عادل أدهم... برنس السينما تهزمه مفاجأة صادمة

• اكتشف أن له ابن في اليونان عمره 25 سنة لكنه رفض الاعتراف به كأب!

نشر في 02-04-2023
آخر تحديث 01-04-2023 | 16:20
حقّق الفنان المصري عادل أدهم نجاحًا كبيرًا على الشاشة، وأُطلِق عليه ألقاب عِدة أبرزها «برنس السينما المصرية» و»شرير الشاشة» و»الممثل ذو الألف وجه». وتعددت مواهبه بين الرقص والتمثيل والرياضة، وامتد مشواره الفني لنحو أربعة عقود، وانطوت حياته الخاصة على قدر كبير من الأسرار، ورحل الممثل ذو الألف وجه يوم 9 فبراير 1996، وكان عمره وقتها 68 عامًا. تألق الفنان عادل أدهم في مختلف الألوان الدرامية، وقدّم حوالي 85 فيلمًا، أبرزها "السمان والخريف" (1967)، إخراج حسام الدين مصطفى، و"طائر الليل الحزين" (1977) للمخرج يحيى العلمي، و"الشيطان يعظ" (1981)، و"المجهول" (1984)، إخراج أشرف فهمي، و"سوبر ماركت" إخراج محمد خان، و"سواق الهانم" (1994)، إخراج حسن إبراهيم، وآخر أعماله "علاقات مشبوهة" (1996) إخراج عادل الأعصر. واستطاع النجم المصري أن يغزو السينما العالمبة، حين شارك في الفيلم الإيطالي "فلات فوت" (1980)، وصُوِّرت مشاهده بين القاهرة وروما، ودارت قصته في إطار من "الأكشن"، وشارك في بطولته فيتا نتينو وإستو كارلوني، وأخرجه ستينو.
حصل عادل أدهم على جوائز عدة، منها شهادة تقدير من الهيئة العامة للسينما، ومن الجمعية المصرية لكتَّاب ونقَّاد السينما، وكذلك من الجمعية المصرية لفن السينما. وفي عام 1985 حصل على جائزة في مهرجان الفيلم العربي بلوس أنجلوس في أميركا، وكُرِّم في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عام 1994، والمهرجان القومي الثاني للأفلام المصرية عام 1996.

سحر الشاشة

وُلِد عادل أدهم في 8 مارس 1928، بمدينة الإسكندرية الساحلية، ونشأ في أسرة ثرية، فوالده محمد حسن أدهم كان موظفًا في الحكومة وذا مكانة مرموقة، ووالدته خديجة هانم تاكوش من أصول تركية، ولذا حمل الجنسية المصرية والتركية، وأجاد العديد من اللغات، منها الفرنسية والإنجليزية والتركية والإسبانية.

وقد تعلَّق بالرياضة في وقت مبكر، ومارس ألعاب القوى والجمباز والملاكمة والسباحة، وتميز برشاقته وأناقته بارتداء الثياب الفاخرة، وجذبه سحر الشاشة، ليرتاد دور السينما بالإسكندرية، وشاهد أفلام نجوم السينما الهوليوودية في الأربعينيات، مثل كلارك جيبل وجيمس ستيوارت وجيمس ماسون وسبنسر تراسي وغيرهم.

وفي بداية شبابه قرّر السفر إلى القاهرة، ودخول مجال التمثيل، وطرق أبواب استوديوهات السينما، وتلقى أول صدمة قاسية في بداية مشواره، عندما شاهده المخرج والنجم أنور وجدي وقال له: “أنت لا تصلح إلا أن تمثل أمام المرآة”، وأشركه كراقص في استعراضات فيلم “ليلي بنت الفقراء” (1945) بطولة ليلى مراد وبشارة واكيم.

بدأ حياته الفنية راقصًا في فيلم «البيت الكبير»

البيت الكبير

واقتنع أدهم بنصيحة أنور وجدي، وظهر بدور راقص في فيلم “البيت الكبير” (1949) مع المخرج أحمد كامل مرسي والنجوم سليمان نجيب وأمينة رزق وتحية كاريوكا وعماد حمدي. وفي العام التالي، شارك أيضًا كراقص في فيلم “ماكنش عالبال” إخراج حسن رمزي، وبطولة كمال الشناوي وراقية إبراهيم، وإسماعيل يس وسراج منير وعبدالوارث عسر.

