الحديني يتبع الظلال على المياه البعيدة في ديوانه الجديد

نشر في 03-04-2023
آخر تحديث 02-04-2023 | 16:50
غلاف الديوان
غلاف الديوان

بعد فوزه كمخطوط بجائزة محمد عفيفي مطر للشعر العربي، صدر أخيراً للشاعر والأديب محمد الحديني، ديوانه «ظل يرتسم على المياه البعيدة»، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وهو الديوان الذي تحدث عنه الشاعر في حوار له مع «الجريدة» قبل عامين، كأحد مشروعاته المقبلة، وفازت مخطوطة الديوان بجائزة محمد عفيفي مطر للشعر العربي العام الماضي.

وقال الحديني عن ديوانه، «كان قصائد متفرقة تحمل أحلاما ورؤى»، وكان يتمنى ظهورها في ديوان وضع له عنوانا مبدئيا، وهو «ظلٌ يرتسم على المياه البعيدة»، وظل يتبع أمنيته حتى صدر أخيرا.

والديوان هو الثاني للحديني بعد «أوركسترا تعزف لحنًا صامتًا» الذي صدر عام 2019، وله ثلاث مجموعات قصصية قصيرة جدًا: «خارج أضلاع الدائرة»، و»تراچيديا آدم»، و»لا أحد هناك»، والأخيرة فازت بجائزة الدولة التشجيعية في الآداب 2018.

وحاز ديوان «ظل يرتسم على المياه البعيدة»، الذي يتضمن أكثر من 50 قصيدة، تنتمي إلى الشعر الحديث احتفاء نقديا واسعا، فقال عنه الناقد والأكاديمي المصري محمد صلاح زيد: لقد اختار محمد الحديني شكلًا شعريًا حداثيًا يناسب تطور فن الشعر والحياة المعاصرة معًا، يتميز بكتابة شعرية ثرية ومتراكبة، ترسم محطات الحكي الشعري وترصد جزئيات ومعالم صوره وأبعاده الإنسانية النابعة من حياته المعاصرة.

وأضاف: إنها كتابة حول فوضوية النص الشعري، وجزء من الفوضوية التي تؤثث البنى الشعرية لديه، فتقرب القارئ من تلك النصوص التي تحكمها سلطة التغريب والألفة في بنية تقاطبية بين الداخل والخارج.

ويكتب محمد الحديني، القصة والشعر، كما صدر له العديد من الأعمال في مجال الترجمة ومنها: ترجمة المجموعة القصصية «المتجول في الأحلام»، وهي مختارات قصصية للأديب الراحل محمد عبد المنعم زهران 2021، كما شارك بقصائد بالإنكليزية في مجلدي أنطولوچيا شعراء البحر المتوسط وأنطولوچيا الشعر الإفريقي المعاصر.

كما شارك الحديني في عدة فعاليات أدبية منها: مهرجان الشعر العالمي، ومهرجان كريتيا الدولي للشعر، وعدة فعاليات ثقافية بمكتبة الأسكندرية، والمجلس الأعلى للثقافة، ومركز الإبداع، ودار المعارف، وأتيليه العرب للثقافة والفنون وغيرها.

وكانت «الجريدة» تناولت ديوانه الأول «أوركسترا تعزف لحنا صامتا»، وذكرت أنه قد كتب عنه نقاد كثر في العديد من الصحف والمجلات، منهم الأكاديمي والناقد المغربي د. مسلك ميمون، الذي قال عنه: «قصائد الديوان فيها الكثير من صور ورواء الشعر، الكامن في بنياتها النثرية الفنية، الشيء الذي أضفى عليها كثافة لغوية، فعم الجَرس والإيقاع الداخلي للكلمات والتعابير، معوضاً الوزن العروضي. كل القصائد تبدو كأنها ضرب من التهجين الكتابي بين الشعر والسرد والنثر الفني تحكمه وتنتظمه بنيات دلالية مختلفة، ومفارقات تضادية ناجمة عن الثنائية اللغوية».

وأضاف: «مع تعدد الصيغ واختلافها، والمرونة وحسن التخلص، والاستفادة من روح وحجم الشعر الإنكليزي، وخاصة السوناتة الصغيرة، التي لا تتجاوز أبياتها 12 بيتاً فما أقل... ديوان أوركسترا يعزف لحنا صامتا شعر يغري بالقراءة، كما يغري بمشاركة الشاعر غنى مشاعره، ورؤاه، وأحلامه التي يبدو من خلال القصائد أنها دون ضفاف تتدفق كشلال هادر».

ومن قصائد ديوان «ظل يرتسم على المياه البعيدة»:

أيُّها الطَّريقُ الجاحدُ

توقَّفْ، واعطِ فُرصةً

للرَّجلِ الَّذي يعدو كي يستديرَ إلى الخلفِ

ليلملمَ خلاياهُ المُتساقطةَ،

ويرتِّقَ ثُقوبَ جيوبِهِ،

ويبحثَ عَنْ آثارِ قدميهِ التائهةِ

ورُبَّما أيضًا ليسألَ سُلحفاةً صادفَهَا

عَنْ سِرِّ نظرةِ الشَّفقةِ الَّتي كانتْ تملأُ عينيها.

back to top