دواء القوى العاملة الصحية
استوقفني خبر تشجيع الديوان للكوادر الوطنية للانخراط في العمل في مجال التمريض مع استثناء الموظفين المرشحين للحصول على بكالوريوس أو دبلوم التمريض من كل الشروط، فتعليقي أن القطاع الطبي في الكويت والعالم ظمآن للمزيد من الكوادر الوطنية من التخصصات الطبية المختلفة وهذه الحاجة تزيد سنة عن سنة، خصوصاً مع افتتاح الكثير من المشاريع الطبية الجديدة.
للقوى العاملة الصحية تأثير عميق على جودة النظام الصحي وإمكانية الوصول إليه وفعاليته وكفاءته واستدامته، فقد أظهرت الأدلة أن لتحسين التخطيط والتنسيق وإدارة الموارد البشرية الصحية تأثيراً كبيراً على نتائج النظم الصحية، والحفاظ على الأمن الصحي الوطني، فضلاً عن المساهمة في النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل، بالإضافة إلى ذلك، تؤدي القوى العاملة الصحية دورا حيويا في بناء قدرة المجتمعات والأنظمة الصحية على الصمود للاستجابة للكوارث التي تسببها الأخطار الطبيعية أو التي تكون من صنع الإنسان، ولا يمكن تحقيق التغطية الصحية الشاملة إلا بوجود قوى عاملة صحية كافية وموزعة بشكل منصف وذات أداء جيد، ومن أجل تحقيق أقصى فائدة للأفراد والمجتمعات والأمة، وكذلك تلبية طلب النظام الصحي، يجب توزيع الموارد البشرية الصحية بشكل جيد جغرافياً، مع المزج بين الكفاءات الصحيحة، علاوة على ذلك، التغيرات الديموغرافية والوبائية، والتغيير في أنماط الحياة، وكذلك التقدم التكنولوجي، كلها تتطلب قوة عاملة مناسبة للغرض ومناسبة للممارسة لتوفير أقصى درجات الرعاية.
لذلك إن وجود استراتيجية وطنية للموارد البشرية الصحية له أهمية قصوى، بالنسبة لصانعي القرار والمخططين، وتتم مواجهة تحديات القوى العاملة من خلال تحسين التخطيط والإدارة والتنمية والمطابقة الفعالة لأعداد ومهارات العاملين الصحيين مع احتياجات السكان الفعلية، مع دراسة الاحتياجات المستقبلية. غالبا ما تتناول استراتيجيات الموارد البشرية الصحية الوطنية قضايا عدة منها تخطيط القوى العاملة الصحية، والتعليم والتدريب، والتوظيف والتوزيع، والإدارة والتحفيز، وتحسين الأداء، والاحتفاظ بالكفاءات وغيرها من مفاهيم، وهي تعني أيضا تحسين المعرفة حول توقعات وسلوكيات العاملين الصحيين والقائمين على رعايتهم، ومن أجل تطوير استراتيجية وطنية للموارد البشرية الصحية، هناك حاجة إلى جهود جماعية وتعاونية من جميع أصحاب المصلحة في تقييم احتياجات التغيير وفي وضع استراتيجيات وتدخلات لتحقيق هذه التغييرات، مقرونة ببيانات كافية وتحليل شامل للوضع القائم والمستقبلي، ويعد الفهم السليم والملائم للسياق والديناميكيات الحالية والمستقبلية لدخول سوق العمل الصحي والخروج منه شرطا أساسيا للتنبؤ بدقة بالمتطلبات.
دواء القوى العاملة الصحية الوطنية يعتمد على توافر العدد والتخصصات المطلوبة، والتوزيع على حسب الحاجة والعلم والمهارة والسلوك، والتحلي بالمسؤولية والإنتاجية، وقبل كل ذلك وجود استراتيجية وخريطة طريق موضوعة بطريقة علمية، من أناس متمرسين وعندهم خلفية تخصصية، ويتم اتباعها وتطويرها بصورة ديناميكية.
