المصالحة السعودية - الإيرانية تتوسع وقد تشمل مصر والأردن

• بن فرحان: الاتفاق لا يعني حل كل الخلافات
• طهران ترفض تكذيب واشنطن لـ «تبادل سجناء» وشيك

نشر في 14-03-2023
آخر تحديث 13-03-2023 | 20:12
رئيسي مصافحاً لوكاشينكو لدى وصوله إلى المقر الرئاسي في طهران أمس (إرنا)
رئيسي مصافحاً لوكاشينكو لدى وصوله إلى المقر الرئاسي في طهران أمس (إرنا)
توسعت دائرة التفاهم الإيراني - السعودي على استعادة العلاقات مع إعلان جزر المالديف أنها قررت استئناف العلاقات مع طهران، التي ألمحت إلى احتمال اتخاذ خطوة مماثلة مع عمان والقاهرة، في حين أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن اتفاق المملكة مع الجمهورية الإسلامية لا يعني حل كل الخلافات.

في خطوة توسع دائرة التفاهم الإيراني - السعودي، الذي تم برعاية صينية، الجمعة الماضية، من أجل استعادة العلاقات بين القوتين الإقليميتين، أعلنت وزارة الخارجية في جزر المالديف، أمس، أن الحكومة قررت استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران، في حين قالت طهران أنها تسعى لعقد اتفاقات مع مصر والأردن.

وأضافت الوزارة: «في ضوء التطورات الإيجابية والمشجعة، قررت جزر المالديف استئناف العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية»، والتي سبق أن قطعتها تضامناً مع الموقف السعودي عقب الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة وقنصلية الرياض في طهران ومشهد عام 2016.

وأشارت إلى أن حكومة جزر المالديف ترحب بالإعلان الثلاثي المشترك للسعودية وإيران والصين عن التوصل إلى اتفاق بين الرياض وطهران، لإنهاء القطيعة بينهما، وإعادة فتح السفارتين خلال شهرين.

عمان والقاهرة

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحافي أمس «بالنظر للأجواء الإيجابية التي سادت بعد الاتفاق مع السعودية هناك احتمال أن نتوصل إلى اتفاق مع دول أخرى بما فيها الأردن ومصر». وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد اتهم، خلال استقباله وزير الدفاع الأميركي، لويد اوستين، أخيراً، ميليشيات مقربة من طهران بشن هجمات منتظمة على حدود المملكة.

ووصف كنعاني مصر بأنها «دولة مهمة في المنطقة». وأضاف المتحدث أنه جرى لقاء عابر وإيجابي بين وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في عمان خلال قمة «دول جوار العراق»، التي عقدت أخيراً، موضحاً أن هناك متابعة لتحسين العلاقات، لكن العلاقات الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين، ويجب أن نرى الموقف المصري بهذا الشأن. وكان كنعاني قد لفت في تصريحات سابقة الشهر الجاري إلى أنه تم إجراء مفاوضات قنصلية بين البلدين، وتم الاتفاق على استمرارها لحل القضايا العالقة بين الطرفين.

بن فرحان

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن الاتفاق مع إيران «لا يعني حل كل الخلافات بين الطرفين»، لكنه أوضح أن التفاهم على عودة العلاقات الدبلوماسية يؤكد الرغبة المشتركة لدى الجانبين بحل الخلافات عبر التواصل والحوار.

وقال فرحان، في أول تصريحات مطولة له منذ إعلان الاتفاق السعودي - الإيراني، إنه يتطلع إلى لقاء نظيره الإيراني قريباً بناء على ما تم الاتفاق عليه.

وأضاف: «نستعد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا خلال الشهرين المقبلين، ومن الطبيعي مستقبلاً أن نتبادل الزيارات».