وتوقف الراقص عن العمل في السينما، واتجه إلى سوق بورصة القطن، وأصبح أشهر خبير في بورصة الإسكندرية، ولكنه ترك أيضًا مجال البورصة وفكر في السفر للخارج، ووقتها التقى مصادفةً المخرج أحمد ضياء الدين، وأقنعه بالعودة للتمثيل وذلك في فيلم “هل أنا مجنونة” (1964)، أمام سميرة أحمد وكمال الشناوي وسميحة أيوب وحسين رياض.

وكادت أن تنتهي تجربته الأولى كممثل بالفشل، حين تملكه الارتباك أمام الكاميرا، واضطر المخرج لإعادة المشهد أكثر من مرة، وتدخل الفنان كمال الشناوي، وطلب من ضياء الدين أن يعتبر المشهد بروفة، وحاول تهدئة أدهم، وأستأنف الأخير التمثيل بأداء جيد، واجتاز أصعب اختبار في مشواره الفني.

وتراجع أدهم عن السفر، وبدأ انطلاقته في سينما الستينيات، وقدَّم نحو 19 فيلمًا، وارتفع المؤشر في السبعينيات إلى 37 فيلمًا، وخلال الثمانينيات قدّم 30 فيلمًا، وفي التسعينيات شارك في ستة أفلام فقط.

الممثل المبتدئ يتجه إلى تجارة القطن بعد «ماكانش عالبال»

مأساة أب

مر الفنان عادل أدهم في شبابه بتجربة مأساوية، حين حُرم من الأبوة لسنواتٍ طويلة، واكتشف فجأة أن لديه ابن عمره تجاوز العشرين عامًا، ويقيم في اليونان، ليذهب إليه، ولكن نجله رفض الاعتراف به كأب، ووقع عليه هذا التصرف كالصاعقة، وأصابه بأزمة نقسية شديدة تسببت في هزيمة روحه حتى بقية عمره.

وبدأت فصول تلك المأساة في الإسكندرية، حين تعرَّف أدهم على سيدة يونانية تُدعى ديميترا، وتوطدت علاقته بها ووافقت على الارتباط به، لكن الخلافات بينهما تطورت وكان يعنفها ويضربها، فاضطرت للهرب إلى اليونان وهي حامل في شهرها الثالث، وتقدّم بعد أسبوع ببلاغ إلى قسم شرطة الرمل للبحث عنها.

وبعد مرور 25 عامًا من هروب ديميترا، اتصلت إحدى صديقاتها بعادل أدهم لتبلغه أن له ابن من ديميترا يشبهه تمامًا، فسافر إلى اليونان واتصل بزوحته السابقة، واكتشف أنها تزوجت من مصوِّر فوتوغرافي يوناني، واستقبلته في منزلها.

وطلب منها أدهم أن يرى ابنه، لكنها نصحته بألا يفعل ذلك، إلا أن زوجها خالفها الرأي وأخبره بمحل إقامته، وكان الابن يمتلك مطعمًا في اليونان افتتحه له زوج أمه، فذهب النجم المصري إلى هناك على الفور، وعندما شاهده وجد نفسه وكأنه ينظر في مرآة للتشابه الشديد بينهما!

حاول أدهم أن يضم ابنه إلى حضنه، لكنه ابتعد عنه رافضًا الحقيقة التي أخبره بها، وعاتب والده بقسوة على عدم السؤال عنه طوال هذه السنوات، وجلس في المطعم ليتأمل هذا الابن الذي لطالما أراده، وأخبره أن والده الحقيقي هو المكتوب في بطاقته، وهو زوج أمه الذي رباه وساعده على الحياة، رافضًا كل الإغراءات التي قدّمها له من مال وشهرة.

أصيب عادل أدهم بصدمة كبيرة وقبل أن يعود إلى مصر، طلبت منه زوجته أن يطلقها لأنه لم يكن قد فعل ذلك بعد هروبها، وظلت أمنية برنس السينما المصرية أن يرى ابنه مرة أخرى قبل رحيله، ويدرك حقيقة خلافاته مع والدته ديميترا، لكن القدر لم يمهله حتى يحقق تلك الأمنية.

عاشق السينما يتلقى صدمة قاسية من المخرج أنور وجدي

الزوج الفنان

اعترف أدهم، أنه عاش قصص حب كثيرة مع حوالي 10 نساء، ورغم ذلك لم يتزوج سوى مرتين، الأولى في شبابه، والثانية بعد أن تقدّم به العمر، والغريب في قصة زواجه الثاني من سيدة تُدعى لمياء السحراوي، أنها هي التي طلبت يده للزواج، وكان عمرها وقتذاك 17 عامًا فقط، وعاشت معه حتى رحيله.

