بوتين يعزز «الثالوث النووي» وبايدن يستبعد استخدامه

قادة الغرب يتوافدون على كييف في ذكرى الغزو والصين تعرض ملامح خطتها للسلام على أوكرانيا وروسيا

نشر في 24-02-2023
آخر تحديث 23-02-2023 | 19:56
بوتين يضع الزهور على نصب أبطال الحرب العالمية الثانية (الحرب الوطنية الكبرى) بجوار الكرملين أمس (رويترز)
بوتين يضع الزهور على نصب أبطال الحرب العالمية الثانية (الحرب الوطنية الكبرى) بجوار الكرملين أمس (رويترز)
مع مرور عام على إصداره الأمر بغزو أوكرانيا، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العنان لتقويض أسس الحد من الأسلحة النووية، بما في ذلك وقف القوى الكبرى للتجارب المحرمة دولياً، بعد انسحابه من معاهدة «نيو ستارت» والإعلان عن وضع أنظمة استراتيجية جديدة في مهام قتالية، والتهديد باستئناف التجارب النووية.
رغم تأكيد نظيره الأميركي جو بايدن عدم وجود أيّ مؤشر على استخدام السلاح الذرّي في النزاع الأوكراني، الذي أتم عامه الأول، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بتعزيز «الثالوث النووي»، في إشارة إلى تجهيز قوة عسكرية قادرة على إطلاق 3 أنواع من الأسلحة النووية من البر والبحر والجو.

وبعد تعليق المشاركة في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية «نيو ستارت»، قال بوتين، في كلمة متلفزة قصيرة لشعبه بمناسبة يوم المدافعين عن الوطن، «إن وجود جيش وأسطول عصري فعال يشكل ضمان الأمن وسيادة الوطن وسنداً للاستقرار والتطور»، مؤكداً أن القيادة تعطي هذا الأمر «الاهتمام والأولوية».

وأضاف بوتين، عشية مرور عام على إصداره أمر اجتياح أوكرانيا «مع دخول الغواصة الإمبراطور ألكسندر الثالث من طراز Borei-A التي تعمل بالطاقة النووية في الخدمة، فإن نسبة الأسلحة والمعدات الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية البحرية ستصل إلى 100 في المئة، وفي السنوات المقبلة، سيتم تسليم 3 غواصات أخرى من نفس الطراز إلى القوات البحرية».

وأوضح بوتين أن نسبة الأسلحة العصرية في القوات البحرية الاستراتيجية بلغت 100% بعد تزويدها بالطراد «بوري - أ» ومنظومات «تسيركون» البالستية الصاروخية الأسرع من الصوت خلال العام الحالي.

«فاغنر» تعلن تلقي ذخائر عبر القطار وموسكو تحذر من هجوم أوكراني على انفصاليي مولدوفا

ووعد بوتين بنشر منظومة «سرمات» الصاروخية العابرة للقارات بالخدمة الفعلية خلال العام الجاري، إضافة الى مواصلة الإنتاج الكامل لأنظمة كينغال التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وتطلق من الجو، «وسنبدأ نشر صواريخ زيركون الأسرع من الصوت التي تطلق من البحر».

وقال: «بالاعتماد على الخبرة القتالية، سنسعى إلى تطوير متوازن وعالي الجودة لجميع مكونات القوات المسلحة، وتحسين نظام وحدات التدريب، وسنواصل إشباع القوات بمعدات متطورة»، موضحاً أن الحديث عن أنظمة هجومية جديدة ومعدات استطلاع واتصالات وطائرات مسيّرة وأنظمة مدفعية.

وأضاف بوتين: «تعمل صناعتنا الآن بشكل سريع على زيادة إنتاج خط كامل من الأسلحة التقليدية، وتتقن الإنتاج المتسلسل للنماذج الواعدة للجيش والبحرية، وقوات الفضاء».

زيلينسكي وبايدن

في المقابل، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عشية الذكرى الأولى للحرب بالانتصار على القوات الروسية الغازية. وكتب، قبل استقباله رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، «لم ننكسر، تخطينا الكثير من المحن وسوف ننتصر. سنحاسب جميع الذين جلبوا هذا الشر، هذه الحرب إلى أرضنا».

