رابطة الأدباء ناقشت «اختلاف الثقافات في الترجمة»

• خلال محاضرة شارك فيها عدنان محرز وشهد الربيعان ومروان سعيد

نشر في 10-02-2023
آخر تحديث 09-02-2023 | 18:29
المشاركون في المحاضرة
المشاركون في المحاضرة

نظم بيت الترجمة في رابطة الأدباء الكويتيين، أمس الأول، على مسرح د. سعاد الصباح، محاضرة بعنوان «اختلاف الثقافات في الترجمة»، بمشاركة د. عدنان محرز، وشهد الربيعان، ومروان سعيد، وأدارتها رندة الكريباني.

في البداية، تحدث د. محرز عن تعريف الترجمة، قائلاً: «الترجمة هي أداة تبليغ وإيصال المعلومات، وتحويل ما ينتجه الفكر الإنساني من مجتمع إلى آخر، بما يسهم في الانفتاح على الحضارات الأخرى. الترجمة قبل كل شيء هي مسألة فكرية ولغوية لا تستوي إلا بالمعرفة الدقيقة للكلمة ومعناها في سياقاتها الأصلية، أي وفق سياقها بالجملة أو النص».

وأضاف محرز: «ندرك أنه يوجد اختلاف بين الثقافات والعادات، تتفاوت بفارق نسبي من حضارة لأخرى، ومن شعب لآخر، ما يضع أمام المترجم مسؤولية كبيرة، فيجد أن عمله لا يقتصر على النقل اللغوي للجُمل والعبارات ومعاني الكلمات فحسب، بل يمتد ليشمل البُعد الثقافي أيضاً، فالمترجم، كما يعرفه د. محمد العناني، هو كاتب، والفارق بينه وبين الكاتب الأصيل أن الأفكار التي يصوغها ليست أفكاره، بل أفكار سواه».

وتطرَّق إلى المضامين الثقافية، قائلاً: «تتخذ المضامين الثقافية في الترجمة صيغاً عديدة تبدأ من المحتوى المعجمي والنحوي والأيديولوجيات وطرائق الحياة في ثقافة معينة، وعلى المترجم أن يحرص على تفعيل الجوانب الثقافية للمجتمع بما يغني النص المُترجَم».

بعدها أعطى أمثلة لمشاكل اختلاف المضامين اللغوية الثقافية، معلقاً: «يوجد العديد من المشاكل التي يواجهها المترجم، بسبب اختلاف ثقافات الترجمة في بعض النصوص التي يتعامل معها، وتتمثل هذه المصاعب في كيفية إيجاد معاني الكلمات التي لا وجود لها في ثقافة أو بيئة معينة».

النقل اللغوي

من جانبها، قالت الربيعان: «يرى علماء الترجمة أن عملية الترجمة في جوهرها لا تقتصر على النقل اللغوي فقط، لكنها تتضمن نقلاً آخر، هو النقل الثقافي، فالمترجم ينقل نصاً وُلد في ثقافة ما، إلى ثقافة أخرى قد تشبهها أو قد تختلف عنها، لذا فإن علماء الترجمة يرون أن المترجم يجب أن يكون ثنائي اللغة والثقافة».

وبينت الربيعان أن الاختلافات الثقافية التي تؤدي لطرائف ونوادر في الترجمة لا تقتصر على الكائنات، لكنها تمتد لبعض الموجودات والظواهر الطبيعية التي تختلف إيحاءاتها تماماً، متابعة: «لعل أحد الموجودات التي أُحب الحديث عنها هو القمر، فالقمر في ثقافتنا العربية رمز للجمال، لكن الأمر يختلف اختلافاً جوهرياً في اللغة الإنكليزية، لأن القمر فيها رمز للتقلب والتغير المزاجي». وتطرقت إلى الترجمة الحرفية، قائلة: «لا شك أن أحد عوامل أو أسباب الترجمات الخاطئة هو الالتزام الحرفي بالترجمة، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى كوارث بالترجمة».

وأكدت أن «الترجمة الحرفية هي أحد أهم الأشياء التي نحذر منها، ودائماً ما ننصح بالبحث عن جوهر المعنى الذي يريد الكاتب توصيله للقارئ، ومن ثم ترجمته، والبُعد عن الالتزام الحرفي، لأن اللغات تختلف عن بعضها البعض».

لغة الهدف

بدوره، عرَّف مروان سعيد الترجمة، بأنها «نقل النص الأصلي من اللغة المصدر إلى لغة الهدف، ووفق المفكر والأديب والمترجم الإيطالي أمبرتو إيكو، هي عملية تفاوض وحوار مع النص للوصول إلى ترجمة مضمونة مساهمة في إغناء اللغة والثقافة، والتعبير عن قدرتها على التواصل والحوار. فالمترجم ينطلق من لغة النص الأصلي للوصول إلى لغة النص الهدف، مستعملاً آليات الفهم والتفكيك وإعادة صياغة معنى النص الأصلي في لغة أخرى لبناء نص جديد في لغة وثقافة مختلفة».

وأضاف سعيد: «حين يقوم المترجم بالترجمة إلى اللغة العربية أو أي لغة أخرى، فهو يقوم بتفعيل هذه اللغة وبنياتها التركيبية والدلالية، ليجعل اللغات تتحاور فيما بينها، لتحديد مكامن التفاهم والاختلاف، وطرح إمكانية المعالجة لغوياً وثقافياً، على اعتبار أن ترجمة النص، في غياب سياقه، تعطيه ترجمة غير مكتملة المعنى».

وأكد أن الترجمة تعتبر النص خطاباً حياً في بُعده البنيوي اللساني الداخلي والجدلي مع واقعه الذي أنتجه في سياقه الخارجي، بأبعاده الفكرية والثقافية والاجتماعية.

back to top