بالعربي المشرمح: قوى الظلام والديموقراطية!!

نشر في 17-02-2023
آخر تحديث 16-02-2023 | 19:11
 محمد الرويحل

لا أعرف لماذا يصر بعض الناس على أن سبب مشاكلنا وتخلفنا هو الدستور والبرلمان، أي الديموقراطية التي كانت ولا تزال أهم ركائز استقرارنا.

بعد مقالي الأخير ناقشني صديق لي من مواطني دول مجلس التعاون حول حقيقة ما يحدث لنا، فقال: كنا نعتقد أن سبب تطوركم عنا في السابق هو المشاركة الشعبية عبر اختيار نواب يمثلون الأمة يشرعون ويراقبون ويحاسبون، وكنا نحلم بمثل هذا الإنجاز الفريد، لكن مع الوقت بات الشك ينتابنا، خصوصا بعد أن شاهدنا تفوقنا عليكم في ما حققناه من تطور في الخدمات والتنمية وغيرها، في حين أنتم تعيشون صراعاً سياسياً وعدم استقرار وفساد بات الجميع يعرفه بسبب ديموقراطيتكم ودستوركم.

طبعاً هذا الانطباع أصبح منتشراً حتى في مجتمعنا الكويتي، وهو برأيي انطباع مغلوط وفهم ضيق لما يحدث على الساحة السياسية في الكويت، فلا يمكن لديموقراطية أن تعوق التطور والتقدم، ولا يمكن لبرلمان منتخب من الأمة أن يعوق الخدمات والتنمية.

مشكلتنا باختصار في الأفكار وعقول الشخوص المكلفة بإدارة الدولة، وفي نفوذ قوى الفساد التي لها النصيب الأكبر في كل هذا، لقوة نفوذها وسيطرتها على مراكز القرار، ولأن هناك عداوة مستحكمة وقديمة ضد الديموقراطية والدستور والحريات، فتوافقت كل تلك الأطراف لتدمير العمل الديموقراطي وإيهام الناس بأنه العائق والسبب في التخلف والتراجع عن بقية دول المنطقة، وأن مجلس الأمة أحد أسباب تعطيل التنمية.

والحقيقة أن الديموقراطية بمفهومها العام تعتبر من أساسيات التنمية المستدامة، وهذا ليس دفاعا عن مجلس الأمة الذي نعتقد أنه ساهم بطريقة أو بأخرى في هذا العبث السياسي الذي نعيشه، ولكن لا يمكن بحال من الأحوال أن نحمل الديموقراطية والدستور مسؤولية هذا الأمر، خصوصا أن الجميع قد أدرك أن أعداء الديموقراطية والدستور هم من أفسدوا، وهم من ساهموا في إيصال بعض الفاسدين حتى يكفروا المواطن بدستوره وديموقراطيته، ولو عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أننا الدولة الوحيدة المتقدمة في كل المجالات بسبب ديموقراطيتنا والحريات التي نتمتع بها، الأمر الذي يؤكد أن فشل مسيرة التنمية المستدامة سببه سوء الإدارة وتحالف أعداء الديموقراطية والدستور مع أصحاب المصالح والمال لهدم النظام الدستوري والديموقراطي، وإيهام العامة عبر أدواتهم بأنهما سبب تخلفنا وفشلنا في التطور، بل يحاولون تصوير التطور في الدول الشمولية لعدم وجود برلمان لها أو نظام ديموقراطي يحاسبها ويراقبها.

يعني بالعربي المشرمح:

من يعتقد أن الديموقراطية والنظام الدستوري سبب فيما نحن فيه فحتما هو غير مدرك ولا يفقه حتى أبجديات العمل السياسي، أو أنه عنصر من عناصر القوى المعادية للنظام الديموقراطي والدستوري، والتي تسببت في عرقلة التنمية، وتدمير العمل السياسي، وخلق فوضى سياسية لإيهام الناس بأن الديموقراطية عائق للتطور، والدستور سد للتقدم، والبرلمان سبب للتخلف والتراجع، ليتسنى لهم العبث بمقدرات الأمة والاستيلاء عليها وتنمية مصالحهم ونفوذهم.

back to top