فنانون وشعراء: رحيله خسارة كبيرة للغناء العربي

استذكروا مناقبه عبر رثاء ممزوج بالحسرة يقطر ألماً وأسى

نشر في 12-05-2023 | 23:19
آخر تحديث 13-05-2023 | 18:56
نوال الكويتية: لن ننسى صوت وطن النهار
نوال الكويتية: لن ننسى صوت وطن النهار
بمفردات حزينة، وكلمات مثخنة بالألم والأسى، عبَّر عدد من الفنانين والشعراء عن حزنهم لرحيل الفنان عبدالكريم عبدالقادر.

عبَّر العديد من الفنانين والشعراء والملحنين عن عميق حزنهم وأسفهم، لوفاة المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر، مقدمين خالص العزاء إلى أسرته ومحبيه. واستذكروا مراحل متنوعة من حياته عبر رثاء ممزوج بالحسرة والأسى والألم، ونشر بعض الفنانين صوراً للراحل بحساباتهم في مواقع التواصل.

بداية، قال الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي: «الله يرحمه، ويغمّد روحه الجنة، فقد كان الراحل حريصاً على فنه وإخلاصه في انتقاء كلماته وألحانه بعناية تامة وإحساس صادق، رفيق الدرب، الذي لم نرَ منه أي مضرة ولا كلمة تكدّر الخاطر».

وذكر البناي أن الراحل هاتفه قبل أسبوع، وتحدَّث معه، كأنه يقول له كلمات الوداع، لافتاً إلى أنه زاره في البيت منذ شهرين، وختم: «خسرنا فناناً صادقاً صدوقاً لا يُعوض».

من جهته، قال الشاعر بدر بورسلي: «الحمد لله على كل حال، وهذا أمر الله. فقدنا صديقاً وأخاً وحبيباً وصوتاً رائعاً، صوت وطن النهار، الله يرحمه ويغفر له».

خسارة فادحة

وأعرب «شيخ الملحنين» الموسيقي أنور عبدالله عن بالغ حزنه وأسفه على رحيل صديق عُمره الفنان عبدالكريم عبدالقادر، قائلاً: «فقدت اليوم أخي الذي كان مثالاً للخُلق والأدب والاحترام. علاقتنا دامت 40 عاماً من النجاح والأخوة. خسارته فاجعة وصدمة لي، كما أنها خسارة فادحة للفن الكويتي والخليجي والعربي، حيث يُعد الراحل رمزاً للأغنية خلال القرنين الماضي والحالي».

بدر بورسلي : فقدنا صديقاً وأخاً وحبيباً وصوتاً رائعاً... صوت وطن النهار

وأضاف عبدالله: «كنت على تواصل مستمر مع الراحل. بعد إجراء عملية جراحية منذ عدة أشهر تم منعي من المخالطة، لضعف مناعتي، فكان يسأل عني دائماً بالتلفون وأنا أيضاً. هو إنسان رائع لا يتوانى عن أي خير أو واجب أو محبَّة، وكنت محظوظاً بأن رافقته طوال 4 عقود كانت من أجمل سنوات حياتي بصحبته، فكان خير سند وخير عون».

وتابع: «جمعتنا الحياة والمواقف والأعمال الفنية الناجحة، والتي كان آخرها أغنية (أنا لولاك)، وكذلك أغنية (منين ألاقي صبر)، كلمات الشاعر عبداللطيف البناي، ضمن ألبوم صدر عام 2019. بعدها كانت لدينا النية لتجهيز أغنيات جديدة، وتناقشنا حولها، لكن الظروف الصحية لدى كل منا وجائحة كورونا حالتا دون تنفيذ تلك المشاريع».

وحول أكثر ما يفرح ويحزن عبدالقادر، أوضح صديقه: «كان يفرح جداً بنجاح كل أغنية، وكأنه لم يصدر قبلها العشرات والعشرات من الأعمال، فكان يقلق مع كل عمل جديد، ويفرح بشدة لنجاح العمل وردود فعل الناس حوله، وفي المقابل كان مهموماً بقضايا المنطقة العربية، وأكثر ما يكون حزيناً على أوضاع دول العالم العربي من صراعات وحروب وفقر، فكان فناناً وطنياً عربياً حساساً وإنساناً».

مُحب ومتواضع

بدوره، قال الفنان عبدالله الرويشد: «رحمك الله يا أخي الكبير، رحمك الله يا غالٍ على قلوبنا، يا صوتنا، يا معلمنا. إنه علم من أعلام بلادنا. خالص التعازي وصادق المواساة لأسرتك ومحبيك، ولنا وللكويت جميعاً».

