مستوى الخطاب
أول العمود: رُفع أذان المغرب في كاتدرائية مانشستر، وأقيم إفطار للصائمين في كنيسة اللاتين في الأردن... في الكويت أزيل إعلان عيد الفصح من أحد المحال التجارية.
***
حفلت الساحة الكويتية في السنوات القليلة الأخيرة بنمط من الخطابات العامة تعكس انحداراً مخيفاً في عقليات متسيِّدي الساحة السياسية من برلمان أو بعض الجمعيات والنقابات المهنية، وهذا الانحدار ليس «فِطراً» ينبت هكذا، بل هو انعكاس للحالة العامة لشكل الإدارة.
العقلاء يتساءلون: إن كان لدينا دستور وقوانين نحتكم إليها ونتباهى بها أمام الجيران فلماذا بذاءة اللسان، واستصغار بعض الناس بعضاً، واستسهال أسلوب التهكم؟ هل بتنا في زاوية اللا مشروع واللا هدف واللا اتفاق واللا أخلاق؟!
من أين أتى هذا السلوك؟ ومن هم الذين يرعونه ويقدمون هذه النماذج الساقطة للتحدث باسم الشعب تارة وباسم العدالة والحقوق؟ ولماذا يخوض بعض هؤلاء في مواضيع وقضايا وملفات تاريخية وسياسية ويعرضون بضاعتهم البائرة والمنقوصة علماً ومعلومة؟
وبما أن الطبيعة لا تحب الفراغ، فقد مُلئ «فراغنا الكويتي» بأشباه المتعلمين والمثقفين والسياسيين الذين تسيدوا حياة الكويتيين، وبدأوا يتحدثون نيابة عنهم، وتلاقت مناصبهم مع وسائل إعلام خَرِبة جادت بها إجراءات الترخيص غير المنضبطة، فأصبحنا نواجه أسئلة مثل: ما رأيك في كلام فلان عن فلان؟!
نعيش أسوأ حالتنا السياسية والاجتماعية، والسبب فقدان المشروع العام للدولة، وانتهاك القوانين الذي تسرب من خلاله العديد من العناصر والشخصيات التافهة لتكون في الصدارة، ونكتشف بشكل شبه أسبوعي بأنهم مزورون ومرتشون، ومستغلون لوظائفهم، ولا يعترفون بقانون!