سمير غانم

نشر في 30-04-2023
آخر تحديث 29-04-2023 | 19:01
 قيس الأسطى

لا أزعم أنني طبيب جراح لكن سنين العمر علمتني أن الضحك والفرح يمنعان الأمراض ويطيلان العمر، والحزن والنكد يقصران العمر ويصيبانك بأمراض القلب والضغط والسكر، لذلك من المنصف القول إن القرب من خفيفي الظل أصحاب الفكاهة أمر ضروري، والابتعاد عنهم يقصر العمر.

في ذروة جائحة كورونا خطف منا الفيروس أحد كبار فناني الكوميديا في العالم العربي ألا وهو الأستاذ سمير غانم، رحمه الله، هذا الرجل الذي امتدت سنوات عمره إلى ما يقارب الخامسة والثمانين عند مماته، استطاع أن يرسم البسمة على شفاه الملايين ممن تابعو أفلامه ومسرحياته ومسلسلاته التلفزيونية.

وأذكر ويذكر معي بعض الأصدقاء أنه كلما اشتدت علينا الهموم أخرجنا بعض أشرطة الفيديو المسجلة التي كانت تتضمن مسرحيات كـ«المتزوجون» أو «أهلا يا دكتور»، أو «فارس بني خيبان»، والأمر ينبطق على أجمل أفلامه مثل «محطة الأنس» أو «الغشيم»، أو «424».

رحم الله سمير غانم مثل لنا صيدلية متنقلة كانت تساعدنا في تجاوز الهموم والأمراض في مكان من العالم يسفه العاملين في الكوميديا ويقلل من شأنهم تحت ذريعة أنهم سطحيون وفاشلون.

عن نفسي بكل تواضع أرى أن فناني الكوميديا بشكل عام وسمير غانم بشكل خاص أفضل من كل السياسيين على مختلف درجاتهم بكل العالم العربي، لأن سمير ورفاقه رسموا البسمة على شفاهنا في حين قام السياسيون بسرقتنا وغسل أموالنا والضحك علينا بل بالتمثيل علينا من خلال رفع شعارات كاذبة لكي يحصلوا على أصواتنا.

أكرر الدعوة بالغفران للفنان سمير غانم، فقد كان أحد عباقرة عصره، وأرى أنه كان من أهم خمس شخصيات عربية في الستين عاماً الماضية.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

back to top