فيصل الحبشان: الشعر المؤلم أصدق من القصيدة السعيدة

• خلال ندوة «ابن عمار الأندلسي: الذات الطموحة والواقع المتقلب»

نشر في 03-03-2023
آخر تحديث 02-03-2023 | 18:50
عبدالعزيز التويجري مكرماً فيصل الحبشان
عبدالعزيز التويجري مكرماً فيصل الحبشان

أقامت رابطة الأدباء الكويتيين ندوة بعنوان «ابن عمار الأندلسي: الذات الطموحة والواقع المتقلب»، قدَّمها الكاتب فيصل الحبشان، وأدارها عبدالله البراك.

وقال الحبشان: «إذا تأملنا الشعر الذي عبَّر جيداً عن ابن عمار في حالتيه المتباينتين، حالة الفقر، وحالة الغنى والسمو، فسنخرج بنتيجة نظن أنها موضوعية، لا تعسف الأحكام أو تصنع الأفكار، مؤداها أن إنتاج الشاعر خير معبِّر عن موقفه من الحياة، فبعيداً عما جاء في كُتب الأدب والأخبار التي تشير إلى وضاعة أصل ابن عمار، ونشأته في أسرة مغمورة لا مجد لها ولا سؤدد، وفي احتقاره لنفسه ولشعره وإصراره على أن يكسب مكسباً رخيصاً من شعره وفنه، فذلك واضح في قصائده».

وأعطى الحبشان نموذجاً من قصائده، عنوانها «ابن عمار في حالة البؤس، الإخفاق»، ومن أجوائها: أدِرِ الزجاجةَ فالنسيمُ قد انبَرَى، والنَّجمُ قد صَرفَ العِنَانَ عن السُّرَى، والصبحُ قد أهدَى لنا كافورةً لما استَردَّ الليلُ منا العَنبَرَا، والروضُ كالحَسْنا كَسَاهُ زَهرُهُ، وَشيًا وقلَّدَهُ نَدَاهُ جوهَرَا.

وأضاف الحبشان: «لا شك في أن الشعر الذي ينقل الألم أكثر صدقاً من الشعر الذي ينقل السعادة، وتلك بديهية يعرفها من يقرأ الشعر، لكن ابن عمار لا يتحدث في شعره وهو على قمة السُّلطة عن السعادة، إذ يشغل نفسه بأمور أخرى توضح السعادة، وفرق الهموم بين البائس والسعيد».

وألقى قصيدة له تعبِّر عن الحُب، ومن أجوائها: «جاه الهوى فاستشعروه عاره، ولعبه فاستعذبوه أواره، لا تطلبوا في الحب عزاً إنما، عبداه في حكمه أحراره».

وأكد أن الشعور بالانتماء للمكان يحاول أن يتعقب تعبيراته، ويدخل مسارب كلماته وعاطفته، حيث كان المكان يضيق به لفقره، وها هو ذا يجد أماكن كثيرة في إشبيلية، فيخلع عليها انتماءه.

وذكر أن ابن عمار يتجاوز مرحلة الفقر النفسي في بعض قصائده، ويقدم لقرائه تعبيرات مبتكرة، ومعاني يستقيها من رفاهة الحياة التي يعيشها، فقد استراح على القمة، وراح ينشر ما يشرح قلبه، ويغذي وجدانه.

وبيَّن الحبشان أن الإنسان لا يستطيع إلا أن يكون صدى لظروف حياته التي يحياها، وأن ابن عمار كان يعتز بذاته، ويؤكد على صفات عرف فيها الدهاء الشديد وقوة الذاكرة، وذاع صيته في البلاد كلها، فهذه الصفات تكتسب الديمومة، فهي غير عرضية.

back to top