«الملتقى الثقافي» يناقش تاريخ الأقليات في الكويت

• حمزة عليان: إصداراتنا تساعد على فهم تاريخ الأقليات وتعايش المجتمع الكويتي معها

نشر في 14-03-2023
آخر تحديث 13-03-2023 | 19:40
المشاركون في الأمسية بالملتقى
المشاركون في الأمسية بالملتقى
يناقش الملتقى الثقافي تاريخ الأقليات في الكويت، اليهود والمسيحيين والأرمن، من خلال محاضرة تحدَّث فيها الكاتب حمزة عليان، وأدارتها د. حصة الملا.

ضمن موسمه الحادي عشر، أقام الملتقى الثقافي أمسية بعنوان «قراءة في تاريخ الأقليات في الكويت... اليهود والمسيحيين والأرمن»، حاضر فيها الكاتب حمزة عليان، وأدارتها د. حصة الملا، بحضور الخبير الدستوري د. محمد الفيلي، والقائم بالأعمال في السفارة اللبنانية الأستاذ أحمد عرفة، والسفير حمد بورحمة، إضافة إلى جمع من الأدباء، من بينهم الروائية ليلى العثمان، والناقدة ليلى أحمد، والكاتب الصحافي مظفر عبدالله، وجمع من المثقفين.

في البداية، قال مؤسس ومدير الملتقى، الأديب طالب الرفاعي، إن «الملتقى شمعة صغيرة في ساحة الثقافة الكويتية منذ 12 عاماً، ونحن نلتقي شهرياً لمناقشة كل ما يخص الأدب، والثقافة والفكر، والسينما وغيرها».

وعن الأمسية، ذكر الرفاعي: «قُدِّر للكويت أن تستقطب الكثير من المفكرين، والأدباء والفنانين، البعض يمر مرور الكرام، ويذهب من دون أن يترك بصمة، والبعض يصر بكل حُب وإخلاص وتفانٍ وعطاء دائم على أن يترك بصمة، وبصمة كبيرة، والأمثلة كثيرة جداً، فقد صدرت (العربي) عام 1958 بجهود العلامة د. أحمد زكي، ثم جاء زكي طليمات ليضع أساسيات المسرح المتطور في الكويت، ومن ثم تأسيس المجلس الوطني، وعمل فيه الكثيرون ممن تركوا بصمة واضحة وحاضرة حتى يومنا هذا».

ولفت الرفاعي إلى أن متحدث الأمسية حمزة عليان كانت له بصمة كبيرة، فمنذ وصوله إلى الكويت وهو يعتبر نفسه ابناً لها، ويحمِّل نفسه مسؤولية أن يكون مشاركاً في الحدث الثقافي، والإعلامي، والاجتماعي، مشيراً إلى أنه أمضى قرابة 57 عاماً في الإعلام والصحافة.

من جانبها، قالت د. حصة الملا: «نحن اليوم في حضرة كاتب اختار أن يكتب عن الأقليات التي عاشت على أرض الكويت، وهم: اليهود، والمسيحيون، وأخيراً الأرمن. ولعل أهم ما يميز الكويت في سنوات النشأة ذلك التنوع الاجتماعي الثري، فكرياً وعلمياً ومهنياً، متمثلاً في جاليات عدة زارت الكويت وأقامت فيها، طلباً للرزق والأمان. لكل من اليهود والمسيحيين والأرمن في الكويت قصة انتقال وترحال مختلفة، وأسباب بقاء أو رحيل متباينة، مهن وسُبل عيش مختلفة، بعض الخصائص تجمعهم، لكن لكل منهم خصوصية، سواء دينية أو مجتمعية تميزه».

وأشارت د. حصة إلى أن المحاضرة هي كشف لتعايش الأقليات في المجتمع الكويتي، بعيداً عن أي علاقة لها، وبأي شأن سياسي.

مفهوم الأقليات

من جهته، قال الكاتب حمزة عليان: «عنوان الندوة يدفعنا للدخول في الحديث عن ماهية الأقليات، والتعريف بها، والاختلاف حولها. لم أجد تعريفاً موحداً لمفهوم الأقليات، أي المجموعات السكانية، وغالباً ما يُشار في أدبيات الأمم المتحدة إلى أن وجود أقلية هو مسألة واقع. وإذا ذهبنا إلى مفهوم الأقلية، فسنجد أنها عبارة عن مجموعة دينية أو لغوية أو عرقية يكون عددها أقل من عدد السكان الذين يملكون الأرض والسيادة في إقليم محدد، لكن هناك من علماء الاجتماع من يعتبر أن العدد ليس له علاقة بتحديد الأقلية في مكان ما، فقد يكون عدد الأقليات أكبر من عدد المجموعة الأصلية للسكان، صاحبة الأرض والسيادة».

