«ساعاتية» الخرطوم ينتظرون دعم «الزمن الجميل»

نشر في 18-03-2023
آخر تحديث 18-03-2023 | 19:23
عثمان عبده وأمامه طاولة خشبية مليئة بالساعات المتعطلة
عثمان عبده وأمامه طاولة خشبية مليئة بالساعات المتعطلة
تحت مظلة قبالة إحدى البنايات القديمة بالسوق الأفرنجي وسط العاصمة السودانية الخرطوم، يجلس عثمان عبده وأمامه طاولة خشبية مليئة بالساعات المتعطلة وهو منهمك في إصلاحها، في مشهد يعيد للأذهان مهنة «الساعاتية» بنمطها الكلاسيكي والتي اعتقد البعض تلاشيها بفضل أمواج الحداثة.

ويضع عثمان الملقب بـ «شيخ الساعاتية» عدسة على عينه اليمنى في محاولة لكسر ظلام دامس يحيط بمهنته التي أمضى فيها أكثر من 55 عاماً، بينما يمسك بيده مفتاحاً رفيعاً لضبط عقارب الزمن وهو يمني نفسه بعودتها عقوداً إلى الوراء.



وقال موقع سكاي نيوز، في تقرير نشره اليوم، إن الساعاتية وهم حرفيون متخصصون في صيانة الساعات المتعطلة كانوا أحد أهم ملامح الخرطوم ويحظون بمكانة اجتماعية مرموقة، إذ يرتاد محالهم كبار المسؤولين ونجوم المجتمع للحصول على خدماتهم، لكن سرعان ما خفت بريقهم نتيجة تراجع اهتمام السودانيين بلبس الساعة.

ورغم تراجع اهتمام السودانيين بلبس الساعات، لا يزال عشرات الحرفيين يجلسون بجوار «عثمان عبده» وهم يداومون في محالهم المتواضعة وسط العاصمة الخرطوم ضمن مساعٍ لإبقاء إمبراطورية الساعاتية على قيد الحياة.

ويستند الساعاتية في رحلة كفاحهم بمعركة البقاء إلى ضوء في آخر النفق، وهو وجود فئة مقدرة من السودانيين مازالوا يهتمون بارتداء الساعات ويعتبرونها مكملة لشخصياتهم وهم شريحة معتبرة يعود عهدها إلى الزمن الجميل.

back to top