حسين دشتي يختزل مشواره في «أرجوحة حياتي»

أصدر البروفيسور حسين محمد دشتي كتاباً ضخماً بعنوان «أرجوحة حياتي»، وفيه يتناول حياته الاجتماعية ومسيرته العلمية المرصعة بالخبرات والإنجازات.

وفي مقدمة الإصدار كتب دشتي: «هناك فكرة في مخيّلة كل إنسان تتحول تلقائيا إلى صورة معبّرة عن واقع الفرد وحياته، وقد كانت تلك الفكرة تراودني سنوات عدة، وهي عبارة عن مراحل حياتي مذ كنت طفلا إلى أن أصبحت كهلا وشيخا، أسطر خلالها المراحل الزمنية وتجربتي في الحياة من فرح وحزن، ضحك وبكاء، لقاء وفراق، حلوها ومرّها، عافيتها وسقمها، حبّها وكرهها، صداقتها وعداوتها، غناها وفقرها، سعادتها وشقائها، فقد كانت كلّها أشبه بأرجوحة في حياتي، أنتقل في كل لحظة من حال إلى حال».

وتابع: «لقد اكتشفت خلال العقود السبعة الماضية أننا يوميا ندخل من باب ونخرج من باب آخر، نستفيد أحيانا ونفشل في أحيان كثيرة، وتأتي النتيجة دائما أننا لا نزال نتعلم. أحاول في هذا الكتاب أن أبيّن واقع حياتي من خلال السنوات الخمس والسبعين الماضية من عمري، فقد قسمت مراحل حياتي إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول من مرحلة طفولتي إلى ما قبل بلوغي سن الثلاثين، والثاني، ما قبل الخمسين من عمري، والثالث، ما بعد الخمسين، محاولا قدر الإمكان أن أدمج المراحل كلها في مرحلة واحدة لكي تأتي الأحداث بالتسلسل الزمني، ولكي أجعل الكتاب مشوقا، عرضت صورا ومستندات كثيرة توفّر على القارئ معرفة الوقائع بأسلوب سهل وشيّق».

حاولت قدر الإمكان تدوين بعض لحظات حياتي في فترات مختلفة من عمري

مراجع ومصادر

وحول المراجع التي استعان بها لإصدار هذا الكتاب، قال: «وقد استعنت في تنوير هذا الكتاب بمراجع ومصادر كثيرة، سواء من الصحف الكويتية ومجلة العربي، ومن ويكيبيديا، وخصصت فصلا خاصا عن أصدقائي وزملائي، والذين عاصرتهم منذ أيام الطفولة، مرورا بالحياة الأكاديمية».

وأضاف: «حاولت قدر الإمكان أن أدون بعضا من لحظات حياتي في فترات مختلفة من عمري، وسوف يلاحظ القارئ الكريم أن تركيزي في محتويات الكتاب ينصبّ على حياتي المهنية، سواء في الصحة أو في الحياة الأكاديمية، وستجد - عزيزي القارئ - أن معظم الصور والمستندات تحاكي مسرة حياتي بعد حصولي على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة عام 1975 من جامعة مومباي (وقد كان اسم المدينة بومباي حتى تم تغييره عام 1995).

وأود هنا أن أشكر السيد أسد محمد حسن الموسوي (أبو أيمن)، لتزويدي بمجموعة من المقالات عن حياة ناظر المدرسة الجعفرية، فله منّي جزيل الشكر والامتنان، كما أشكر جميع الإخوان والزملاء على مساعدتي، وأخص بالذكر أبنائي وابن أخي د. علي دشتي لمراجعة الكتاب».

وفي الإصدار يقدّم دشتي ملمحاً عن ولادته ونشأنه، ويقول ضمن هذا الإطار: «ولدت لعائلة ملتزمة دينيا عام 1948 في منطقة الشرق بمدينة الكويت، حيث كان منزلنا يقع في حي الشرق، بالمنطقة الشرقية من المدينة، وفيه دائرة التلغراف ودار المعتمد البريطاني وسينما الشرقية، وكان هناك ملعب، على ما أذكر كان يحمل اسم ملعب النمر لكرة القدم.

كنت أذهب مشيا على الأقدام لأشاهد مباريات كرة القدم، وكان أخي عبدالرحمن يلعب في فريق الوحدة آنذاك، كنت منبهرا بطريقة وأسلوب لعبه، وكان بالقرب من الملعب القنصلية البريطانية وقصر الشيخ خزعل وقصر دسمان، أما دوار بركة الماء في منطقة الشرق فكان بالقرب من المستشفى الأميري من جهة الجنوب، وكان قريبا جدا من منزلنا.

