مصالحة السعودية وإيران «حلحلة» لأزمات المنطقة

• سَبْق صحافي عالمي حققته الجريدة. بإعلانها في 5 فبراير قرب اتفاق البلدين برعاية الصين
• التصالح يرسم خريطة طريق لليمن بدايتها وقف النار وزيادة المساعدات ثم مفاوضات للحل السياسي
• طهران تريد مقايضة بين رئيسي الجمهورية و الحكومة في لبنان والرياض تفضل رئيسين توافقيين
• مساعٍ لدعم المصالحة التركية - السورية والتحضير لمصالحة بين المملكة ودمشق
• تفعيل الاتفاق الأمني بين الراحلين الملك عبدالله ورفسنجاني وإلحاقه بضمانات
• الجانبان حريصان على ألا يستفز «تفاهم بكين» الولايات المتحدة
• طهران تعتبر المصالحة أحد البنود الأميركية الستة للعودة إلى المفاوضات النووية

نشر في 12-03-2023
آخر تحديث 12-03-2023 | 20:59
المصالحة السعودية الايرانية تتصدر عناوين الصحف في طهران
المصالحة السعودية الايرانية تتصدر عناوين الصحف في طهران

بعد سبق صحافي عالمي نشرته «الجريدة» بكشفها في 5 فبراير الماضي، عن وساطة صينية بين السعودية وإيران، فوجئت الساحات الدولية والإقليمية أمس الأول بإعلان مفاجئ عن هذه المصالحة بين البلدين واستعادة علاقاتهما الدبلوماسية، ومازالت تحت وقع احتمالات انعكاسه على ملفات عديدة تخص المنطقة والعالم، خصوصاً أنه تم، وفقاً لما أكدته «الجريدة»، برعاية صينية وفي بكين، وهو ما اعتبره مراقبون تحدياً لواشنطن وضربةً لإسرائيل.


صورة ضوئية لخبر انفراد «الجريدة» صورة ضوئية لخبر انفراد «الجريدة»

وكشف مصدر رافق الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني، في اجتماعاته مع الوفد السعودي في بكين، لـ «الجريدة»، مزيداً من التفاصيل عن المفاوضات التي أحيطت بسرية غير عادية حتى أن العديد من دول المنطقة وحلفاء الطرفين لم يكونوا على علم بها.

وقال المصدر إن الاتفاق كان حصيلة أشهر من المفاوضات المكثفة بين الخبراء الإيرانيين والسعوديين في دول مختلفة خصوصاً العراق وعُمان، تُوجت بالمساعي الصينية التي تمثلت بتقديم الرئيس الصيني شي جينبينغ بنفسه ضمانات للطرفين.

وأوضح أن هناك العديد من الملفات الإقليمية التي تم الاتفاق عليها، أو وضع عناوين عريضة لحلها، وكذلك ترسيم خطوط النفوذ حولها بين الرياض وطهران قبل التوصل إلى اتفاق بكين، وبينها ملفات الأزمات في اليمن ولبنان وسورية.

وفيما يخص اليمن، أكد المصدر أن الجانبين اتفقا على رعاية مصالحة يمنية - يمنية شاملة بهدف التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة يرضي الجميع و«يضمن وحدة الأراضي اليمنية».

وأضاف أن السيناريو المثالي الذي يريده الطرفان هو إعلان وقف شامل لإطلاق النار، وزيادة وتيرة إيصال الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية عبر الأمم المتحدة، وبدء ترتيب أوضاع المهجرين اليمنيين، تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية تشمل جميع الأطراف، تكون مهمتها محصورة بالإعداد لانتخابات نيابية ورئاسية خلال فترة لا تزيد على عام وتشرف عليها الأمم المتحدة.

وبالنسبة إلى لبنان، توقع المصدر أن تجري تسوية تشمل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة تحظى بدعم سعودي ـ إيراني ـ فرنسي، وأن تقنع المملكة حلفاءها وأصدقاءها في لبنان بتأمين نصاب عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية قد يكون سليمان فرنجية المدعوم من «حزب الله».

غير ان مصادر دبلوماسية خليجية في بيروت اكدت ان الرياض لا تزال ترفض تسوية على الطريقة القديمة وتفضل بدل ذلك اختيار رئيسين توافقيين.

ولفت المصدر إلى أن الملف السوري هو الملف الثالث الذي سيتأثر بالمصالحة، إذ تم الاتفاق على ضرورة التوصل إلى مصالحة سورية ـ سعودية، وسورية - تركية.

أمنياً، أشار المصدر إلى أنه جرى الاتفاق على تفعيل الاتفاق الأمني الموقع بين الراحلين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني وتم إقراره في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني في عام 2001، لكي يشكل أساس التعاون الأمني بين البلدين، على أن يتم إلحاقه بضمانات أمنية تعالج المخاوف والهواجس الأمنية للطرفين، بما في ذلك الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والبرنامج النووي.

وأكد المصدر أن طهران والرياض لا ترغبان في استفزاز واشنطن، مذكراً بأن استئناف الحوار بين الخليج وإيران هو أحد البنود الستة التي قدمتها واشنطن لطهران عبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي سلمها إلى نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان وانفردت «الجريدة» بنشرها.

العالم يرحب بالاتفاق والكويت تأمل بناء الثقة
أعربت وزارة الخارجية، في بيان، عن ترحيب الكويت بالبيان الثلاثي المشترك الصادر عن السعودية وإيران والصين بشأن توصل المملكة والجمهورية الإسلامية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وأشادت الوزارة بمبادرة رئيس الصين شي جينبينغ باستضافة ورعاية المباحثات الثنائية السعودية الايرانية للتوصل إلى الاتفاق البناء وبجهود العراق وعمان في استضافة جولات الحوار بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022، مؤكدة دعم الكويت للاتفاق، وإعرابها عن أملها أن يساهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء الثقة وتطوير علاقات الصداقة.

وفي الساعات الماضية، أصدرت عدة بلدان ومؤسسات عربية وإسلامية ودولية، بيانات منفصلة للترحيب بالخطوة.

ورحب الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، باستئناف العلاقات بين طهران والرياض، لكنه أعرب عن تشككه في «احترام طهران التزاماتها».

back to top