روسيا تستبعد نجاح المبادرة الصينية لوقف الحرب في أوكرانيا

• الكرملين: الظروف لا تسمح بحل سلمي
• ميدفيديف يهدد بنقل المعركة إلى الخارج

نشر في 28-02-2023
آخر تحديث 27-02-2023 | 19:41
طاقم دبابة يسحب مدرعة علقت بالوحل في باخموت السبت (رويترز)
طاقم دبابة يسحب مدرعة علقت بالوحل في باخموت السبت (رويترز)

غداة اتهام الرئيس فلاديمير بوتين الغرب بوضع خطط لتقسيم روسيا على الورق والمشاركة فعلياً في محاربتها، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن خطة الصين للسلام، التي تدعو روسيا وأوكرانيا للموافقة على التهدئة التدريجية وتحذر من استخدام الأسلحة النووية، يجب أن تخضع لدراسة تفصيلية، مع مراعاة مصالح جميع الأطراف، لكن الظروف لا تسمح بحل سلمي حالياً.

وقال بيسكوف، الذي رفض التعليق على اتهام إدارة الرئيس جو بايدن للصين بتزويد روسيا بأسلحة ومسيّرات، واعتبر العقوبات الأوروبية الجديدة عبثية، إن «أي خطط من شأنها أن تسهم في نقل الصراع إلى مسار سلمي تستحق الاهتمام، ونتعامل مع خطة أصدقائنا الصينيين باهتمام كبير، لكن هذه عملية طويلة ومرهقة جداً، وفي الوقت الراهن لا نرى الظروف التي من شأنها أن تضع هذه القضية على مسار سلمي والعملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) مستمرة».

بدورها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ، المحافظة على الاتصالات مع جميع أطراف النزاع في ضوء اعتزام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لقاء نظيره الصيني شي جينبينغ.

وفي حين أوضحت ماو أن «موقف الصين من الأزمة ثابت وواضح، وقائم على تعزيز محادثات السلام والحل السياسي»، تناوب على مدار الأسبوع، كبار المسؤولين الأميركيين، ومنهم رئيس الاستخبارات المركزية وليام برنز ومستشار الأمن القومي جاك سوليفان، على تحذير الصين من تجاوز الخط الأحمر وتقديم معدات فتاكة لدعم القوات الروسية في غزوها أوكرانيا، مؤكدين أنها تدرس هذه الخطوة، لكنهم لم يروا أي مؤشرات على قيامها بذلك.

وبعد يوم من تعهد زيلينسكي باستعادة المنطقة، التي ضمها بوتين في مارس 2014، شدد بيسكوف على أنه لا يستطيع تخيّل ظروف يمكن في ظلها «عودة» شبه جزيرة القرم لأوكرانيا، مؤكداً أنها جزء لا يتجزأ من روسيا.

في غضون ذلك، هدد حليف بوتين، نائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري ميدفيديف، بنقل المعركة إلى خارج أوكرانيا، وحذر من كارثة نووية عالمية.

وكتب ميدفيديف، في مقال نشرته صحيفة إزفيستيا، أمس، «إذا أُثيرت مسألة وجود روسيا نفسها بشكل جدي، فلن يتم حسمها على الجبهة الأوكرانية إطلاقاً، بل ستصبح المسألة استمرار وجود الحضارة الإنسانية بأكملها».

وجدد ميدفيديف تلويحه باستخدام السلاح النووية، مشيراً إلى أن استمرار الغرب في تزويد أوكرانيا بالأسلحة قد يؤدي إلى كارثة نووية عالمية.

وقال ميدفيديف: «بالطبع ضخ الأسلحة يمكن أن يستمر، ويمنع أي احتمال لإحياء المفاوضات، ونحن لسنا بحاجة إلى عالم روسيا غير موجودة فيه»، مضيفاً: «يفعل أعداؤنا ذلك بالضبط، ولا يريدون أن يفهموا أن أهدافهم ستؤدي بالتأكيد إلى إخفاق تام وإحباط لأي إمكانية لاستئناف المفاوضات، خسارة للجميع، انهيار، القيامة».

وذكر المسؤول الروسي، أن الغرب لديه «أوهام» بأنه قادر على القضاء على روسيا من دون إطلاق رصاصة واحدة، مثلما فعل مع الاتحاد السوفياتي. وتابع: «من أرادوا تدمير الاتحاد السوفياتي في البداية يحاولون الآن تدمير روسيا الاتحادية، لكن ما حدث سابقاً لا يمكن تكراره».

وفي تطور ميداني، عزل الرئيس الأوكراني قائد القوات المشتركة في دونباس إدوارد موسكاليوف، الذي تولى منصبه في مارس 2022، بعد أيام قليلة من الاجتياح الروسي في 24 فبراير الماضي.

وعلى خطوط المواجهة، زار قائد القوات البرية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي مدينة باخموت، التي تركز القوات الروسية هجماتها عليها منذ شهور، في إطار محاولاتها للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية، لرفع الروح المعنوية والتحاور مع الوحدات التي تدافع عن المدينة والقرى المحيطة بها.

وفي غرب أوكرانيا، أعلن رئيس بلدية خميلنيتسكي، أولكسندر سميتشيشين، مقتل مسعف وإصابة أربعة بجروح في هجوم روسي بمسيّرة إيرانية ليل الأحد - الاثنين، مشيراً إلى «تضرر أبنية» سلسلة ضربات.

وقال سلاح الجوي الأوكراني إن روسيا أطلقت باتجاه أوكرانيا «14 طائرة مسيّرة قتالية» من طراز شاهد إيرانية الصنع، مؤكداً أن الدفاعات الجوية أسقطت 11 منها وتسع أخريات في محيط كييف.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أنها وجهت ضربة إلى مركز العمليات الخاصة الأوكرانية في مقاطعة خميلنيتسكي، ودمرت مركزاً للاستخبارات العسكرية الإلكترونية في كييف.

في سياق آخر، حذرت وزيرة الداخلية الألماني، نانسي فيزر، من أن بلادها تواجه «خطراً هائلاً»، بسبب هجمات روسية سيبرانية تهدف إلى التجسس والتضليل والتخريب. واتهمت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتخصيص موارد وإمكانيات ضخمة لتنفيذ هجمات إلكترونية، كجزء أساسي من حربه العدوانية.

back to top