كان منزلنا في سكّة (ممر) متعرج، وبجانبه كان بيت كمال وبيت عبدالله الصراف وبيت حمزة عباس، وفي الطرف الآخر وفي الشارع الرئيس كان منزل المرحوم حمزة السلمان، وبجانبه منزل عبدالله دشتي، وكان منزل السلمان ملاصقا لمنزل دشتي، الذي أصبح بعد ذلك ملحقا للمدرسة الوطنية الجعفرية».

واستطرد في الحديث عن البدايات، فقال: «تربّينا وعشنا في بداية حياتنا بمنطقة الشرق. كنت وأصدقائي نلعب وندرس معا، نذهب لمشاهدة الأفلام، ومازلت محافظا على إخوتي وصداقتي كصديق العمر د. صادق، حيث درس في المدرسة الجعفرية ولم يحالفه الحظ في اللغة الفارسية، فانتقل على أثرها إلى مدرسة الصباح، وبعد ذلك إلى المدرسة المباركية، ثم ثانوية الشويخ والتحق بجامعة الكويت وتخرّج في كلية الآداب (جغرافيا وآداب) عام 1973، وقد حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة التونسية تخصص اجتماع عام 1989.

محتويات الكتاب تنصبّ على حياتي المهنية سواء في الصحة أو في الحياة الأكاديمية

وتابع: «وقد تدرّج في التدريس والعمل الإداري، فأصبح وكيلا لثانوية حولي عام 1978 ثم ناظرا لمدرسة حولي الثانوية، وتقلّد إدارة المدارس الثانوية في مختلف مناطق الكويت، ثانوية الرميثية، وثانوية فلسطين، وثانوية عبدالله السالم، وثانوية الأحمد، وثانوية فرحان الخالد، حتى تقاعده عام 1994، حیث شهد تخرّج دفعات من أبناء الكویت، منهم من برز في مجال الطب، وآخرون في مجال العلوم والهندسة، إضافة الى نخبة من السیاسیین بعضهم تبوأوا مراكز مرموقة، وأصبح بعض منهم أعضاء في مجلس الأمة الكویتي.

وبعد مرور سبعين عاما، وبعد أن وصلنا إلى أرذل العمر قابلته بتاريخ 27/7/2022 في منزله، وأخذت بعض الصور التذكارية مع صادق الصغير. تربينا معا، كنا ندرس معا ومع بعض من أصدقاء الطفولة».

صعوبة في الحركة

وفي خاتمة الإصدار، يقول دشتي: «الآن، وقد وصلت إلى السادسة والسبعين من عمري، وقفت أرجوحة حياتي، أرجوحتي أصابها خلل لا تتحرك، أصابتها اللعنة، بدأت قواي تخونني، أجد صعوبة في الحركة، رحلتي وصلت إلى النهاية، وكما قيل قديما البعيد صار قريبا... والاثنان صارا ثلاثة... والجماعة تفرّقت... فقدت الكثيرين ممن أحب، فصرت أحنّ كثيرا لهذا التراب، ففي القلب حزن جبان وحزن جريء، كما قال الشاعر العراقي مظفر النواب.

تغيّر كل شيء في حياتي، لقد تعلمت الآن أنه لا فرق بين عالم وجاهل، الكل لديه الإحساس بالألم وبالشقاء وبالسعادة الوقتية، الجميع لديهم مشاعر، الجميع يكنّون الحب بطريقة أو بأخرى».

وتابع: «ربما حب الجاهل أكثر واقعية من حب العاقل كما نسمّيه. اقتبست الكلمات من محمد الماغوط، وتعلّمت أن جرحي لا يؤلم أحدا في الوجود غيري، وأن بكاء الناس من حولي لا يفيدني بشيء.

تعلمت أن أجمل ابتسامة هي التي ترتسم على شفتي في عزّ ألمي، وأن أثمن الدموع وأصدقها هي التي تنزل بصمت... دون أن يراها أحد.

وصلت إلى السادسة والسبعين من عمري ووقفت أرجوحة حياتي حيث أصابها خلل ولا تتحرك

تعلمت أن أفرح مع الناس، وأن أحزن وحدي، وأن دواء جراحي الوحيد هو رضائي بقدَري. تعلمت أن أعظم نجاح أن أنجح في التوفيق بين رغباتي ورغبات مَن حولي. تألمت فتعلمت، أحببت وكرهت، فرحت فحزنت، ضحكت فبكيت، ولكنني رغم كل الألم - يستطرد - عشت، وهذه خلاصة دنياي مع تجاربي، وكما قلت في بداية الكتاب إننا في هذه الحياة ندخل من باب ونخرج من باب، نستفيد أو أننا لا نستفيد، ولذلك تبقى حياتنا في شقاء.

