«على شنو متكبر؟»

نشر في 17-03-2023
آخر تحديث 16-03-2023 | 18:38
 د. هشام كلندر

التكبر صفة مذمومة، وصوره متعددة ليست بحاجة أن نبين قبحها، لكننا بحاجة للتحذير منها، وإلجام أنفسنا عنها، فنقول بالعامية: «على شنو متكبر ومغرور ومتعالي، على اسمك، وإلا على جنسيتك، وإلا على أموالك، وإلا على منصبك، وإلا على شكلك؟ منو أنت أقصاك نطفة وآخرك جيفة».

لماذا التكبر والتعالي على خلق الله، فمن كان مغتراً بجماله فهو زائل، ومن تكبر بنسبه فهو غير عاقل، ومن تعالى بمنصبه فهو مؤقت لا دائم، ومن اغتر بعلمه فهو جاهل، ومن تكبر بمكانته فهو غافل، فلمَ تتكبر؟! ألسنا كلنا عباد الله؟ ألم نخلق من طين، وسنعود الى الطين؟

والإنسان مهما ملك من حطام الدنيا فليس له إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأمضى، عن عبد اللَّه بن الشِّخِّير- رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قال: أَتيت النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ: «أَلهَاكُمُ التَّكَاثُرُ» قال «يَقُولُ ابنُ آدَم: مَالي، مَالي، وَهَل لَكَ يَا ابن آدمَ مِنْ مالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلت فَأَفْنيْتَ، أو لبِستَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضيْتَ؟». (رواه مسلم).

من قال لك إن الناس يجب أن يعاملوك معاملة خاصة، ولماذا أنت أناني؟ برأيك الناس خدم عندك ويجب أن يمتثلوا لرغباتك؟ راقب تصرفاتك وكلماتك المتعجرفة، فالغرور والتكبر مرض الله كفانا الله شرهما، وبعض الناس يظنون أنهم إذا تكبروا فهذا يزيدهم «بريستيج»، ولكن للأسف هؤلاء مرضى ويعانون النقص.

فالغرور ينقص السرور، ومن تواضع لله رفعه، ومن تكبر على الناس ذل، وكل ما تملك هو من نعم من الله عز وجل، وذكر النعم علاج لكثير من أمراض النفس كالطغيان والكبر على العباد والبشر، فما أجمل من يتخلق بخلق القرآن، إذ تجده يتميز بالصدق والأمانة، والرحمة والاستقامة، والصبر على الشدائد وشكر الله، والحياء والتواضع، والرفق الذي ما كان في شيء إلا زانه، وسلامة الصدر من الغل والحسد والكبر، والتميز بالعفو والشهامة.

back to top