وكتب الفنان نبيل شعيل: «لقد فارقنا شخص بشوش مُحب ومتواضع، تعلمت منه الكثير على الصعيد الشخصي، كما كان له دور كبير في حياتي، لكن هذه سُنَّة الحياة، ودرب ماشيين عليه كلنا».

من ناحيتها، قالت الفنانة نوال: «(إنا لله وإنا إليه راجعون)، رحم الله صوت وطن النهار، وصوت قلوبنا عبدالكريم عبدالقادر. لقد فقدت الكويت شخصاً كبيراً ومعلماً من معالمها. خالص التعازي لأسرته الكريمة، ولنا جميعاً. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لن ننسى هذا الصوت الذي ملك قلوبنا، وكبرنا عليه».

رسالة فخمة

من جهته، ذكر الوكيل المساعد لقطاع الإذاعة في وزارة الإعلام، د. يوسف السريع: «60 عاماً من العطاء أثرى خلالها الساحة الفنية بالعديد من الأعمال الغنائية المميزة، التي ستظل راسخة في وجدان الجمهور الخليجي والعربي الفنان عبدالكريم عبدالقادر».


عبداللطيف البناي - بدر بورسلي - عبدالله الرويشد عبداللطيف البناي - بدر بورسلي - عبدالله الرويشد

وأعرب الملحن فهد الناصر عن حزنه، معلقاً: «أعي جيداً ما أقول، لقد ماتت الأغنية الكويتية برحيل فنان الكويت الأول عبدالكريم عبدالقادر، وستبكي من اليوم جميع الآذان المتسلطنة من الآهات العذبة الحقيقية، الأغنية التي سطَّرت في طياتها صوتاً عذباً يحمل في زخرفة صدقه وعُرَبِهِ رسالة فخمة، استطعنا من خلالها التباهي فخراً والتمايل بأشجان راقية تطربنا في كل حرف، وتجعلنا نهيم بحُب وعشق بأن لدينا (الصوت الجريح) عبدالكريم عبدالقادر، الذي لن يتكرر، لذا ستعيش الأغنية الكويتية بجمهورها الوفي فترة من الزمن ليست بالقليلة تستذكر وتترحَّم على هذا العطاء الذي لن ينضب، وإن غاب عنا صاحبه».

صوت الذكريات

كما شارك في العزاء الفنان خالد العبيد: «بمزيد من الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة فقيدنا، المغفور له بإذن الله تعالى، فنان (وطن النهار)، ولا يسعني إزاء مصابكم الأليم إلا أن أتقدم إليكم وإلى عائلة الفقيد بصادق المواساة».

من جانبه، الفنان عبدالرحمن العقل قال: «الله يرحمه، ويغفر له، صاحب الصوت الجريح الأخ العزيز الصديق أبوخالد عبدالكريم عبدالقادر، مثواه الجنة إن شاء الله».

بدورها، علَّقت الفنانة زهرة الخرجي على وفاة الفنان الراحل: «نعزي أهل وأحباب المرحوم صوت فن الكويت والعرب وصوت الذكريات، صوت وطن النهار، الصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر. (إنا لله وإنا إليه راجعون)».

صوت حساس

من جانبه، نعى الملحن د. عبدالله القعود رحيل الفنان القدير: «كان شخصاً متواضعاً جداً. لقد ترك إرثاً فنياً كبيراً لا يمكن أن تمحوه السنوات. على المستوى الشخصي كان فناناً إنساناً بالمعنى الحقيقي للكلمة، مشجعاً للشباب وداعماً للأجيال الجديدة، وملتزماً بالفن وأصوله ورسالته التنويرية والترفيهية، فضلاً عن ذلك كان صوتاً حساساً وحنوناً إلى أبعد حد».

وأضاف: «أعزي نفسي وعائلته والكويت والوطن العربي في فقدان هذا العلَم، فقد فقدت الساحة الفنية بالكويت والخليج رمزاً من رموزها الخالدة، الذي ساهم في رفع صوت الكويت الغنائي بالمحافل المختلفة، ومثَّل بلده أفضل تمثيل، وكان نموذجاً يُحتذى للأجيال التالية في الفن والإخلاص والأخلاق والرقي».

