انفجار ثانٍ أغرق الكون بالمادة السوداء
ربما لم يحدث الانفجار العظيم وحده، وقد يكون ظهور كل الجسيمات والإشعاع في الكون انضم إليه انفجار عظيم آخر أغرق الكون بجزيئات المادة المظلمة.
وقال موقع روسيا اليوم، أمس، إن في الصورة الكونية القياسية، كان الكون المبكر مكاناً غريباً جداً، وربما كان أهم شيء حدث فيه هو التضخم، والذي أرسل الكون في وقت مبكر جداً بعد الانفجار العظيم إلى فترة من التوسع السريع جداً.
وعندما انتهى التضخم، تلاشت الحقول الكمومية الغريبة التي أدت إلى هذا الحدث، وحوَّلت نفسها إلى فيضان من الجسيمات والإشعاعات، وعندما كان عُمر الكون أقل من 20 دقيقة، بدأت تلك الجسيمات تتجمع في البروتونات والنيوترونات الأولى خلال ما نسميه التركيب النووي للانفجار العظيم.
ويعتبر التركيب النووي للانفجار العظيم أحد أعمدة علم الكونيات الحديث، حيث تتنبأ الحسابات التي تقف وراءه بدقة بكمية الهيدروجين والهيليوم في الكون.
ورغم نجاح الصورة الموجودة للكون المبكر، فإن المادة المظلمة، وهي الشكل الغامض وغير المرئي للمادة التي تشغل الغالبية العظمى من الكتلة في الكون، لا تزال غير مفهومة.
والافتراض القياسي في نماذج الانفجار العظيم، هو أنه أياً كانت العملية التي تولد الجسيمات والإشعاع، فقد خلقت أيضاً المادة المظلمة. وبعد ذلك، سادت المادة المظلمة، متجاهلة أي أمر آخر، إلا أن فريقاً من الباحثين اقترح فكرة جديدة، ويجادلون بأن التضخم وعصر التركيب النووي للانفجار العظيم لم يحدثا وحدهما. وقد تكون المادة المظلمة قد تطورت على طول مسار منفصل تماماً.