وتابع: «نحن في عملنا، وما قُمنا به من إصدارات تتعلق بتاريخ المسيحيين، واليهود، والأرمن في الكويت نذهب إلى المساعدة بفهم تاريخ هذه المجموعات، وكيف تعايش معها المجتمع الكويتي وتقبلها بالدرجة الأولى. وهل حصل اندماج وتعايش مشترك من قِبل تلك الأقليات مع المجتمع الكويتي والمجموعات التي تقاسمت معها الاستقرار في هذا البلد».

وأوضح عليان أن هدفه هو البحث في معرفة تاريخ هذه الأقليات بالكويت، والتعرف عليها، من خلال دراسة واقعهم الاجتماعي، ولغتهم، وثقافتهم.

صالح وداود الكويتي

وعن كتابه (اليهود في الكويت وقائع وأحداث)، أوضح عليان: «تجربة اليهود في الكويت اكتسبت بُعداً خاصاً طبعت معالمها المسيرة الفنية للأخوين صالح وداود بن عزرا، اللذين اشتهرا بصالح وداود الكويت، فنالا قسطاً وفيراً من الشهرة الفنية».

وأضاف: «هذا الكتاب عبارة عن دراسة جامعية لتاريخ اليهود في الكويت، واتبعنا فيه منهج الرصد والتجميع للحوارات، وأوردنا الروايات المختلفة للواقعة الواحدة. تعاملنا مع الأحداث بأسلوب البحث الموضوعي، والحرص على أن يُنسب أي استشهاد أو اقتباس لصاحبه».

المسيحيون في الكويت

وعن كتابه (المسيحيون في الكويت)، قالت د. الملا: «في عام 2015 جاء الكتاب الثاني عن الأقليات (المسيحيون في الكويت)، لكونهم يحتلون الرقم الأكبر مقارنة بفئات الأقليات الأخرى، وتواجدوا على أرض الكويت مع مرور البحارة البرتغاليين بالكويت، لاستقرارهم في البصرة عام 1795».

ليقول عليان بعد ذلك: «عندما تم الشروع في إعداد مادة الكتاب، ووضع خطة عمل بعد قراءات متصلة بخصوص تاريخ المسيحيين والكنائس في الكويت، وجدنا الكثير من الأخطاء والتضارب بالروايات، عندها سلكنا طريقين: الطريق الأول آثرنا النزول إلى الميدان، والطريق الثاني الذي اتبعناه هو اعتماد منهج التاريخ المحايد، وإيراد الروايات والأحداث المتضاربة في الهواش، وشرح ما يعتريها من نواقص، فقد تم جمع حوالي 29 كتاباً صدرت باللغتين العربية والإنكليزية».

وتابع: «صورة زاهية تلك التي ظهرت فيها الكويت على خريطة العالم، بتعايشها واحتضانها للطوائف، والتزمها بحُرية المعتقد والأديان الذي تحرص عليه وتلتزم به، وفقاً لما جاء في مواد الدستور المعمول به منذ أوائل الستينيات».

الأرمن في الكويت

وعن كتابه (الأرمن في الكويت)، قال عليان: «راودتني فكرة كتاب عن الأرمن في الكويت، كوني كنت على الدوام أسعى للقاء شخصيات أرمنية للتعرف على أحوال الجالية. أقمت علاقات طيبة مع مطارنة الأرمن، خصوصاً المطران ماسيس زوبويان، ورجال الدين، وعدد آخر من رجال الأعمال وأبناء الجالية الذين يعيشون في الكويت».

وذكر عليان أن كتاب «الأرمن في الكويت» يبحث ويجيب عن تاريخ وجود هذه الجالية منذ أربعينيات القرن الماضي في دولة احتضنتهم وأحبوها.

وحين فُتح باب النقاش، تطرَّق الخبير الدستوري د. محمد الفيلي إلى أن دستور الكويت جاء بصيغة إنسانية عالية النبرة، وبما يحفظ حقوق الأقليات في الكويت، ويعطيهم كامل الحرية لممارسة شعائرهم، وهذا ما أكده د. حسن أشكناني، والكاتب الصحافي مظفر عبدالله.

back to top