إسرائيل تقتل 5 من «عرين الأسود» بينهم قيادي... و«الضفة» تتعهد بالثأر

عباس يصف اقتحام نابلس بجريمة حرب
وهنية يتوقع زيادة اشتعال «الثورة»

نشر في 26-10-2022
آخر تحديث 25-10-2022 | 21:38
مقاتل فلسطيني خلال تشييع الشبان الخمسة في نابلس أمس   (رويترز)
مقاتل فلسطيني خلال تشييع الشبان الخمسة في نابلس أمس (رويترز)
,
في واحدة من أكبر العمليات بالضفة الغربية المحتلة، منذ مارس الماضي، وقبل نحو أسبوع من انتخابات إسرائيلية غير محسومة، قتلت إسرائيل 5 فلسطينيين بينهم وديع الحوح، القيادي البارز في مجموعة «عرين الأسود» المسلحة، التي تكوّنت مؤخراً وتتهمها إسرائيل بالضلوع في هجمات ضدها، عندما اقتحمت قواتها في مدينة نابلس المحاصرة منذ 15 يوماً. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن 5 شبان قتلوا في نابلس، بينما قتل الشاب عدي التميمي خلال مواجهات أمس، تضامنا مع نابلس في قرية النبي صالح شمال رام الله.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، عبر إذاعة «كان» الإسرائيلية عن مقتل الحوح: وقال «يجب أن يعرفوا أننا سنصل إليهم أينما كانوا. إسرائيل لن تتوقف أبدا عن العمل من أجل أمنها، وسنفعل ما يجب القيام به، والهدف هو الحدّ من الإرهاب، والتأكد من أنه لا يؤثر على المواطنين الإسرائيليين».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس «إننا لن نقبل وجود الإرهاب على أي جبهة نعمل فيها، وأي شخص يحاول إيذاء المواطنين الإسرائيليين سينتهي به المطاف في السجن أو القبر». وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن قوات الأمن داهمت مخبأ يُستخدم مقرا رئيسيا وموقعا لتصنيع المتفجرات في منزل تستخدمه «عرين الأسود»، مضيفاً أن معمل تصنيع المتفجرات جرى تفجيره بواسطة صاروخ من طراز «ميتادور». وعقّب وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، على العملية بالقول: «لا توجد ولن تكون هناك مدن ملاجئ للإرهابيين. سنواصل العمل ضد أي شخص يحاول إيذاء مواطني إسرائيل حيثما ومتى لزم الأمر».



ووصفت الرئاسة الفلسطينية العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس بأنها «جريمة حرب». وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، في بيان، إن الرئيس محمود عباس «يجري اتصالات عاجلة لوقف عدوان الاحتلال على أبناء شعبنا في نابلس».

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، إن «عرين الأسود قوة بحجم فلسطين، وستظل موئلا لكل المقاومين الذي يجسدون وحدة الدم والمصير والقادم أعظم»، مضيفاً ان «نابلس ترسم بدم الشهداء مسار العزة والفخار». وأكد أن «هذه التضحيات لن تزيد الثورة في الضفة إلا اشتعالا، وسيندم الاحتلال على ارتكابه هذه الجرائم».

وشكّل مقاتلون شباب كانوا ينتمون إلى فصائل مختلفة مثل حركة «فتح»، والجهاد الإسلامي، أو «حماس» قبل مدة مجموعة «عرين الأسود» التي انتشرت شعبيتها بسرعة من خلال رسائل تلغرام المشفرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت المجموعة أمس على حسابها على الـ «تلغرام»، الذي يتابعه أكثر من 210 آلاف حساب، «الاستسلام هو طريق الذل والهوان. هو طريق الخزي والعار»، مضيفة «حان وقتُ خُروج الأسود من عَرينها. بكلمة الله أكبر سنُصلي خرافها رعبًا... حيّ على الجهاد».

جاء ذلك غداة اتهام «عرين الأسود» إسرائيل باغتيال أحد كبار أعضائها تامر الكيلاني، الذي انفجرت دراجته النارية في نابلس بعد أن زرع شخص قنبلة فيها، مهددة بردّ «قاس وفاجع ومؤلم» على مقتله.

وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس «يوم غضب وإضراب شامل في محافظات الضفة الغربية وغزة، حداداً على أرواح الشهداء». وشاركت حشود غفيرة في تشييع جثامين ضحايا الهجوم والتميمي شمال رام الله، وسط دعوات للثأر. وعمت المسيرات البلدات والمخيمات الفلسطينية. واندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في مواقع متفرقة من الضفة الغربية، بينها جنين وطولكرم وقلقيلية والخليل، فيما تحدثت تقارير عن محاولة إضرام نار في «قبر يوسف» المقدس لدى اليهود.

back to top