السودان: المكون المدني يطلب تدخلاً عربياً

حملة سعودية لمساعدة السودانيين وترقب حذر لمحادثات جدة

نشر في 07-05-2023 | 17:10
آخر تحديث 07-05-2023 | 19:24
وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان يتحدث مع سفير السودان بمصر عبدالعزيز صالح في مقر الجامعة العربية بالقاهرة (رويترز)
وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان يتحدث مع سفير السودان بمصر عبدالعزيز صالح في مقر الجامعة العربية بالقاهرة (رويترز)

في ظل ترقّب لنتائج المبادرة السعودية - الأميركية، التي وافق عليها قائد الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، تلقى الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، خطاباً من المكون المدني الموقّع على الاتفاق الإطاري يعرضون فيه وجهة نظرهم حول الدور العربي المنشود لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من 3 أسابيع.

وقبل الاجتماع التشاوري بالجامعة العربية لبحث تطورات الأوضاع بالسودان، قال المتحدث باسم الأمين العام، في بيان، إن القوى المدنية طلبت من أبوالغيط التواصل الفوري مع قيادات القوات المسلحة و»الدعم السريع»، لحثّهما على وقف القتال كأولوية رئيسية.

وشددوا على «رفض التدخلات الخارجية التي تسهم في زيادة إشعال الحرب أو توسيع رقعتها، ودعم الانتقال إلى عملية سياسية تفضي إلى اتفاق جميع الأطراف على ترتيبات دستورية جديدة تنشأ بموجبها سلطة مدنية، متوافق عليها، لتنفيذ برنامج إصلاحي خلال فترة انتقالية قصيرة تؤدي إلى انتخابات عامة. وأكدوا أهمية الحصول على الدعم الإغاثي العربي لمواجهة الكارثة الإنسانية داخل الخرطوم وخارجها.

ومع تواصُل القتال في العاصمة السودانية امتداد الفوضى الناجمة عنها إلى عدة ولايات، أخطرها في دارفور، لم يتحدّث أي طرف عن بدء هذه المحدثات في جدة ولا مضمونها، ولم يُدلِ الجيش وقوات الدعم السريع بأي معلومات عن مناقشات بين مبعوثيهما.

وأشار موقع «الجزيرة» إلى تباين الأهداف لدى طرفَي النزاع، موضحاً أن الجيش يركز في هذه الحادثات على انسحاب قوات الدعم السريع من مواقع وسط مناطق سكنية ومرافق حيوية، ووقف اتخاذها المدنيين دروعا بشرية.

أما تركيز «الدعم السريع» فينصبّ على انتقال المحادثات إلى مستوى سياسي، وتحدث قائدها حميدتي عن تمسّكه بقيام حكومة مدنية للتأسيس لتحوّلٍ ديموقراطي، بحسب قوله.

ووسط آمال كبيرة بمحادثات جدة، بعد فشل كل محاولات التهدئة، رحبت الآلية الثلاثية الدولية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة «الهيئة الحكومية للتنمية» (إيغاد)، في بيان، بالمبادرة السعودية - الأميركية، آملة أن «تسفر المحادثات التقنية بين ممثلي الطرفين في جدة عن تفاهمات تؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين الذين يجب أن تظل حمايتهم مسألة ذات أهمية قصوى».

وحذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط من أنه رغم المناشدات والهدنات السبع ومنها المبادرة العربية لم تتوقف المعارك، بل زادت صعوبة توفير المساعدات والمسارات الآمنة لعودة الجاليات.

بدوره، شدد وزير الخارجية المصري على ضرورة تنفيذ الوقف الفوري لإطلاق والالتزام به حقناً للدماء، مجدداً موقف القاهرة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان.

إلى ذلك، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان توجيهات بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة 100 مليون دولار وتنظيم حملة شعبية عبر منصة «ساهم» لمصلحة الشعب السوداني. جاء ذلك فيما تحدثت اوساط سعودية بكثير من الحذر عن إمكانية حدوث اختراق في محادثات جدة وتحولها إلى مفاوضات سلام وليس فقط محادثات لتثبيت الهدنة.

back to top