وفي وقت سابق، جدد الرئيس الأميركي جو بايدن، في تصريحات لشبكة «ايه بي سي»، وصفه لقرار بوتين تعليق مشاركته في معاهدة «نيو ستارت» بأنّه «خطأ جسيم، لا ينمّ عن تحلٍّ بكثير من المسؤولية»، مشدّداً في الوقت نفسه على عدم وجود أيّ مؤشر على أنّه يعتزم استخدام السلاح الذرّي.

وأكد بايدن، خلال لقائه قادة دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، المعروفة باسم مجموعة «بوخارست 9»، أن الديموقراطية والحرية على المحك عند مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا.

خطة الصين

وقبل تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى سلام «عادل ودائم» في أوكرانيا في نص تأمل كييف وحلفاؤها الحصول على أوسع دعم ممكن له، عرض كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي على بوتين خطة بكين لتسوية النزاع.



ووفق الخارجية الروسية، فإن الصين أطلعت روسيا على رؤيتها «للأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، فضلاً عن مقاربات التسوية السياسية»، دون أن يتطرق الحديث لأي «خطة سلام منفصلة».

وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى، إن «الصين لم تستشرنا»، محذراً من أن أي خطة سلام يجب ألا تتجاوز «الخطوط الحمر» أو المساومة على أي أرض.

وكشف وزير الخارجية دميتري كوليبا، أن وانغ يي أبلغه خلال لقائهما الثنائي في ألمانيا الثلاثاء، «بعناصر أساسية لخطة السلام الصينية»، مؤكداً أن كييف «ننتظر استلام هذا النص لدراسته بالتفصيل».

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين: «هناك تعاون وثيق بين روسيا والصين على مختلف المستويات، وهو يساهم في تعزيز تطور العلاقات الثنائية ويساهم في نشر السلام والتنمية في كل العالم، ويجري تبادل تجاري طبيعي يتمتع بنزعة جيدة نحو النمو والتطور».

في غضون ذلك، اتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كافي وأشنطن بأنها تضخم مراراً وتكراراً «التهديد النووي الصيني» فقط لإيجاد ذريعة لتوسيع ترسانتها والحفاظ على هيمنتها العسكرية.

واكد تان أن الصين تنتهج استراتيجية نووية للدفاع عن النفس، وتحتفظ دائماً بالحد الأدنى الضروري لضمان الأمن القومي وتتبع دائماً سياسة عدم البدء باستخدام هذه الأسلحة ولن تشارك في سباق تسلح مع أي دولة.

كان تان يرد على تقارير تفيد بأن الصين لديها قاذفات أرضية باليستية عابرة للقارات أكثر من الولايات المتحدة، وتخطط لزيادة عدد الرؤوس الحربية التي تمتلكها.

«فاغنر» ومولدوفا

وعلى الأرض، قال قائد «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، في رسالة أمس، «اليوم في الساعة السادسة صباحاً تم الإبلاغ عن بدء توصيل شحن الذخيرة، على الأرجح، بدأ القطار في التحرك وقيل لنا إن الأوراق الرئيسية قد تم توقيعها بالفعل»، مضيفاً: «أود أن أشكر كل من ساعدنا في تحقيق ذلك، لقد أُنقذت مئات وربما الآلاف من أرواح الرجال الذين يدافعون عن وطنهم».

وتأتي هذه التعليقات في أعقاب الخلاف العام المستمر بين بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية، حيث اتهمهم بخلق «مشاكل كبيرة» تتعلق بإمدادات الذخيرة لقواته. وذهب، الثلاثاء، إلى حد اتهام قيادة وزارة الدفاع بـ»الخيانة» لفشلها في الحصول على ذخيرة لمقاتليه و»عدم المساعدة في النقل الجوي».

وأكدت وزارة الدفاع الروسية مصرع قائد طائرة سوخوي - 24 التي سقطت في بلدة فالويسكي بضواحي مدينة بيلغورد الحدودية مع أوكرانيا اثناء عودتها من مهمة قتالية».

واتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية بما في ذلك تشكيل آزوف القومي بـ»الاستعداد لتنفيذ هجوم استفزازي مسلح على منطقة الانفصاليين الموالين لروسيا في مولدوفا، في المستقبل القريب تحت ذريعة الغزو شن هجوم روسي مزعوم من أراضي ترانسنيستريا.

back to top