المشروعات السياسية!

نشر في 14-02-2023
آخر تحديث 13-02-2023 | 20:17
 فيصل خاجة

في عام 1976 أسست الكويت شركة المشروعات السياحية لتعنى بتشجيع السياحة برأسمال سخي بلغت قيمته آنذاك 20 مليون دينار (توازي أكثر من 100 مليون اليوم) قبل أن يصل إلى 50 مليوناً، وكان هذا التأسيس بلا شك خطوة تقدمية وطموحة بأن تدعم الدولة السياحة إيماناً منها بأهمية هذا القطاع في تشغيل عشرات القطاعات الاقتصادية الأخرى، ويتضح أن إقدام الدولة على تأسيس شركة بدلاً من تأسيس وزارة أو هيئة حكومية هو لغرض مرونة وسرعة الإنجاز والتكيف مع مختلف المعطيات، وبعد التأسيس ببضع سنوات كان الاستثمار الأكبر للشركة أن افتتحت المدينة الترفيهية (رحمها الله 2015) عام 1984 بتكلفة بلغت 30 مليون دينار، يحسب للفقيدة الترفيهية أنها لم تكن استنساخاً لمدن أخرى، بل جاء بعضها بتصميم وأفكار نابعة من البيئة ومنها العالم العربي الذي احتوى على مراكب الخليج والسندباد وغيرها.

ليس البر أن نأتي البيوت من ظهورها، لذا اتجهت إلى الموقع الرسمي لشركة المشروعات السياحية، علني أجد فيه إجابات لاستفسارات عدة عن واقع ومستقبل هذا الشركة مهنياً ومالياً، لم أجد سوى عبارات إنشائية لا تنشئُ شيئاً، في قسم التعريف يتلقفك تعبير عودة العصر الذهبي للسياحة في الكويت بتطلع صريح «وواقعي» للماضي، مع إقحام مصطلح الترفيه لرواجه مؤخراً، تذهب إلى قسم الحجز لتشاهد ثلاثة (منتجع الخيران ومطعمين!)، تذهب إلى القسم الأهم، وهو قسم المشاريع، تشاهد ثلاثة (نادي رأس الأرض، استراحة النويصيب، شاطئ المسيلة) جميعها لم يستوف مواعيد الافتتاح المعلنة! ماذا عن جوهرة المشروعات السياحية «المدينة الترفيهية» والتي تبشرنا صفحتها على «ويكبيديا» بمعاودة النشاط في العام الحالي 2023، ومتى ننتهي من أسطوانة «الدراسات وطرح الأفكار»؟ والأهم من ذلك كله، لم لا يتاح للجميع الاطلاع على تقرير سنوي شامل وشفاف ومدقق يغطي الجانبين المهني والمالي؟

بعد مضي سنوات قاربت الخمسين على تأسيس هذه الشركة، ومع فائق الاحترام للإدارات المتعاقبة السابقة والحالية واللاحقة لهذه الشركة وجهود المخلصين منهم، يحق للكويتيين أن يتساءلوا وبتجرد، هل حققت هذه الشركة الطموح؟ وما الذي أطاح بها لتتحول من شركة ريادية بمشروعات كبرى خارج الصندوق إلى حالها الحالي الفقير إبداعياً سعياً لاستنساخ أفكار من دول الجوار ونبشاً في الدفاتر القديمة بطموح أقصاه معاودة افتتاح حديقة الشعب أو الجزيرة الخضراء؟ ويتبقى علينا في هذا السياق أن نحلم بمعاودة افتتاح حديقة الحيوانات، بافتراض وجودها على قيد الحياة.

• مدين بالفضل لأحد الوزراء السابقين الذي أطلق بعفوية وذكاء مصطلح «المشروعات السياسية» وهو وصف يلخص الحالة العامة للكويت.

back to top