واعتبر الفنان الكبير أن الزواج أمر طبيعي، ولا بُد أن يكون للبيت ملكة، والفنان المحظوظ هو الذي يجد الزوجة التي تتحمل أن تعيش معه، فهذا الأمر ليس سهلًا بل بالغ الصعوبة، ولكن مع الوقت تتأقلم الزوجة وتُقدِّر ظروف زوجها، مثل النسيان الدائم للمناسبات الشخصية والأسرية.

وذكر في مقابلة تلفزيونية، أنه تعامل مع الحب بعظمة، حتى إن كانت قصص الحب تموت كما يموت كل شيء في الحياة، لكن يبقى شيء خاص جدًا أنه لا يبوح بأسماء هؤلاء اللواتي أحببهن، وكانت له معهن صولات وجولات، حيث يتساوى عنده من أحبها بِمَنْ تزوجها فكل هذه الأسماء أسرار ستبقى في رأسه ولا يعلمها أحد.


الشرير المحبوب

برع الفنان عادل أدهم في أدوار الشر، وجذب المشاهدين بصدق أدائه وحسه الفني المرهف، لكنه رفض اختزال مسيرته في شخصية الشرير، لأن المجال يتسع لنوعية أخرى من الأنماط الإنسانية، منها دور الضابط عزالدين في “رجل بمعنى الكلمة” (1978)، ودور الخادم الأخرس في فيلم “المجهول” (1984)، ودور القاضي كمال عزت في فيلم “رجل لهذا الزمان” (1986).



واعترف الشرير المحبوب، أنه أحب هذه الشخصية المكروهة، وللأسف فإن نقاد كُثُر مازلوا يسمونها أدوار الشر، بل هي أنماط لأشخاص وأنه ضمن مجموعة فنانين تؤدي هذه الأدوار، ويستغرق وقتًا طويلًا لكي يتخلص من سيطرة الشخصية عليه، لذلك يلتمس العذر لمَنْ يعايشون الممثل، لأنه في معظم الأوقات يكون نصفه موجودًا وحاضرًا، أما النصف الآخر فهو مشغول دائمًا.

وبعيدًا عن قناع الشر، اتسمت شخصية عادل أدهم بجانبها العاطفي، والكثير من الأشياء والمواقف كانت تؤثر في نفسه إلى درجة البكاء، كأن يرى شخصين لا يعرفهما وهما يودعان بعضهما، وأيضًا تبكيه مشاهد الأمومة والصدق والطيبة والإنسانية وحتى مشاهد الحيوانات الضعيفة.

كمال الشناوي ينقذ الممثل الثانوي من الارتباك أمام الكاميرا

المشهد الأخير

وقد تعرّض أدهم لمتاعب صحية خلال تصوير مشاهد فيلمه الأخير “علاقات مشبوهة” (1996)، أمام الفنان الراحل سمير صبري، ووقتها نصحه الأطباء بالسفر إلى فرنسا لتلقي العلاج، من دون الكشف عن حالته الصحية.

وسرد الفنان سمير صبري تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة عادل أدهم، حيث أوضح أنه أثناء الاستعداد للتصوير جرى تقليص عدد ساعات عمله لساعتين يوميًا فقط، ورافقه بعدها إلى باريس في رحلة علاجه ووقتها تم إيداعه في جناح لونه بمبي، وذلك مراعاة لحالة المرضى النفسية، خاصة أن حالتهم تكون متأخرة.

وقتها طلب برنس السينما المصرية أن يأكل “أبو فروة” (الكستناء)، وبحث سمير عنه إلى أن وجده، وعندما عاد إليه وجد عادل نائمًا فعرضت الممرضة عليه أن تحتفظ بالكستناء وتقدمه له في صباح اليوم التالي. ووفق سمير صبري فإن عادل أدهم بقي إلى آخر لحظة متماسكًا، كما أنه كان متقبلًا لمرضه بالسرطان بشجاعة كبيرة، ولم يكن يصعب عليه أنه سيفارق الحياة.

ويظل الفنان الراحل عادل أدهم حالة فريدة في تاريخ السينما المصرية عبر أدوار برع في أدائها واستطاع أن يحجز مكانه في الكثير من الأعمال التي اعتُبِرت من أهم الأفلام العربية.

الشاب الثري يتقدم ببلاغ إلى الشرطة ضد زوجته الهاربة

الشرير يكشف سر خوف فؤاد المهندس من الكاميرا

شارك شرير الشاشة عادل أدهم في فيلم “أخطر رجل في العالم” (1967)، أمام فؤاد المهندس وشويكار وسهير البابلي، ودارت في كواليس الفيلم مواقف جمعته بنجم الكوميديا، واعتبر هذا العمل البداية الحقيقية لمشواره السينمائي.

