كيف تعيش حياتك؟

نشر في 17-02-2023
آخر تحديث 16-02-2023 | 19:12
 د. هشام كلندر

ليس بالضرورة أن ما يسعد غيرك يسعدك، وأن ما ينفع غيرك ينفعك، وأن ما يشقي غيرك يشقيك، وأن ما يضر غيرك يضرك، وأن ما يعجب غيرك يعجبك، وأن تتفوق على الجميع، وأن تتقن ما يحبه غيرك، تعامل مع نفسك على أنك أنت ولا تتعامل معها على أنك هذا وذاك.

قيل «من راقب الناس مات هما»، فعش حياتك ولا تغتر بالنماذج التي تراها حولك، خصوصاً التوافه ممن يتظاهرون بالنعيم والسعادة والفرح والهناء والطمأنينة والسكينة، فهؤلاء يعانون، لكنهم يتظاهرون، وهنا أتكلم عن توافه السوشيال ميديا، نعم هم توافه السوشيال ميديا، فلا تكن لهم متابعا، ولسخافاتهم مشاهدا، ولتصرفاتهم مراقبا.

عش حياتك، واستمتع بأوقاتك مع أحبابك، واجعل جميع حركاتك ودعواتك فيما يقربك من المالك، حتى لا تقع في المهالك، واعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكاراً يعود عليك نفعها في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة، وإلا فالأمر معكوس.

السعادة الحقيقية تكمن في نفس الإنسان، فهي شعور داخلي لا مظهر خارجي، فمن جعل أفكاره بما يعود عليه بالنفع انعكس ذلك على حاله، قال ابن الجوزي «إن النفس إذا أطمعت طمعت، وإذا أقنعت باليسير قنعت، فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها، وغض طرفها عن محرم نظراتها، وكف كفها عن مؤذي شهواتها، إن شئت أن تسعى لها في نجاتها»، فعليك أن تجتهد في حصر ذهنك، وتركيز فكرك، فيما يقربه من ربك، قال ابن تيمية «نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل».

لكن من الضرورة أن ترضي ربك، وتبر والديك، وتتبع نبيك، وتؤدي فرضك، وتخلص لوطنك، وتنصر إخوتك، وتتبرع بمالك وتحسن لغيرك، وتؤدي مسؤوليتك، وترعى أسرتك، وتربي نشأك، وتصون أمانتك، وتحمي ظهرك، وتتشبث بحقك، وتصدق بقولك، وتتقن عملك، وتبر بقسمك، وتعدل بحكمك، وتسدد دينك، وتحب إخوتك، وتستغل وقتك، وتنصر دينك.

back to top