إيران تترقب «أربعين مهسا»

• الطلبة يمنعون زوجة رئيسي من دخول جامعة بهشتي
• مقتل عقيد بـ «الحرس الثوري» في زاهدان
دعوات للتظاهر بالزي الكردي ومالي يعتذر عن «تغريدة ضعيفة» ورئيسي يدعو واشنطن لحسم «النووي»

نشر في 26-10-2022
آخر تحديث 25-10-2022 | 22:06
إيرانيون وسط العاصمة طهران أمس (أ ف ب)
إيرانيون وسط العاصمة طهران أمس (أ ف ب)
من المتوقع أن تشهد إيران اليوم تحركات واسعة في ذكرى مرور 40 يوماً على مقتل مهسا أميني، وهو ما أطلق موجة احتجاجات شملت شرائح واسعة من المجتمع.
تحبس السلطات الإيرانية أنفاسها وسط ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في ظل تحسب لتنظيم تظاهرات حاشدة، بجميع أنحاء البلاد، في «ذكرى أربعين» وفاة الشابة مهسا أميني التي أطلقت الحراك الشعبي المناهض للجمهورية الإسلامية منتصف سبتمبر الماضي. ونظم طلاب في مدن مختلفة مثل طهران وأصفهان وغيرهما، تجمعات احتجاجية، أمس، وهتف طلاب بجامعة قم ضد النظام والمرشد بحضور علي جهرمي المتحدث باسم حكومة إبراهيم رئيسي.

وعطل طلاب «قم» اجتماع جهرمي، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتدخل حرم الجامعة لتنظيم اللقاء والتقاط الصور، وهو ما أثار حفيظة هيئة التدريس.

ومنذ السبت الماضي، حاول جهرمي أن يحاور الطلاب في الجامعات بالنيابة عن الحكومة لكنه واجه معارضة شديدة من طلاب أغلب الجامعات التي حضر فيها، وهو ما دفعه إلى اختيار قم بوصفها معقل التيار الأصولي المتشدد.

وفي حادث لافت للنظر، حسبما أكد مصدر في مكتب الرئيس الإيراني، منَع طلاب جامعة بهشتي في طهران جميلة علم الهدى، زوجة رئيس الجمهورية وابنة مندوب ولي الفقيه في مدينة مشهد، أحمد علم الهدى، الذي يعتبر حالياً زعيم الأصوليين المتطرفين في البلاد، من الحضور إلى الجامعة التي تدرس فيها منذ حوالي عشرة أعوام.

وبحسب المصدر، فإن الطلاب تجمعوا، أمس، خلف بوابة الجامعة لكي يهاجموا سيارة جميلة علم الهدى بالبيض والبندورة والحجارة إذا أرادت دخولها، وبعد أن أبلغ جهاز أمن الجامعة حرس زوجة رئيسي بالأمر، قرر الحرس الرئاسي إعادتها من أمام الحرم الجامعي لتفادي الاحتكاك وتعريضها للخطر.

في غضون ذلك، قامت النقابات العمالية للمعلمين وأساتذة الجامعات بدعوة المعلمين والأساتذة للإضراب عن العمل، احتجاجاً على دخول القوات الأمنية إلى حرم الجامعات والمدارس واعتقال الطلاب، في تطور هو الأول من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات.

وأكد أحد رؤساء اتحاد طلاب جامعة طهران لـ «الجريدة» أن الاتحاد قدم شكوى قضائية ضد القوى الأمنية لكن القاضي العدلي رفض تلقيها بحجة أنهم لا ينوبون عن الطلاب جميعاً وليست لديهم وكالة رسمية منهم لتقديمها. وشهدت معظم الجامعات الإيرانية اعتصامات طلابية، وكسر طلاب الحواجز التي تضعها السلطات للفصل بين الجنسين على غرار ما شهدته جامعة شريف الصناعية، وهو ما اضطر إدارات جامعية إلى إزالتها بشكل طوعي.

إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء «تسنيم»، التابعة لـ «الحرس الثوري»، بمقتل عقيد في «الحرس» يدعى مهدي ملاشاهي، وعنصر من «الباسيج» يدعى جواد كيخا، في محافظة بلوشستان وسيستان المتاخمة لباكستان.

وبحسب التقرير، فإن العنصرين لقيا حتفهما بعد تعرضهما لإطلاق نار بإحدى ساحات مدينة زاهدان مركز المحافظة التي شهدت، قبل 3 أسابيع، صدامات بين قوات أمنية ومحتجين من أقلية البلوش السنية أدت إلى مقتل نحو 60 شخصاً.

في تفاصيل الخبر :



عشية ذكرى الأربعين لوفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني، في مركز للشرطة، بعد توقيفها بسبب مخالفة قواعد الحجاب الإلزامي، ما أطلق حراكا شعبيا ضد نظام الجمهورية الإسلامية، سادت حالة من الترقب لرصد سلوك السلطات الإيرانية مع المحتجين الذين تعهدوا بتنظيم تحركات واسعة، وسط استمرار الاحتجاجات ليل الاثنين ـ الثلاثاء، في مختلف المدن الإيرانية، وطوال يوم أمس.