وفي لقاء تلفزيوني جمعه بالإعلامي مفيد فوزي، قال أدهم: “أوائل أعمالي في السينما كانت مع الأستاذ فؤاد المهندس، وكانت مشاركتي من النوع (الكوميدي فارس) بفيلم (أخطر رجل في العالم)، ويوجد فيلم آخر هو (جناب السفير)”.

ووصف أدهم، فؤاد المهندس بأنه إنسان مليء بالحب وصاحب “نفس طويل” وكان عاشقًا لعمله ومعطاء لكل من حوله، وكان يضحك كثيرًا حينما كان يعمل معه.

وكشف أحد أسرار عمله مع فؤاد المهندس قائلًا: “كان يخاف من كاميرات السينما، ونحن جميعًا كفنانين نخاف من كاميرات السينما بسبب الخوف الفني وقلق الفنان”.

حكاية شاب كندي منحه شهادة تقدير

روى الفنان عادل أدهم، في لقاء نادر أذاعته فضائية “ماسبيرو زمان”، قصة شاب كندي نال إعجابه خلال تصويره فيلمًا في كندا، وجاءت تلك القصة التي رواها أدهم، خلال لقاء نادر له ببرنامج “حوار صريح جدًا” مع الإعلامية منى الحسيني، إذ قال إنه يريد إعطاء شهادة تقدير لشخص كندي أثر فيه بشكل كبير، وذلك في معرض إجابته عن سؤال: “لو أنك تمتلك شهادة تقدير فلمن تعطها؟”.

وقال أدهم إنه ذات يوم ذهب مع فريق العمل عند إحدى البحيرات، ونادى المخرج عليهم، وعندها ألقى شخص مصري بعُقب سيجارة على شاطئ البحيرة، وفوجئ أدهم بشاب كندي يعمل كهربائيًا خلع ملابسه وقفز في المياه وظل يسبح حتى وصل إلى السيجارة وعاد بها، وكانت درجة الحرارة 10 مئوية، والطقس شديد البرودة.

وأضاف: “الشخص الكندي قال لزميلنا المصري: “لقد أعطانا الله هذه المياه نظيفة.. فهل جئت لبلدنا لتلوثها أم لتشرب منها معنا؟”، وتابع أدهم: “لم نشعر أن زميلنا أذنب إلا بعد ردة فعل الشاب الكندي، واحترمناه وصالحناه وأقمنا له حفلة حتى يهدأ”.

صورة نادرة له مع زوجته اليونانية ديميترا صورة نادرة له مع زوجته اليونانية ديميترا

لقاء عاصف بين الابن اليوناني ووالده الفنان الشهير

صفعات متبادلة تطرح سهير رمزي أرضًا

حكت النجمة سهير رمزي في لقاء تلفزيوني قصة طريفة مع الفنان الراحل عادل أدهم، خلال تصويرهما فيلم “المذنبون” عام 1975، قصة نجيب محفوظ وإخراج سعيد مرزوق، وهو من الأعمال المثيرة للجدل، التي تعرضت للصدام مع الرقابة.

وقالت إنها تربطها صداقة وثيقة بالفنان عادل أدهم، وجمعتهما بطولة عدة أفلام قبل “المذنبون”، لكن هذا الفيلم كان تجربة مختلفة مغايرة، وقبل تصوير أحد المشاهد، أخبرها المخرج سعيد مرزوق أنها ستصفع عادل أدهم على وجهه وهو سيقابلها بالصفعات.

وهذا الوضع لم يكن غريبًا على النجمة, وفعلت ذلك مع ممثلين آخرين, مثل حسين فهمي ومحمود ياسين ونور الشريف, وكانوا يتفقون قبل الشروع في تصوير المشهد، فالضرب على الوجه يكون باتفاق مسبق بينهم، وعندما يلمس الفنان وجهها, تشيح به بعيدًا حتي لا تصبح الضربة موجعة, ولكن عادل أدهم لم يقم بذلك!

وبدأ تصوير المشهد، وعندما جاء توقيت الصفعة فوجئت سهير رمزي بعادل أدهم يصفعها على وجهها بقوة حتى طاح رمش عينها الاصطناعي ووقعت على الأرض, ولم تشعر بنفسها للحظات، واضطرت للنهوض مرة أخرى، وقامت بإعادة لصق رموشها, ثم استعدت لكي ترد لعادل أدهم الصاع صاعين. وبالفعل صفعته سهير رمزي خلال وصلة التصوير بشدة واعتذر لها أدهم وبكى بكاءً حارًا من شدة ضربه لها، بينما هي لم تستطع تقبل اعتذاره من شدة الألم.

back to top