وثيقة لها تاريخ : الشيخ مبارك مخاطباً الإنكليز: أنا غير مسؤول عن رعايا الدول الأخرى

نشر في 17-02-2023
آخر تحديث 16-02-2023 | 20:48
 باسم اللوغاني
باسم اللوغاني

لم ننته من رسالة الشيخ مبارك الصباح إلى الإنكليز، والتي يبدي لهم فيها استياءه وغضبه من معاملتهم لرجال أهل الكويت، وتكبدهم الخسائر عند تفتيش سفنهم بحثاً عن السلاح. قلنا في المقال الماضي إن الشيخ مبارك أكد للإنكليز في رسالته أن أهل الكويت يمتثلون لأمره بمنع نقل السلاح والاتجار فيه منذ أن أصدر تعليماته بهذا الشأن في عام 1900 بالتنسيق والتعاون مع الإنكليز، وأنهم لن يفرطوا في انصياعهم وطاعتهم له، مما يستوجب على الإنكليز أن يتفهموا ذلك، وأن يخففوا من التشديد على السفن الكويتية.

ولكي يعرب عن غضبه ورفضه للمعاملة الإنكليزية، قال الشيخ مبارك إنه يشعر بالإهانة وعدم الاحترام من قبل المفتشين الإنكليز الذين يفتشون السفن الكويتية العائدة إلى الكويت من الهند وإفريقيا محملة ببضائع ضرورية لأهل الكويت، وموانئ أخرى مجاورة. وقد عبر عن ذلك بقوله: «نحن صرنا محقورين عندكم وصار علينا سوء ظن وانا أعطيت جواب ان جميع رعيتي ما يشيلون الأسلحة الان انتقص جوابي انا...».



ويستطرد في شرحه بالقول إنه غير مسؤول عن رعايا الدول الأخرى «واما الذين غير رعيتي كان من رعايا الدول انا ما عطيت عليهم جواب لان مالي عليهم امر اذا يجلبون الأسلحة لطرفنا منعهم عليكم». وأوضح الشيخ مبارك أن الأضرار التي تعرضت لها سفن وبضائع الكويتيين كثيرة، وشرح تفاصيل الخسائر كالتالي: «وهالسفائن المذكورة بغلة خليفة بن شاهين ودنقية احمد وبوم ناصر البدر وبغلة عبداللطيف (بن عيسى) ذولا حمالهم من النيبار كما هو مذكور وبوم عباس حماله من اليمن صِل وربط الربط تحمل بالمنور والصل طلعوه على سطحة البوم وتلف من الربط حمله راح بحر والصل أيضا تلف من جمله والقبطانية والمعالمة يشوفون ذلك وهذا شي راجع الى التجار يبونه موجب العدد والوزن حسب الستمياة (الكشوف) التي عليهم والسفائن أيضا انظرة (تضررت) من مداقل المناور وذب الاخشاب فيها صار بها كسر واجد في البرود الذي تسما التريك وماشوة احمد على السطحة يذبون الحطب عليها وتفلشت (تكسرت) وباورة بوم عباس الكبيرة انقصة والباورة الثانية انكسرة بواسطة هالعمل الذي جرا عليهم».

وهكذا أوضح الشيخ مبارك تفاصيل الأضرار، وبين للإنكليز ما لحق من خسائر بالكويتيين وسفنهم من جراء التعسف في إجراء التفتيش على السفن بحثاً عن الأسلحة. وقبل إنهاء الرسالة، أكد الشيخ مبارك أن تكاليف إصلاح السفن وتعويض الأضرار يصل إلى ثلاثة آلاف وأربعمئة روبية، وأن أضرار سفينة النوخذة أحمد تصل إلى ستمئة روبية، وأن التلف الذي وقع على البضاعة جارٍ تقديره، «وقدرو على نظر الاستادين (جمع استاد) يصلح خشبهم بين حطب ومسمار وغيره واجرة استادية يبلغ ثلاثة آلاف واربعماية ربية وقيمة ماشوة احمد ستماية ربية ونقيصة الأموال بعد نزال الأموال انشاء الله بالتحقيق نعرضها». هذه كانت رسالة مبارك الصباح للإنكليز، والتي شرح فيها أسبابه التي أوجبت غضبه واستياءه من التفتيشات الإنكليزية لسفن أهل الكويت في عام 1330هـ/1912م.

back to top