طهران تندفع على خط المصالحة بين أنقرة ودمشق

نشر في 09-03-2023
آخر تحديث 08-03-2023 | 20:14
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان

غداة إعلان السعودية إيداع 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركي، وتأكيد وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، أن بلاده تدعم حواراً مع دمشق، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان زيارة الى أنقرة، عقد خلالها مباحثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، تناولت الملف السوري بشكل خاص، قبل أن ينتقل إلى دمشق في إطار جهود بلاده التي دخلت على خط التسوية التركية - السورية التي ترعاها روسيا، وكان قد تردد أن الإمارات ستنضم إليها.

وقال عبداللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع أوغلو، أمس، إن «إيران تدعم التقارب وعودة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى وضعها الطبيعي»، بعد سنوات من القطيعة التي تسببت بها الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 2011.

من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي أن نواب وزراء خارجية كلّ من روسيا، وتركيا، وإيران، والحكومة السورية سيجتمعون في موسكو الأسبوع المقبل للتحضير لاجتماع وزاري رباعي، لافتا إلى أن عبداللهيان عبّر عن رغبة بلاده بالانضمام إلى المحادثات الثلاثية بين تركيا وروسيا وسورية، وقد وافقت أنقرة «بكلّ سرور». وشدد الوزير التركي على أن «مسار أستانة»، الذي يضم تركيسا وروسيا وإيران، هو الصيغة الوحيدة الباقية للتعامل مع الأزمة السورية.

وسيأتي الاجتماع بعد أن شهدت الأسابيع الماضية اندفاعة عربية للتطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي استقبل وزيرَي خارجية مصر والأردن عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال غرب سورية. ومن المقرر أن تعقد قمة عربية قبل نهاية الشهر الجاري في الرياض قد تطرح خلالها مسألة إعادة مقعد سورية في الجامعة العربية الى الحكومة السورية. ومن المقرر أن يصل اليوم عبداللهيان إلى دمشق، لإجراء مباحثات متعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية وآخر التطورات الإقليمية، بما فيها المحادثات الجارية بخصوص الاجتماع الرباعي.

وفيما تستعد تركيا لانتخابات مصيرية، يواجه فيها الرئيس رجب إردوغان للمرة الأولى منذ سنوات، منافسة حقيقية، شدد عبداللهيان على أن أمن تركيا من أمن إيران، مؤكدا أن بلاده قادرة على التعامل مع العقوبات بمفردها.

وتأتي زيارة الوزير الإيراني إلى سورية في ظل تصعيد إسرائيلي استهدف في الأسابيع الماضية مواقع لإيران وفصائل مسلحة موالية لها في سورية.

وبعد يوم من قصف جوي يُعتقد أنه استهدف إمدادات لميليشيات مسلّحة تابعة لـ «الحرس الثوري» الإيراني وتسبب في إخرج مطار حلب الدولي عن الخدمة، أفاد «المرصد السوري» المعارض بأن 4 أشخاص لقوا حتفهم، أمس، في ضربة بطائرة مسيّرة استهدفت شاحنة محملة بالذخيرة ومعملاً للأسلحة تابع لفصائل موالية لإيران في مدينة دير الزور شرق سورية على الحدود مع العراق، فيما تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «انفجار لغم خلّف قتلى وجرحى» في المنطقة نفسها.

في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية بتعيين العميد محمد خوش قلب رئيساً لأركان قوات الدفاع الجوي، خلفاً للعميد أبوالفضل سبهري راد. وجاء هذا التغيير وسط حالة من الاستنفار التي تعيشها القوات الإيرانية مع قرب انطلاق مناورات متعددة الجنسيات في المنطقة، ووسط تهديدات إسرائيلية بشنّ ضربة على المنشآت النووية.

على صعيد نووي، دعا الوفد الأميركي، خلال اجتماع مجلس حكماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طهران، إلى التوقف عن الأعمال والتحركات الاستفزازية التي تحمل مخاطر انتشار الأسلحة النووية.

back to top