وشهدت مهاباد في محافظة أذربيجان الغربية تظاهرات ترافقت مع انتشار كبير لقوات الأمن، فيما قام متظاهرون بإشعال النار في تمثال لقاسم سليماني بطهران. وفي جامعة خاجة نصير بطهران، لم يكتمل خطاب متحدث باسم الحكومة بسبب الشعارات والاحتجاجات الواسعة للطلاب، وردد الطلاب في قاعة اجتماعات الجامعة، بحضور المتحدث، هتافات مثل: «لا نريد نظاما فاسدا، لا نريد ضيفا قاتلا»، و«هذا العام عام الدم سيد علي سيحطم»، و«الموت لخامنئي». وفي حين تحدثت تقارير عن مهاجمة قوات الأمن الإيرانية لتجمع نظمه أطباء في شيراز، أعلن أعضاء منظمة النظام الطبي في العاصمة وأصفهان، عن تنظيم مظاهرات يومي الأربعاء والخميس، احتجاجا على تدخل قوات الأمن في عمليات العلاج وملاحقتها للمصابين خلال الاحتجاجات بالمشافي.

الزي الكردي

وأعلنت مجموعات وأطياف مختلفة بإيران أنها ستنظم اليوم، بالتزامن مع الذكرى الأربعين لوفاة مهسا أميني، تجمعات احتجاجية تحت شعار «المرأة... الحياة... الحرية»، داعيا مركز تعاون الأحزاب الكردستانية الإيراني، في بيان، الرجال والنساء في جميع المدن للتجمع بالملابس الكردية، اليوم، «على قبور الشهداء»، وبعد الظهر في الساحات والشوارع.

وغداة اتهام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان دولة إقليمية، لم يسمها، بدعم جماعة انفصالية لشن هجوم كبير على القوات الأمنية في مدينة زاهدان، مركز محافظة بلوشيستان وسيستان، أفادت وكالة أنباء «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، بمقتل عقيد في «الحرس» يدعى مهدي ملاشاهي، وعنصر من «الباسيج» يدعى جواد كيخا، في المحافظة المتاخمة لباكستان.

وبحسب التقرير، فإن العنصرين لقيا حتفهما بعد تعرضهما لإطلاق نار بإحدى ساحات مدينة زاهدان مركز المحافظة التي شهدت، قبل 3 أسابيع، صدامات بين قوات أمنية ومحتجين من أقلية البلوش السنية أدت إلى مقتل نحو 60 شخصا، بينهم 5 من قوات الأمن، بعد مزاعم عن اغتصاب فتاة مراهقة من قبل قيادي شرطي خلال احتجازها على ذمة قضية.

وأعلنت السلطات الإيرانية أن 516 شخصا سيقدمون للمحاكمة، في أول إجراء قانوني كبير يتخذ لقمع الاضطرابات. وقال مسؤولون قضائيون إن المتهمين «كان لهم دور رئيسي في الاحتجاجات سيقدمون للمحاكمة بدءا من هذا الأسبوع، بينهم 315 في طهران، و201 في محافظة قريبة»، وفقا لوكالة مهر الإيرانية للأنباء، ووجهت إلى 4 متهمين تهمة «محاربة الله»، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام، وفقا لصحيفة واشنطن بوست. ونقل عن رئيس السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني قوله في اجتماع للمجلس القضائي في البلاد إنه «ستتم معاقبة هؤلاء الأفراد وستكون هذه العقوبة مثبطة».

في سياق قريب، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي أن طهران اعتقلت آخرين في «قضية الجواسيس الفرنسيين»، مشيرا إلى أن المعتقلين الجدد متهمون بـ«التآمر والتواطؤ بهدف الإضرار بالأمن القومي»، ولم يذكر المتحدث عدد الاعتقالات الجديدة التي تمت في إطار القضية أو يكشف عن جنسياتهم أو أي تفاصيل أخرى، لكنه أكد أن التحقيق يجري بوتيرة سريعة.

وانتقدت باريس «الممارسات الدكتاتورية» الإيرانية واحتجاز «اثنين من مواطنيها رهينتين» أكتوبر الجاري، بعد بث مقطع مصور بدا فيه أنهما يعترفان بالتجسس. وأدانت فرنسا احتجازهما، وطالبت بالإفراج الفوري عنهما.

رئيسي ومالي

إلى ذلك، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس الولايات المتحدة بالمماطلة في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق بشأن برنامج بلاده النووي، والمتعثرة منذ أسابيع، وقال رئيسي: «اليوم على الأميركيين أن يتخذوا القرار، إلا أنهم يماطلون»، وذلك أمام ممثلي وكالات أنباء آسيوية يعقدون هذا الأسبوع مؤتمرا في طهران.

ووصف رئيسي الاحتجاجات بـ«الفوضى والتآمر»، مشددا على أن «الجمهورية الإسلامية أقوى من أي وقت مضى وحضورها في المنطقة سيكون أقوى».

في المقابل، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي إن «الاعتراف بالخطأ أمر مهم»، بعد أن اضطر الى الاعتذار عن تغريدة قال فيها إن المحتجين الإيرانيين يريدون حقوقهم من الحكومة، ما دفع معارضين الى انتقاده معتبرين أن المحتجين يرفضون الحكومة الإسلامية. وقال مالي في تصريحات أمس: «كان تعبيري في تلك التغريدة ضعيفا»، مضيفا: «أنا والحكومة الأميركية ليس من واجبنا أن نقول ماذا يريد المتظاهرون في إيران وما هي مطالبهم».

back to top