الصدر يصدّ قآني وعينه على خلافة خامنئي!

قائد «فيلق القدس» يُطلع حلفاءه العراقيين على توجهات إيران الجديدة بعد «اتفاق بكين»

نشر في 04-04-2023
آخر تحديث 03-04-2023 | 18:05
قائد التيار الصدري مقتدى الصدر
قائد التيار الصدري مقتدى الصدر

كشف مصدر رافق قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري، اللواء إسماعيل قآني، في زيارته الأخيرة للعراق، أن الأخير التقى عدداً من قادة التيارات الشيعية في بغداد بهدف توحيد «البيت الشيعي»، بينهم قائد التيار الصدري رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر الذي سحب نوابه من البرلمان منذ تشكيل حكومة جديدة.

وقال المصدر إن قآني طلب من الصدر العودة إلى المشهد السياسي العراقي والتعامل مع باقي المجموعات السياسية الشيعية، إلا أن الأخير أصرّ على اعتزال العمل السياسي، وأبلغ المسؤول الإيراني أنه ينوي السفر إلى قم قريباً للتركيز على متابعة دراساته الحوزوية.

وأضاف أن قآني خرج من اللقاء بانطباع مفاده أن الصدر يفضل أن يصبح مرجعاً دينياً في العالم الشيعي بدلاً من أن يكون مرجعاً سياسياً في العراق، وأنه يفكر أن يكون أرفع شخصية شيعية بعد وفاة المرشد الإيراني علي خامنئي والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.

وكشف أن قآني فهم من الصدر أنه ربما يسعى إلى خلافة خامنئي نفسه، إذ إنه حسب الدستور الإيراني والقوانين المتعلقة بانتخاب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، فإن المرشد لا يحتاج أن يكون إيراني الجنسية لأنه مرشد الثورة الإسلامية، وبحسب هذه الأيديولوجيا، فإن الثورة الإسلامية شمولية تشمل كل العالم الإسلامي لا إيران فقط.

يُذكر أن المرجع الشيعي اللبناني الراحل محمد حسين فضل الله، الذي كان يعتبر الزعيم الروحي لـ «حزب الله» اللبناني، رفض بعد وفاة المرشد الأعلى الإيراني مؤسس الثورة الإسلامية روح الله الخميني في 1989، مبايعة المرشد الحالي علي خامنئي لمرتبة الولي الفقيه، لأنه كان يعتبر نفسه الأصلح لتولي هذا المنصب حسب أيديولوجيا الثورة الإسلامية، وتحوّل هذا الأمر إلى خلاف بين إيران وفضل الله الذي ما لبث أن ابتعد عن «حزب الله» الذي بايع خامنئي، حتى آخر أيام حياته.

وذكر المصدر أن الصدر رفض كذلك مبادرة من قآني لجمعه مع خصمه الأول رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مما دفع المسؤول الإيراني إلى ممازحته، قائلاً إن السعودية وإيران تصالحتا، وأنت ترفض مصالحة المالكي؟

ولفت إلى أنه رغم تأكيدات الصدر أنه لن يشارك في الحياة السياسية، فقد سمع قآني من باقي الفصائل تأكيدات أن التيار الصدري يعد العدة للمشاركة في الانتخابات المقبلة.

وأوضح أن أحد الأهداف الأساسية لزيارة قآني للعراق كان التوسط لحل الخلافات بين التيارات الشيعية عموماً، وبشكل خاص الخلافات بين الفصائل الموالية لطهران التي تعيش تشرذماً غير مسبوق، ووصل إلى مرحلة التصادم السياسي والإعلامي، مضيفاً أن طهران تتخوف من أن تتطور هذه الخلافات إلى تصادم عسكري.

وقال إن الخلافات بين بعض هذه الفصائل وصلت الى درجة أن هؤلاء يرسلون رسائل تخريبية ضد بعضهم إلى خامنئي مباشرة، ما دفع الأخير إلى إيفاد قآني لبغداد للاطلاع على الأمور عن كثب.

وأشار المصدر إلى أن هدفاً آخر لا يقل أهمية لزيارة قآني يتمثل في إطلاع حلفاء إيران على الوضع الجديد بعد المصالحة الإيرانية ــ السعودية، والسياسات المستقبلية لطهران في المنطقة، خصوصاً أن الاتفاق بين البلدين، الذي جرى برعاية الصين، نص صراحة على ضرورة تجنب التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن هناك تغييرات في سياسة إيران لتنسجم مع الاتفاق دون أن يعني ذلك التخلي عن حلفائها.

back to top