مدريد... عاصمة ناطقة بالجمال وعبق التاريخ

• رابع أكبر المدن الأوروبية تتزين بأفخم الفنادق ودرة تاجها الـ«فورسيزونز»

نشر في 07-03-2023
آخر تحديث 08-03-2023 | 17:05

في وقت تشاهد عيوننا كل يوم الجديد، حتى باتت الدهشة بعضاً من النادر البعيد، وبعدما مر قطار أعمارنا بمحطات تلو أخرى حتى لم نعد نظن أن وراء كل هذا الجمال الذي شاهدناه من مزيد، جاءتنا هذه الرحلة إلى جمال مختلف يجمع بين نضارة الغرب وجاذبية الشرق، إلى قلب إسبانيا وعاصمتها مدريد.

انتهت بي هذه الرحلة في مدريد إلى قناعة بأنه أياً كان اهتمامك ومهما صعبت غاية إرضائك فلابد أنك واجد فيها ما تؤمل، فهناك أجمل الآثار والمعالم والأحياء القشتالية العريقة، وهناك أروع الشواهد والمتاحف، وهناك تاريخ الأندلس الذي ظل المسلمون يكتبون سطوره على صفحات الحضارة طوال سبعة قرون من الماضي التليد، ولمحبي الثقافة هناك مكتبتها الوطنية التي تضم مجموعة أضخم وأندر الكتب التي لن تجدها في أي مكان آخر بالعالم، أما عاشقو الطبيعة المائية فأمامهم نهر مانثاناريس الذي يشق وسط إسبانيا وكأنه سابح في أرض الخيال فيُنبت فيها أزهار السعادة على مروج الأحلام.

وإذا جئت إلى الرياضة فحسبك أنك في بلد الـ «سنتياغو برنابيو» معقل نادي الملوك سيد القارة الأوروبية بلا منازع، ريال مدريد، الذي لم يملأ سمع العالم وبصره نادٍ مثلما ملأه بسيرته وإنجازاته، وفي موازاته بإقليم كتالونيا غريمه الأزلي، برشلونة صانع السعادة وصاحب الجمال في كرة القدم، والذي يمثل إقليمه المُطالب بالانفصال عن إسبانيا حكاية أخرى من حكايات سحر الطبيعة وجمالها.

عند هبوط الطائرة في مدريد، التي طالما سمعت عنها الكثير والكثير، وقرأت عن تاريخها المرتبط بتاريخ الأندلس، بما فيها من القصور والحضارة، والثقافة، كان في استقبالنا أحد موظفي فندق فورسيزونز مدريد، بسيارة البورش الفارهة، والتي فوجئنا عندما ذهبنا إلى الفندق بأنها وأنواعا أخرى مثل الرولزرايس متوافرة بكثرة لخدمة زبائن الفندق ونزلائه.

حملنا ممثلو الفندق على أجنحة الترحيب للاطلاع على الجناح الملكي، وتفقدنا جميع المرافق الخدمية والترفيهية، وهنا أدركنا جانبا من الأسباب التي أهلت هذا الفندق للحصول على هذا الكم الهائل من جوائز تصنيف الـ «خمس نجوم» على مستوى العالم، وآخرها تسع جوائز لعام 2023 حصلت عليها فورسيزونز، الشركة الرائدة في مجال الضيافة الفاخرة، من دليل فوربس للسفر في عام 2023، ليصل العدد الإجمالي إلى 73 جائزة.

وبعد تفقد الفندق الفاخر، أخذنا مرشدوه في جولة على أهم المعالم السياحية والتاريخية، وعلى رأسها المتحف الوطني، الذي تأسس في نهاية القرن الـ 18، بأمر من الملكة إيزابيلا الثانية، ويعد من أهم متاحف مدريد، والمعبر عن خلفيتها التاريخية، ويضم بين جنباته أكثر من 2300 لوحة فنية ملكية، بالإضافة إلى العديد من المطبوعات، والرسومات، والمنحوتات النادرة، المعبرة عن تاريخ الفن الأوروبي، والإسباني، وكذلك متحف رينا صوفيا مركز الفنون الوطني.

ليس هذا فحسب، ففي مدريد كذلك مقر الحكومة الإسبانية والعائلة المالكة وأهم شركات البلاد و6 جامعات حكومية والعديد من المعاهد العليا، كما أنها إحدى أهم مدن أوروبا استراتيجياً وثقافياً واقتصادياً، كما تمتلك بنية تحتية حديثة، وقد حافظت على شكل ومظهر كثير من الأحياء والشوارع التاريخية، حيث توجد مدريد في قلب إسبانيا بمنطقة قشتالة التاريخية، وتمتلك معالم سياحية مذهلة.

وعرج بنا برنامج الرحلة إلى بعض أشهر المعالم الأثرية والترفيهية في مدريد، ومنها الساحة الكبرى، وهي من أهم الساحات على مستوى إسبانيا كلها، إذ تقام فيها الاحتفالات الرسمية، وتعتبر ملتقى السائحين، وهي مليئة بالمقاهى والمطاعم ذات الطعام الشهي، كما أنها استراحة متميزة للاستجمام، وقد بنيت هذه الساحة أثناء حكم فيليب الثالث ملك إسبانيا في القرن السابع عشر عام 1617، وهذه الساحة تعد قلب مدريد.

كما لا تخلو مدريد من أفضل المتنزهات والحدائق، التي تحار الألسنة في وصف جمالها، مثل متنزه بالاسيو دي كريستال ديل ريتيرو، وحديقة حيوان فاونيا، وحديقة ريتيرو بارك، وحديقة كاسا دي كامبو، والحديقة النباتية الملكية، وحدائق ساباتيني، ومتنزه بارك دي إل كابريتشو، وحديقة خوان كارلوس الأول، وحديقة رويال بوتانيكو دي، وحديقة بارك دي لاس سيتي تيتاس، ومتنزه الريتيرو.

الـ«فور سيزونز»... دلل نفسك
أن تذهب إلى فندق مثل «فوسيزونز مدريد» فهذا يعني أنك بالفعل قد اتخذت قرارا بتدليل نفسك، والنفاذ إلى حلمك الخاص، عبر هدوء ورقي وجمال وخدمات عالية الجودة، ففيه نحو 200 غرفة مكيفة تحتوي كل منها على أجهزة الآيباد المتصلة بالإنترنت، ووحدات ميني بار، مع خدمات العناية المتاحة داخل الفندق مثل جلسات التدليك وعلاجات الجسم والعناية بالوجه، فضلاً عن وجود صالون محترف لتصفيف الشعر، وإقامة حفلات الزفاف لمن قرروا افتتاح رحلة الزواج بهذا المكان الرائع.

وأمام ما تجده من اهتمام كبير وحفاوة بالغة من كل طاقم الفندق، وسط متابعة حثيثة من مديره العام أدريان ميسير لي، وإشراف مباشر من مسؤولة العلاقات العامة في الفندق ماركا سامبيري، ستدرك فورا لماذا وصل هذا الفندق إلى ما وصل إليه من إقبال لافت وسمعة عالمية جعلت منه وجهة مفضلة لزائري مدريد.

back to top