وسبحانه وتعالى حين قال في كتابه المجيد: «لََقْد خَلْقَنا الإنساَن في كَبَد» إن الإنسان سيظل في مكابدة الدنيا وشدائدها حتى يرث الله الأرض ومن عليها».

المؤهلات العلمية

التعليم

1 - دكتوراه جامعة لوند السويد، ديسمبر 1986.

2 - BS... كلية الطب جامعة مومباي - الهند، أبريل 1975.

3 - FI.C.S. زميل كلية الجراحين الدولية في شيكاغو، الولايات المتحدة الأميركية، أكتوبر 1989.

4 - زميل كلية الجراحين الأميركية في كلية الجراحين الأميركية، شيكاغو، الولايات المتحدة الأميركية، سبتمبر 1995.

5 - R.C.S. G... زميل الكلية الملكية للجراحين/ المملكة المتحدة. يونيو 2014.

مجال التخصص

الدراسات الهيكلية والوظيفية لأمراض الكبد، مع مراجع خاصة للجوانب الجراحية (النهج السريري والتجريبي).

السجل الأكاديمي:

أ. المنصب الحالي: أستاذ ورئيس قسم الجراحة بكلية الطب، جامعة الكويت.

المناصب التي شغلها

نائب عميد كلية الطب جامعة الكويت، 8 أكتوبر 1994 إلى 1999.

أستاذ مشارك بقسم الجراحة كلية الطب، أبريل 1993 إلى 1997، جامعة الكويت.

استشاري قسم الجراحة عيادة السالمية، الكويت، أبريل 1993 حتى الآن.

رئيس قسم صحة البحوث منطقة حولي، وزارة الصحة العامة، مايو 1990.

رئيس قسم الجراحة كلية الطب، 1996 إلى 1998.

أستاذ قسم الجراحة كلية الطب جامعة الكويت، يونيو 1997.

نائب عميد كلية الطب جامعة الكويت والمالية 8 أكتوبر 1994 إلى 1999.

رئيس قسم التشريح يناير 2004 إلى ديسمبر 2007، كلية الطب جامعة الكويت.

الخبرة المهنية

أستاذ مساعد بقسم الجراحة - كلية الطب جامعة الكويت، فبراير 1988 إلى 1993.

أستاذ مشارك قسم الجراحة - كلية الطب جامعة الكويت، أبريل 1993 إلى 1997.

أستاذ بقسم الجراحة - كلية الطب جامعة الكويت، يونيو 1997.

العمل السريري في الوضع الحالي

جراح استشاري عيادة السالمية، أبريل 1993 حتى الآن.

العمل الإداري في المنصب الحالي

أ - عضو لجنة الترقيات الجامعية بجامعة الكويت 2009 إلى 2010.

ب - عضو مجلس إدارة كلية الصحة العامة 2012.

ج - رئيس لجنة ترقية مركز العلوم الصحية، جامعة الكويت 2011.

د - أمين لجنة التعيينات بمركز العلوم الصحية، جامعة الكويت 2011.

هـ - رئيس لجنة تعزيز العلوم الصحية بكلية العلوم الطبية المساعدة بجامعة الكويت 2010 إلى 2014.

و - عضو لجنة ترقية كلية الطب جامعة الكويت 2011.

ز- لجنة اختيار عميد جامعة الكويت 2011 إلى 2014.

ح - نائب عميد كلية الطب 1994 إلى 1999.

ط - عضو مجلس الكلية منذ عام 1988.

ي - الرئيس المنتخب الدولي كلية الجراحين قسم الكويت منذ عام 1993.

ك - عضو لجنة المناهج والتقييم منذ عام 1993.

ل - هيئة تحرير مجلة الجمعية الطبية الكويتية منذ عام 1993.

م - عضو لجنة فحص التوظيف بكلية الطب منذ عام 1993.

ن - رئيس المكتب الاستشاري بكلية الطب منذ عام 1995.

س - هيئة التحرير الاستشارية، مجلة التغذية سيراكيوز نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية، 1995.

ع - عضو هيئة التحرير، مجلة المبادئ والممارسات الطبية 2008 إلى 2010.

ف - محرر المجلة الطبية الكويتية 2006 إلى 2010.