المالديف تعيد علاقتها مع طهران والسلطات الإيرانية تعفو عن 22 ألف متظاهر محتجز

وأشار إلى أن الاتفاق تم برعاية ووساطة الصين، بعد جولات عدة من المباحثات على مدى العامين الماضيين في كل من العراق وسلطنة عمان. وشدد على أن المملكة ماضية في مسار التهدئة وخفض التصعيد استشعاراً لدورها ومسؤوليتها في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأعرب عن أمله في فتح صفحة جديدة مع إيران وتعزيز آفاق التعاون، بما ينعكس إيجاباً على ترسيخ الأمن ودفع عجلتَي التنمية والازدهار، ليس في بلدينا فحسب، بل في المنطقة كله. وعن تشكيك الولايات المتحدة في «التزام طهران» بما تم إعلانه من بكين، رأى فرحان أن من أهم مقتضيات فتح صفحة جديدة مع إيران الالتزام بما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، ومما لا شك فيه أن مصلحة بلدينا والمنطقة تكمن في تفعيل مسارات التعاون والتنسيق المشترك والتركيز على أولويات التنمية بدلاً من اعتبارات الهيمنة».

وبشأن وصف البعض إعلان بكين بأنه مثل «حبل إنقاذ» لإيران التي تمر بعدة أزمات داخلية وخارجية، أعرب الوزير السعودي عن تمنياته لإيران بالخير، رافضاً التعليق على الاضطرابات والاحتجاجات التي تشهدها، لكنه شدد على قلق بلده من أنشطة طهران النووية، داعيا إياها إلى الالتزام بتنفيذ التعهدات الدولية، ومؤكدا الاستمرار في التنسيق مع الحلفاء بهذا الشأن.

تشبث إيراني

إلى ذلك، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، تكذيب الولايات المتحدة لإعلان وزير الخارجية الإيراني عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع واشنطن لتبادل السجناء.

وقل كنعاني إن الجانب الأميركي قبل بإتمام تبادل السجناء في إحدى المراحل بعيداً عن المحادثات النووية، مؤكداً وجود «اتفاق مكتوب» بين الجانبين بخصوص هذا الملف.

وأكد استعداد طهران لتبادل السجناء، قائلاً إن «المشكلة الفنية للجانب الأميركي في هذا الصدد تتعلق بهم».

واعتبر کنعاني أنه «إذا تعامل الجانب الأميرکي مع ملف تبادل السجناء بواقعیة فمن الممکن حسمه کقضیة إنسانية بالكامل».

غير أنه اشترط تقديم الجانب الأميركي ضمانات قبل التوقيع على أي اتفاق جديد بشأن تبادل السجناء، مشيرا إلى ما وصفه بـ «السجل السيئ لواشنطن في الالتزام بالاتفاقيات والتفاهمات السابقة».

وكانت تقارير إيرانية، قد ذكرت الأسبوع الماضي، أنه تم التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى مع واشنطن، مقابل الإفراج عن 7 مليارات دولار من أموال النفط الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية بموجب العقوبات الأميركية.

من جانب آخر، وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اتفاقيات تعاون تم توقيعها مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في طهران أمس، بأنها مثمرة، معرباً عن استعداد طهران لوضع خبراتها خلال السنوات الأخيرة في خدمة مينسك. وقال رئيسي، خلال مؤتمر مع لوكاشينكو عقب توقيع خريطة تعاون مشتركة بين البلدين، «نأمل أن نخطو خطوات جيدة في تطوير العلاقات بين البلدين».

وأضاف أنَ «إيران تعتزم توسيع العلاقات الثنائية مع بيلاروس».

إطلاق الآلاف

على صعيد منفصل، قرر رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني أجئي، العفو عن 22 ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في سبتمبر الماضي بعد مقتل الشابة مهسا أميني عقب احتجازها من قبل الشرطة، بسبب مخالفتها لقواعد ارتداء الحجاب الإلزامي. وقال أجئي: «جرى حتى الآن العفو عن 82 ألفا، بينهم 22 ألفا شاركوا في الاحتجاجات».

back to top