بالعربي المشرمح: التيه السياسي وعبث الساسة!!

نشر في 05-05-2023
آخر تحديث 04-05-2023 | 20:01
 محمد الرويحل

لا منطق لما يحدث ولا يمكن لعاقل أن يستوعب ما حدث، ومن المستحيل أن يفهم أو يحلل وضعنا السياسي حتى هنري كيسنجر أو حتى أعتى علماء السياسة، فواقعنا السياسي محير ومجهول الرؤى والمعالم، ونحن فيه كقوم موسى نهيم على وجوهنا دون أن نعلم إلى أين نسير، وفي حالة تيهٍ وضياع يصاحبها حالة عبث ولا مبالاة وعدم إدراك.

نعيش حالة تيه سياسي أفقدت ساستنا بوصلة العمل السياسي الرزين، وخلقت لنا ساسة لا يفقهون سوى صراع الديكة للبقاء في منصة النفوذ والسلطة والمال حتى ضاعت مصالح البلاد والعباد في زوايا هذا الصراع العبثي المدمر.

ولو نظرنا إلى حجمنا الصغير وما نملكه من مال وعقول وإمكانات لعلمنا أن مشاكلنا المتراكمة لا تندرج تحت مسمى الأزمات، فحلولها سهلة والقضاء عليها أسهل، وما يعوق ذلك هم الساسة الذين أشغلونا بصراعاتهم وقصر نظرتهم ودوافعهم الجشعة والشريرة التي لا تنصب في مصلحة الوطن أو المواطنين.

واقعنا ليس وليد اللحظة، ولم يكن مجرد حدث عابر أو مصادفة، بل هو من صنع منظومة فكرت وخططت فقط لمصالحها، وكرست جهدها للاستحواذ على النفوذ والمال من خلال بوابة العمل في السياسة التي يجهلون أبسط مبادئها وسلوكها، وخلقوا لنا ساسة وإعلاميين ومثقفين ورياضيين جدداً ليس لأي منهم علاقة بذلك، فأدخلونا في نفق التيه، فأنى اتجهنا لا نرى إلا صراعهم وفسادهم.

وقد بلغ بهم الاستهتار وعدم المبالاة بمصالح الدولة والأمة مبلغه، وبات هدفهم واضحاً، الأمر الذي يتطلب التدخل من رجالات الدولة ومؤسساتها الوطنية لتوعية المواطنين وإخراجهم من هذا التيه المظلم، وحثهم على حسن الاختيار للانتخابات القادمة لشخصيات وطنية وسياسية متزنة تراعي مصالح البلاد والعباد وتبتعد عن الصراعات العبثية المدمرة وانتشال البلد من الفوضى السياسية والعبث بمصالحه والعمل على نهضته ورفاهية شعبه.

يعني بالعربي المشرمح:

نعيش في مفترق طرق وتيهٍ سياسي مظلم وصراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل، فلا نكون أدوات لهذا الصراع فنهيم على وجوهنا ونضيع الفرصة لاختيار الطريق الذي رسمه لنا الخطاب السامي في يونيو الماضي، وأكده خطاب رمضان المنصرم، فلتتضافر الجهود ولنتعاون للخروج من هذا التيه المظلم ونختار ساستنا من رجال الدولة، وليس ذلك بصعب إن ابتعدنا عن عنصريتنا وقبليتنا وطائفيتنا، وجعل الكويت ومصلحتها نصب أعيننا لنستعيد مكانتها بين الأمم ونعيد لها لمعانها في التقدم والتطور كما كانت قبل زمن التيه السياسي وعبث الساسة.

back to top