اضطرابات الأسواق تعيد إلى الأذهان الأزمة المالية العالمية في 2008

نشر في 27-03-2023 | 18:51
آخر تحديث 28-03-2023 | 17:06
 بنك فيرست سيتيزنز بانكشيرز
بنك فيرست سيتيزنز بانكشيرز

قال تقرير اقتصادي متخصص اليوم الإثنين إن الاضطرابات التي تشهدها أسواق الأسهم والسلع خلال الأسابيع القليلة الماضية تُعيد إلى الأذهان الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالمستثمرين في 2008 لا سيما بعد الصدمة التي عاشتها الأسواق بعد إفلاس بنك «سيليكون فالي» الأميركي وتعثر بنك «كريدي سويس» السويسري.

وأضاف التقرير الدولي الصادر من مجموعة «ساكسو بنك» المصرفية الاستثمارية أن هناك «اضطرابات ومشاكل» في مختلف الأسواق العالمية وفي مقدمتها أسواق السندات التي تمثل حلقة الوصل والربط بين مختلف مكونات السوق مروراً بتغيير جذري للمسار المستقبلي لارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وازدياد الطلب على الملاذ الآمن وهو الذهب.

ولفت التقرير إلى سرعة استجابة المعدن الأصفر للتطورات التي حدثت خلال الشهر الجاري حيث ارتفعت تداولاته بأكثر من 9% خلال الشهر الجاري، مؤكداً أن الارتفاع الأخير يعزز زيادة الأسعار في الأشهر المقبلة مع استمرار المخاوف «وهلع المستثمرين» حول متانة المؤسسات المالية العالمية وتراجع أسعار النفط والغاز.

وأشار إلى وجود عوامل عديدة ساهمت في دعم الذهب والفضة أهمها تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية بنسبة 3.5% مع انخفاض عائدات السندات الحكومية الأمريكية المستحقة بعد عامين بواقع 110 نقطة أساس حيث أسفرت هذه «التغييرات التاريخية» عن اتجاهات قوية لشراء الذهب من قبل صناديق التحوط العالمية والمستثمرين المتخوفين من التقلبات الحادة في قطاع البنوك العالمي.



وبيّن أن الاقتصاد العالمي يمر حالياً بهزات ارتدادية جراء الأزمة المصرفية التي عصفت بالأسواق خلال الشهر الجاري، لافتاً إلى أن قطاع الطاقة على وجه التحديد تأثر بشكل كبير لتتراجع تداولات نفط خام «غرب تكساس الوسيط» وخام برنت بأكثر من 10% بالتزامن مع خسارة الغاز الطبيعي لحوالي 20% من قيمته.

وقال إن أسواق النفط تأثرت إلى حد كبير بالتطورات الحاصلة على مدى الأسابيع السابقة لانهيار بنك «سيليكون فالي» الأميركي ما أسفر عن تراجع أسعار العقود الآجلة ودفع المضاربين إلى الحد من تعاملاتهم قصيرة الأجل مع تجميع عقود الشراء طويلة الأجل.

وأضاف التقرير إن المضاربين في السوق النفطية باعوا خلال الأسبوع المنتهي في 14 مارس الماضي حوالي 117 ألف عقد أجل للنفط الخام أي ما يُعادل 117 مليون برميل مما يمثل واحداً من أكثر ثلاث حالات تراجع أسبوعية شهدتها الأسواق منذ عام 2017، مؤكداً أن أسواق النفط تُعاني حالياً من زيادة العرض وانخفاض في الطلب إلى جانب ارتفاع المخزونات إلى أعلى مستوياتها منذ 18 شهراً.

وكشف التقرير عن تراجع مستمر في أسعار الغاز الطبيعي الذي يعتبر من أهم مصادر الطاقة في العالم إذ انخفضت أسعار غاز «هنري هوب» الطبيعي الأمريكي إلى أدنى مستوياتها منذ 30 شهراً عند حوالي 2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مع تراجع بحوالي 80% عن مستوى الذروة عند 10 دولارات المسجلة في شهر أغسطس من العام الماضي.

وأكد تقرير «ساكسو بانك» أن كل تلك التطورات تُعيد إلى الأذهان واقع الاقتصاد العالمي قبيل الأزمة المالية العالمية عام 2008 وتُعيد المخاوف من تعثر بنوك جديدة وعدم قدرتها في سداد الديون لا سيما بعد ما تلقى «دويتشه بنك» الألماني «ضربة كبيرة» في كلفة التأمين على الودائع أدت إلى انخفاض أسهمه بنسبة 15% في ثلاث أيام فقط.



back to top