عبداللطيف البناي : رفيق درب لم نرَ منه أي مضرة ولا أسمعنا كلمة تكدّر الخاطر

وحول تجربته الشخصية معه، بيَّن القعود: «كان الراحل صديقاً للجميع، وأباً محتضناً للأجيال التالية لجيله، وقد كنت محظوظاً بالعمل معه. لقد تعلمت منه، ونشأت إلى جواره في العصر الذهبي للموسيقى والفن بالكويت، فقد كنت شاباً متطلعاً لتقديم نفسي كملحن وموسيقي، وحظيت بدعمه وتشجيعه لي منذ أيامي الأولى بالوسط الفني، وكان لا يبخل علينا بالدعم أو النصيحة أو التشجيع. لقد كان في قمة التواضع والأخلاق وصديق الجميع، صغاراً وكباراً، كما كنت محظوظاً بالتعاون معه، من خلال العمل الوطني (احنا من الكويت) قبل 4 سنوات، من كلمات الشاعر ساهر، ورغم تقدمه في السن وظروفه الصحية، فقد كان دؤوباً في عمله، ويعمل لساعات طويلة لخروج الأغنية في أفضل صورها كنموذج للفنان الصادق في عمله».

قامة كبيرة

من ناحيته، قال الفنان حسن البلام: «الله يرحمك يا بوخالد، يا رمز من رموز الفن، يا قامة فنية كبيرة فنياً وأخلاقياً. ربيتنا معك وعلى فنك الجميل الراقي، ورحلت بهدوء، مثل حياتك الهادئة. الله يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، ويرحمك برحمته الواسعة، (إنا لله وإنا إليه راجعون)».

بدوره، علَّق الفنان طارق العلي: «الله يرحمك، ويغفر لك، ويُسكنك فسيح جناته، وألهم أسرتك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان».

بدوره، أكد الشاعر خالد البذال أن «رحيل الفنان عبدالكريم عبدالقادر خسارة كبيرة للفن الخليجي والعربي، فهو قامة فنية كبيرة، قدَّم الفن الراقي على امتداد مسيرته الفنية، ومن حُسن حظي أنني ارتبطت به فترة طويلة، ولم أجد منه إلا الرفعة والرقي والنصح. يصعب عليَّ استذكار مواقفه الكثيرة، ففي كل مكان لي معه موقف، وفي كل مناسبة لي معه موقف، لا أملك إلا الدعاء له، فهو الصوت الذي استمر نحو 60 عاماً للغناء الراقي».

كما أعرب الفنان خالد مظفر عن حزنه: «رحمة الله عليك يا صوت بلادي. رحمة الله عليك يا فناني المفضل، وحزني وقوتي وفرحي وذكرياتي. الله يرحمك، ويغمّد روحك الجنة، الفنان عبدالكريم عبدالقادر».

متأثراً بفقدان الأب والمعلم عبدالكريم عبدالقادر، قال الشاعر يوسف الشطي: «رحل أطيب الناس خُلقاً وأجملهم فناً، فعلاقتي بالراحل لم تكن فقط على مستوى الفن والشعر، لكننا جيران منذ سنوات، فكل منا من أبناء منطقة مشرف، كما أن ابنه خالد صديق وزميل عمر منذ درسنا معاً بالمرحلة المتوسطة، وهو ما يضاعف الحزن في قلبي على فقد القامة الكبيرة فنياً وإنسانياً، والذي اعتدت على رؤيته منذ طفولتي قبل دخولي معترك الشعر».


نبيل شعيل - أنور عبدالله - يوسف السريع نبيل شعيل - أنور عبدالله - يوسف السريع

واستطرد: «من الصعب أن يجتمع الناس جميعاً على شيء أو شخص، لكن هذا الفنان الخلوق لا يوجد داخل أو خارج الوسط الفني إنسان تعامل معه إلا وأحبه، وقد حاز خلال عُمره حُب وتقدير واحترام الجميع من دون استثناء، حيث ملك الناس بأخلاقه وخصاله الطيبة وصدقه، لأنهم أحبوه لإنسانيته قبل فنه».

وأثنى الشطي على أسلوب الراحل الراقي في الحديث عن زملائه، فخلال العديد من اللقاءات التي أجراها إعلامياً لم يذكر أحداً بسوء، «كان فناناً رائعاً بأخلاقه وطيبته واحترامه للناس ونفسه».

واستذكر أغنية «علمونا الأولين» التي جمعته بالراحل، ألحان بشار الشطي: «كانوا يلحون على الراحل لإحياء الحفلات بالسنوات الأخيرة، ويؤكدون له أن الجمهور يطلبه ويشتاق لحضوره على المسرح، فكان يجيب: البركة في الموجودين، لإفساح المجال لغيره من الفنانين، وأتمنى أن يكون قدوة لكل العاملين بالوسط الفني».

من جهته، أكد المؤلف محمد أنور أنه لم يكن «الصوت الجريح» فقط، بل «كان صوت بلادي. في كل عيد ومناسبة أعمالك تراودنا وترافقنا. في نفس اللحظة تُضحكنا وتُبكينا. تعلمنا حُب الكويت بصوتك، وتعلمنا كيف نحب بصوتك».

back to top