للقمة العربية قد يتحدث عن الملف اللبناني بإشارات واضحة حول وجوب الخروج من المأزق الرئاسي وانتخاب الرئيس، وهو ما يعتبره الفرنسيون مؤشرات إيجابية إزاء الطرح الذي يقدمونه، هذه المؤشرات الإيجابية تربطها المصادر بين ما جرى تسريبه قبل أيام في الصحافة الفرنسية عن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجح في إقناع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالموافقة على انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، لكن ذلك يبقى غير كافٍ في ظل موازين القوى القائمة على الساحة الداخلية وفي المجلس النيابي.

back to top