رئيس الوزراء: الكويت تدعم الحركة الثقافية وترعى المبدعين

• كرم في ختام «القرين الثقافي» شخصية المهرجان والفائزين بجوائز الدولة

نشر في 17-03-2023
آخر تحديث 16-03-2023 | 18:24
اختتمت فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ28، في مركز جابر الأحمد الثقافي، بعدد من الفعاليات الثقافية والفنية ضمن أجواء احتفالية جميلة.

كرم رئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 28 صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود، والفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية.

وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء، في تصريح صحافي، حرص الكويت واهتمامها بدعم الحركة الفكرية والثقافية ورعاية المبدعين والموهوبين، بما يعكس وجهها الحضاري وعزمها على إثراء الحياة الثقافية في محيطها الخليجي والعربي.

وأعرب سموه عن خالص تهنئته للفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2022، وتقديره الكبير لأعمالهم الإبداعية المتميزة التي أثرت الحركة الثقافية والفكرية والفنية والأدبية في البلاد.

وأشاد بالجهود التي بذلها العاملون في وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعملهم الدؤوب لإنجاح هذا المهرجان، معربا عن اعتزازه البالغ بالأوبريت الوطني «سدرة اللؤلؤ»، الذي يسجل لحقبة مهمة ومتميزة من تاريخ الكويت المجيد.

ألوان الطيف الثقافي

وقال وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، في كلمة خلال الحفل، «يسعدني الترحيب بكم في هذه الأمسية العامرة بكل ألوان الطيف الثقافي، والتي ترتدي حلة التكريم والتقدير لكوكبة من المبدعين الذين أثروا المشهد الثقافي في الكويت وخارجها».

وأضاف المطيري أن «الكويت أيقنت أن العالم يتجه نحو تغيير ثقافي واجتماعي من أهم تجلياته البحث عن الأفكار الجديدة واستثمارها في بناء مجتمع معرفي، كما آمنت بدور المؤثرين في هذا التغيير»، موضحا أن الكويت عملت في اتجاهين، الأول أنها يممت وجهها نحو الخارج لتكريم نخبة المثقفين الذين يبنون الحضارات بأفكارهم ويرسخون القيم بنتاج عقولهم ويقومون المجتمعات بما لديهم من وعي وخبرات متراكمة تكرس منظومة من المبادئ لا يختلف عليها أحد، مثل احترام الآخر والحق في التعبير والمساواة وإعلاء شأن الإنسان إلى غيرها من القيم والثوابت.

واستطرد: «ولهذا اعتمد منهجا لتكريم هؤلاء المؤثرين والمبدعين، فكانت أهم الفعاليات لهذا المهرجان الثقافي تكريم إحدى الشخصيات التي أثرت الثقافة وأعطتها أبعادا إنسانية وأطلقت العنان لآفاقها الإبداعية الخلاقة»، معبرا عن سعادته «بأن تكون شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الحالية أخا كريما وفارسا للكلمة، أحد رواد الحداثة في القصيدة الشعبية الحديثة الشاعر المجدد صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود».

أما عن الاتجاه الآخر الذي ذهبت إليه الكويت، فأوضح الوزير أنه تم تكريم أبنائها من المبدعين في كل مجال، وحثهم على مزيد من الجد والعطاء فتثني على جهودهم وتشيد بعطاءاتهم وتنزلهم المنزلة التي يستحقونها احتفاء وتكريما، مضيفا أن المجلس الوطني للثقافة يعد نافذة الكويت الثقافية على العالم، والناظر والمدقق في رزنامة الأنشطة والفعاليات التي صاحبت مهرجان القرين هذا العام.

وأكد حرص المجلس على تطبيق الاستراتيجية الثقافية في دعم مجالات الفنون والثقافة والاقتصاد والتنمية المجتمعية عبر رؤية تنموية ثقافية مستدامة وبيئة محفزة للإبداع، مشيدا بجهود القائمين على الأوبريت الفني التاريخي «سدرة اللؤلؤ» المصاحب لفعاليات اختتام المهرجان، وأكد أن التاريخ يعد مرآة الشعوب يعكس ماضيها ويصف حاضرها وتبني على هدي منه مستقبلها، وهو ذاكرة الأمم ومستودع تجاربها.

وبين أن الكويت مرت بحقب زمنية عدة تحكي مراحل عظيمة وتسطر صفحات خالدة من البذل والعطاء لأهلها منذ النشأة وحتى وقتنا الحاضر، مضيفا أن هذه الصفحات الناصعة كانت محط إعجاب كل من مر بهذه البلاد. «وإنه من الأهمية بمكان العناية بتاريخ بلادنا وتدوينه ونقله إلى الأجيال اللاحقة نقلا صحيحا ليكون نبراسا هاديا وذاكرة لأهم أيامها وأحداثها، ولتحقيق ذلك على أرض الواقع حرصنا على إنتاج هذا العمل الفني التاريخي الوطني تحت عنوان سدرة اللؤلؤ، والذي يحكي تاريخ الكويت وحضارتها منذ عصور ما قبل الميلاد مرورا بمرحلة التأسيس وحتى وقتنا الحاضر».

