وفد روسي «فوق العادة» في بغداد مع استمرار أزمة الدينار العراقي

نشر في 06-02-2023
آخر تحديث 05-02-2023 | 20:38
صراف عراقي في احد شوارع بغداد
صراف عراقي في احد شوارع بغداد

بعد زيارة رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني إلى باريس وزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى بغداد، يحط وفد روسي «فوق العادة»، يرأسه وزير الخارجية سيرغي لافروف، رحاله في العاصمة العراقية اليوم.

وتأتي زيارة لافروف مع هذا الحشد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلاميين، في توقيت حساس لبغداد التي تخوض حواراً مؤلماً مع واشنطن حول قيود حركة الدولار. وصباح أمس هبطت قيمة الدينار العراقي مرة أخرى إلى مستوى غير مسبوق بنحو 1730 للدولار، محبطة آمال كثيرين توقعوا حصول تسهيلات أميركية للسوق العراقي المضطرب بشدة تكاد تكون الأولى من نوعها منذ 2003.

ومنذ تشكيل حكومة الإطار التنسيقي في أكتوبر الماضي، قال حلفاء طهران إن العالم يتقبلهم رغم انزعاج واشنطن من إمساكهم بالسلطة بعد حكومة مصطفى الكاظمي السابقة التي حققت تقارباً كبيراً مع العالم الغربي والمحيط العربي.

لكن قيود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الدولار، الذي يخرج من العراق بكميات كبيرة نحو السوق الايرانية، جعلت الكثيرين يقولون إن واشنطن كانت تتسامح مع حكومة الكاظمي لكنها ستقسو على حكومة السوداني «كما لم يحصل من قبل».

وتحت ضغط هذه المشاعر، احتفل أنصار الإطار التنسيقي بنحو مبالغ، بعد إبرام السوداني معاهدة مع فرنسا، تشمل التعاون في مجالات استراتيجية. وقال معلقون حلفاء لإيران إن العراق لن يدخل في حلف مع روسيا ضد الغرب، «فالاتجاه نحو أوروبا بمختلف محاورها، هو خيار تقليدي للعراق خلال قرن».

وذكرت وسائل إعلام روسية أن أبرز القادمين مع لافروف إلى بغداد هم رجال أعمال ينشطون في مجال الطاقة. وتستثمر كبريات الشركات الروسية في حقول نفط العراق، لكنها قلقة من أفكار عراقية وخصوصاً في إقليم كردستان الشمالي، تطمح إلى دخول سوق الغاز الأوروبي، لتعويض الغاز الروسي، وأن يكون العراق ممراً ممكناً للغاز الخليجي. وهي وإن كانت مجرد طموحات بحاجة إلى سنين من العمل، فإنها تقلق السوق الروسي وشريكه في إيران.

وسبق لإيران في مارس الماضي أن قصفت منزل رجل أعمال كردي معروف بنشاطه في مد أنابيب نقل الطاقة، في تحذير يتعلق بتصدير الغاز كما قيل. لكن طهران الآن تشعر بقلق أقل مع وجود حكومة السوداني الموالية لها، مما يمهد لدخول أكبر لشركات روسيا والصين إلى القطاعات الاستراتيجية في العراق، خصوصاً نقل الطاقة والشحن البحري، وربما صفقات تسليح.

ويقول المراقبون إنه ليس من السهل على روسيا أن تحلم بالهيمنة على قرارات عراقية، لكن موسكو وطهران أصبحتا «أكثر فعالية وحرية في السباق مع نفوذ أميركا بالعراق».

وأخيراً، تبدو زيارة لافروف استباقية، لأنها تأتي قبل أيام فقط من ذهاب وفد عراقي رفيع إلى واشنطن، لوضع أوراق مرحلة السوداني على طاولة إدارة بايدن.

back to top