القاهرة ترد على «كليوباترا نتفليكس» بفيلم وثائقي والمنصة تخسر 5 مليارات دولار

آثاريون مصريون: الملكة لم تكن سوداء

نشر في 09-05-2023
آخر تحديث 09-05-2023 | 20:17
مشهد من المسلسل
مشهد من المسلسل

بدأ العد العكسي لعرض مسلسل «الملكة كليوباترا» Queen Cleopatra الذي أنتجته «نتفليكس» عن الملكة المصرية القديمة، لكن موجة عاتية من الهجوم طاولت العمل المرتقب طرحه على شاشة المنصة الرقمية الشهيرة اليوم، على خلفية الإعلان الترويجي للمسلسل الذي أظهر فيه صناع العمل الملكة المصرية ذات الأصول اليونانية، كليوباترا السابعة، ببشرة سوداء وملامح إفريقية، بالمخالفة للحقيقة التاريخية الراسخة، وتؤكدها القطع الأثرية التي جسّدت كليوباترا من تماثيل ونقوش جدارية قديمة.

وزارة السياحة والآثار المصرية استشاطت غضبا عقب عرض «برومو» المسلسل، وردت ببيان رسمي على لسان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، قال فيه إن «ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة، لا سيما أن العمل مُصنَّف كوثائقي، وليس عملًا دراميًا، الأمر الذي يتعيّن على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب».


الملصق الدعائي الأول يشير إلى أن المسلسل «وثائقي» الملصق الدعائي الأول يشير إلى أن المسلسل «وثائقي»

وتحت وطأة حملة شعبية انطلقت في مصر لمقاطعة «نتفليكس» عبر إلغاء الاشتراك فيها، خسرت المنصة 5% من سعر أسهمها، أي ما يقدر بـ 5 مليارات دولار، وسط حذر شديد على التداول في أسهم الشركة في البورصة، وذلك مع الساعات الأولى لطرح «نتفليكس» الإعلان الترويجي للمسلسل، ما دفعها إلى المراوغة بتغيير وصف مسلسل كليوباترا الوثائقي على موقع IMDB إلى «قصة خيالية لنتفليكس عن الملكة كليوباترا ملكة مصر من سلالة البطالمة من مقدونيا، اليونان».

ويرجع سبب استياء المصريين إلى ظهور بطلة المسلسل ببشرة سوداء بما يعزز من الأكذوبة التي يروج لها أنصار جماعة الأفروسنتريك التي تنسب الحضارة المصرية القديمة بكل منجزاتها إلى جذور إفريقية لا تمت لبلد الأهرامات بصلة، في سطو واضح على التاريخ، ومحاولة لتزييفه.

من جانبه، أكد وزير الآثار الأسبق، زاهي حواس، أن «المسلسل لا يمت للواقع أو التاريخ أو الآثار بِصلة، ويعد تزييفا للتاريخ والحقائق»، لافتًا في تصريحات إعلامية إلى أن صناع المسلسل أضافوا إلى إعلانه الترويجي كلمة (دراما)، ولكن عيوبه لا تزال موجودة، مشددًا على أن كليوباترا لم تكن شقراء أو سوداء، وكانت جميلة.

ويبدو أن صناع الفن في مصر تنبهوا إلى أن أفضل وسيلة للرد على نتفليكس هو استخدام لغة الفن ذاتها، فأعلنت القناة الوثائقية، بقطاع الإنتاج الوثائقي في شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بدء أعمال التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن الملكة كليوباترا السابعة Cleopatra VII، ابنة بطليموس الثاني عشر، وهي المعروفة باسم كليوباترا، آخر ملوك الأسرة البطلمية، التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر.

back to top