شرف عظيم

بدوره، قال المستشار في الديوان الأميري محمد أبوالحسن، الفائز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الخدمات الثقافية، في كلمة ألقاها نيابة عن المكرمين الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2022، «إنه لشرف عظيم لي أن أقف أمامكم متحدثا في هذا الحفل الكريم باسمي وباسم الاخوان والأخوات الكرام الذين تم اختيارهم لنيل جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية».

وأشار أبوالحسن إلى جهود حكومة الكويت ودعمها اللامحدود لجميع أوجه النشاط الثقافي والفني والأدبي في البلاد، وحرصها على استمرار الرقي والتطور للكويت وشعبها، مثمنا هذا التقدير العظيم الذي نراه اليوم شكلا ومضمونا، والذي سيجعل الطموح أكثر إلحاحا والإبداع أكثر تدفقا وصولا إلى نيل مثل هذه الجائزة التقديرية والتشجيعية.

يذكر أن الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية لعام 2022 هم الدكتور مرسل العجمي في مجال الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، والفنان محمد الشيخ الفارسي في مجال الفنون التشكيلية، ومحمد أبوالحسن في مجال الخدمات الثقافية، ونال جائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون الفنان عبدالله العتيبي عن عمله «انتظار» في مجال الفنون التشكيلية والتطبيقية (الرسم)، والفنان عبدالله بهمن عن دوره بمسلسل «الناموس» في مجال التمثيل التلفزيوني والسينمائي، والمخرج علي البلوشي عن مسرحيته «الطابور السادس»، في مجال الإخراج المسرحي.

وفي مجال الآداب، حصل على جائزة الشعر عائشة العبدالله عن ديوانها «واقفة على قلبها كنخلة»، وحصل أحمد الزمام على جائزة الرواية عن رواية «آدم ينحت وجه العالم»، كما فازت الدكتورة سعاد العنزي بجائزة الدراسات اللغوية الأدبية والنقدية عن عملها «نساء في غرفة فرجينيا وولف».

سحب جائزة السريع... سابقة مؤسفة
للمرة الأولى في مهرجان القرين الثقافي، تحدث سابقة من نوعها، ليس في التميز أو الفرادة، بل في سحب الجوائز والتراجع عن القرار.

فما حدث في تسمية الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية أمر مؤسف، فخلال فبراير الماضي أعلن عن الفائزين، وكان ضمن الفائزين بجائزة الدولة التشجيعية في مجال تطبيقات الأجهزة الذكية محمد السريع عن تطبيق «eventat».

هذا الإعلان جاء عقب مباركة وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري للفائز السريع بهذه الجائزة، لكن نشوة الفوز لم تدم طويلاً، إذ جرى سحب الجائزة لاحقاً.

ما حدث يشير إلى أن هناك تخبطاً وعدم تخطيط، فكيف جرى الترشح، ثم الخضوع إلى لجنة التحكيم، والحصول على الموافقة بشأن منح الجائزة، وعقب الإعلان يتم سحبها؟!

صحيح أنه في المرات السابقة كانت تحدث مثل هذه الأمور، لكن في مرحلة الإعداد والتحضير قبل إعلان الأسماء وأثناء غربلة أسماء المرشحين للجائزة، لذلك يجب إعادة النظر والتحقق جيداً قبل إصدار أي قرار.

وتعليقاً على ذلك، قال السريع إنه شعر بالسعادة باتصال وزير الإعلام، وتهنئته بالفوز بجائزة تطبيقات الأجهزة الذكية، لكن هذا الفرح لم يدم طويلاً، إذ أخبره المسؤولون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأن الجائزة قد حُجبت، وحيال ذلك «لم أجد إلا القبول بالأمر الواقع، وقُلت في نفسي قدَّر الله ما شاء فعل».

وعن أسباب الحجب أو قرار التراجع عن منحه الجائزة، قال: «المجلس الوطني هو الأقدر مني على الإجابة عن هذا التساؤل».

وحول الشكوى التي قُدمت من أحد الأطراف عقب إعلان اسمه ضمن الفائزين بجوائز الدولة، أوضح: «ربما يكون هذا هو السبب، لكن الشكوى كانت ترى أن التطبيق تجريبي، فيما التطبيق رسمي منذ أكثر من عام».

back to top